أكدت صحيفة (النهار) اللبنانية أن حكومة الرئيس نجيب يقاتي باقية إلى أجل غير معروف ما دام لديها القدرة على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد وإن في حده الأدنى، وكذلك على الاستقرار المالي والاقتصادي برغم الغليان في المنطقة. وقالت إن الوضع في لبنان سيظل محافظا على حاله ولن يتغير ما لم يتغير الوضع في سوريا بحيث يأخذ التغيير فيه صورة هذا الوضع. وتابعت :"لقد عاد ميقاتي من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة متسلحا بدعم من الدول الكبرى وبتأكيد أن الأمن والاستقرار في لبنان خط أحمر وإشادة بسياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة حيال ما يجري في سوريا وإن انتقائية". وأضافت أن هذه الاشادة قد صدرت عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين، ومن الأمين العام للامم المتحدة، وتساءلت هل يستطيع لبنان أن يظل قادرا على عزل نفسه عما يجرى من أحداث في المنطقة وأن تبقى لديه المناعة فلا يتأثر بتداعيات الأحداث في سوريا باعتماد سياسة النأي بالنفس، وماذا ستكون عليه صورة الوضع في لبنان إذا لم يستطع إبعاد مخاطر الأزمة السورية عنه؟. وشددت الصحيفة على أن أقطاب 8 و14 آذار يكونون مسئولين عن عدم التزام هذا الحياد الذي اتفقوا عليه في اجتماع هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري، إذا ما تفاقم انقسامهم حول الوضع في سوريا ولم يحسبوا حسابا للتداعيات المحتملة التي قد يتعرض لها لبنان حاضرا ومستقبلا.وقالت إن امتداد الأزمة السورية إلى لبنان يعني أن حربا داخلية قد تقع في لبنان، وأن إسرائيل قد تدخل على خطها لمواجهة إيران اذا ما تحركت لنجدة النظام في سوريا، وأن الانتخابات النيابية في يونيو 2013 قد تتعرض للتأجيل، وتأجيلها يعني أن لبنان عاد الى وضعه الشاذ الذي جعله يعيش على مجلس نيابي ممدد له وحكومات تتألف من حواضر هذا الوضع ولا تكون على مستوى مواجهة التحديات والصعوبات السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذا من شأنه ان يدخل لبنان كما دولا في المنطقة حالة فوضى عارمة قد لا تنتهي إلا بالتقسيم والتجزئة.