وكالات: انسحبت عملية تمديد تسجيل الطلاب في المدارس الرسمية لغاية العاشر من الشهر الحالي، تمديدا لانطلاقة العام الدراسي بشكل فعلي في مدارس مدينة طرابلس كافة، والتي تبلغ 85 مدرسة، وتعاني إرباكا واسعا في مواكبة العام الجديد وتشهد إقبالا متزايدا. اعتبارات كثيرة أخرت الانطلاقة، بل شهدنا تعثرا واضحا جراء عدم التحاق غالبية الطلاب بمقاعدهم وغياب الكتاب المدرسي، باعتبار أن أيا من مدارس المدينة لم تتسلم كتبها لغاية اليوم.
وقد أعلنت إدارات بعض المدارس تذمّرها من وجود أعداد كبيرة من الطلاب ومن عدم تأمين الكتب المدرسية، ما سيؤدي حكماً إلى زيادة الضغط على الهيئة التعليمية ويصعّب من عملية إعطاء المنهاج التربوي في الوقت المحدد.
وقد ضمت مدارس الشمال وفقا لإحصاء العام الماضي 84803 طلاب. وبلغ عدد الأساتذة والمعلمين 9706 منهم 5687 في الملاك و4019 متعاقدا. ويتوقع أن ترتفع أعداد الطلاب جراء الإقبال المتزايد على المدرسة الرسمية بفعل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أجبرت الكثير من الطلاب في المدارس الخاصة إلى هجرها.
وتسعى إدارات بعض المدارس إلى توسيع نطاق مدارسها عبر بناء صفوف جديدة أو استخدام قاعات مغلقة، لاستيعاب كل الطلاب ومعهم طلاب سوريون.
وما زاد في عملية الإرباك أنه لم يمض أشهر على تعيين رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلة الحاماتي لتتمكن من معالجة المشاكل المتراكمة وإيجاد الحلول لها.
يضاف إلى المشكلات المزمنة والطارئة دخول السياسة على خط التعيينات، خصوصا في إدارات الثانويات فقد أقدمت وزارة التربية على تعيين رئيس المكتب التربوي ل"العزم والسعادة"، التابعة للرئيس نجيب ميقاتي، علي عثمان مديرا لثانوية البداوي، كما استبدلت بداية الشهر وبشكل كيدي مدير ثانوية المربي "حسن الحجة" المعروفة سابقا بثانوية الملعب البلدي "المئتين"، وعيّنت مكانه وليد الحفار مديرا وهو يتبع سياسيا الى ميقاتي. وهذا ما لاقى استياء واسعا في صفوف الهيئة التعليمية.
يعتبر أمين سر رابطة التعليم الأساسي بهاء تدمري أن "هناك خللا كبيرا في عملية انطلاقة العام الدراسي في مدينة طرابلس، أولا بالنسبة لمجانية الكتاب فبدل أن تيسر الأمور، أخرتها وعرقلتها حيث لم يتم تأمين الكتاب حتى اليوم، إضافة إلى طريقة التوزيع، وكأن هناك جهلا فاضحا في آلية التوزيع . ثانيا البناء المدرسي لا يتسع لكثافة الطلاب بما يتلاءم مع المناهج المتبعة، فالإقبال على المدارس الرسمية كبير ولا توجد أبنية تستوعب الطلاب، إضافة إلى مشكلة النازحين السوريين التي تزيد من الضغوط، لا سيما في عملية اختلاف المناهج".
وأشار إلى أن "عملية مناقلات الأساتذة لم تبدأ بعد، فمتى تنجز؟ وهناك مدارس لا تعرف كيف تسير وكيف تبدأ عامها! وكذلك هناك بدعة المحاصصة السياسية بتوزيع المتعاقدين، لنفس المادة أكثر من أستاذ وهو ما يؤثر سلبا على وضع المدرسة ويراكم الأزمات مستقبلا ".
ويبدى تدمري أسفه الشديد ل"التدخلات التي يقوم بها مكتب ميقاتي في طرابلس، محاولا وضع يده على مفاصل العملية التربوية في المدينة وما حصل بداية العام الدراسي في ثانوية الملعب البلدي من تعيين مدير لها كان عضوا في مكتب ميقاتي ومحاولات الضغط على مدراء المدارس لقبول المتعاقدين بغض النظر عن حاجة كل مدرسة".
وتحضيراً لإطلاق العام الدراسي الخاص بالطلبة السوريين النازحين، عقد لقاء جمع المسؤولين عن جمعية التربية الإسلامية المشرفة على معاهد ومدارس الإيمان الإسلامية. تناول البحث كما صرح رئيس جمعية التربية غسان حبلص بأنه "تمّ الإطلاع على التحضيرات التي تجري في مختلف فروع مدارس الإيمان الإسلامية على امتداد المحافظات من خلال انتقاء الكادر التعليمي والإداري المتخصص من الإخوة التربويين السوريين بالإضافة الى المنهاج الدراسي وفق العملية التربوية السورية".
أضاف: "سنسعى بالحد الأدنى إلى استيعاب قرابة الخمسة عشر ألف طالب وطالبة من سوريا في مختلف فروع مدارس الإيمان الإسلامية. كما أننا عملنا على تشكيل لجنة مهمتها التواصل مع الجهات الدولية والعربية لتأمين الدعم المالي لهذا المشروع بالإضافة إلى متابعة تأمين عام دراسي للطلبة السوريين وعدم تفويته عليهم".
واعتبر مسؤول الملف في الجمعية غسان الحاج أن الجمعية قررت وضع مؤسساتها التربوية العاملة في مناطق لبنان الشمالي بتصرف القائمين على رعاية الوافدين السوريين عن طريق تأمين عام دراسي جديد وفق المنهج التعليمي السوري الرسمي أو وفق المنهج اللبناني لمن يرغب". مواد متعلقة: 1. وزير التعليم يحظر استخدام المحمول بالمدارس لمرحلتي رياض الأطفال والابتدائية 2. سلاح فى "شنط" المدارس بدلا من "السندوتشات" 3. إعلان حالة الطوارئ بمستشفيات ومدارس الشرقية لمواجهة الغدة النكافية