عقدت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" ورشة عمل حول اعداد الوسائل التعليمية ووضع طرق التأليف والتدريب والتقويم، والتي اختتمت أعمالها أخيراً في بانجول عاصمة غامبيا. أوصى المشاركون بتطوير مناهج اللغة العربية والتربية الاسلامية في الدول غير الناطقة بها ومراجعتها، من قبل الخبراء التربويين انطلاقاً من الخصوصيات وتلبية للاحتياجات الوطنية، بعد تشخيص الثغرات ومواطن الضعف في المناهج الحالية، والاستجابة للتحديات التي أصبح يطرحها اعتماد المنهاج المزدوج في المدارس العربية الانجليزية والعربية الفرنسية والعربية البرتغالية. ووفقا لصحيفة "الرأي العام" الكويتية أوصي الخبراء كذلك بربط مناهج اللغة العربية والتربية الاسلامية بالاحتياجات، التي تفرضها خصوصيات هذه الدول التاريخية والاجتماعية والثقافية، خدمة للتنمية المحلية، وتيسيراً للاندماج في سوق العمل. وطالبوا بانشاء مراكز تربوية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في بلدان غرب أفريقيا، للمساهمة في توطينها والحفاظ على كيانها ودعم وظيفتها الثقافية والروحية، وتعزيز حضورها وسيلة للتواصل، وذلك لكي تقوم هذه المراكز باعداد مناهجها وبرامجها ومقرراتها الدراسية وتطويرها ومتابعتها وتكوين أطرها وتوفير الوثائق المرجعية الملائمة للبيئة الافريقية على غرار المراكز القائمة في ليبيا وتشاد وجزر القمر. ودعا الخبراء الى تعزيز جهود مراكز تكوين معلمي اللغة العربية والتربية الاسلامية القائمة في الدول المشاركة، وذلك بتكثيف الدورات التدريبية لمكوني المكونين في المجالات التربوية. وأوصوا بالاهتمام بالتكوين المستمر للمعلمين أثناء الخدمة، لتجديد معارفهم التربوية وتطوير ممارساتهم الميدانية والعمل على تنميتهم مهنياً. كما دعوا الى تكوين خبراء محليين متخصصين في تأطير فرق تأليف الكتب المدرسية، في مجال تعليم اللغة العربية والتربية الاسلامية وباقي المقررات للناطقين بغيرها، بما يتناسب مع الاحتياجات المحلية. وناشد الخبراء المنظمات الاسلامية والبنوك الاسلامية والجمعيات تمويلَ عمليات انتاج الكتاب المدرسي الخاص بتعليم اللغة العربية والتربية الاسلامية وباقي المقررات في البلدان غير الناطقة بها، وذلك بالتنسيق مع الحكومات المعنية. وأوصوا بانشاء مدارس نموذجية مجهزة بالوسائط التعليمية والأجهزة الالكترونية، وبتكثيف الدورات التدريبية للموجهين والمشرفين التربويين في مجال التكنولوجيا التربوية، وبتشجيع اقبال التلاميذ على اختيار اللغة العربية في المدارس النظامية باعتبارها لغة حية.