أوصى خبراء تربويون في ختام اجتماع عقدوه في فيينا، بدعوة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، بوضع استراتيجية تربوية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، تطويراً لمناهجها وبرامجها، وتحديثاً لكتبها ووسائلها التعليمية، وارتقاءً بقدرات مواردها البشرية والبحثية، وبما يتلاءم وخصوصيات المجتمعات المسلمة في الغرب. كما أوصوا بإيجاد هيئة إسلامية للعمل التربوي في الغرب تعمل على تطوير تعليم اللغة العربية وحمايتها ونشرها وتعزيز تدريسها، مع مراعاة خصوصيات المجتمعات الإسلامية في الغرب. وأكدوا على أن التعليم العربي الإسلامي في الغرب هو رسالة تعبدية قيمية، وقاطرة للتنمية الحضارية، وليس مجرد مناهج وطرائق وتكنولوجيات وتقنيات تربوية، وعلى عدم اعتبار الوجود الإسلامي في الغرب عابراً أو مؤقتاً، بعد أن أصبح يمثل رسالة وثقلاً حضارياً يستوجب البناء على أساس الثوابت في غير انغلاق والانفتاح والتعايش في غير ذوبان. ودعوا المراكز الثقافية والمؤسسات التربوية إلى توحيد مرجعيتها وتنسيق جهودها وتقريب رؤاها ومناهجها لبناء شخصية المتعلم الناشئ على قيم الوحدة وأدب الاختلاف ونبذ التطرف بمختلف أشكاله. كما دعوا إلى تعزيز روح التعاون والتكامل والتعايش بين أبناء المسلمين فيما بينهم ومع غيرهم عملاً بتعاليم الإسلام العالمية السمحة. ودعا الخبراء إلى إنشاء قناة فضائية تعليمية تعنى بتعليم اللغة العربية لفائدة أبناء المسلمين في الغرب. كما دعوا إلى مراجعة الاستخدامات الاصطلاحية التي تحمل نعوتاً عنصرية وتحقيرية وتناقضاً مرجعياً عن المسلمين، وإلى شراكة وتعاون بين مختلف المؤسسات الإسلامية وغيرها العاملة في مجال تعليم اللغة العربية، وأوصوا الجهات المعنية بتربية أبناء المسلمين بالتعاون لإيجاد بيئة تعليمية مناسبة للمتعلم، وأكدوا على أهمية إيجاد نظام للإرشاد والتوجيه الفني والتقويم التربوي لتقييم أوضاع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وعلى إعداد دليل لمعايير الاعتماد ومقاييس الجودة للمدرسة الإسلامية. ودعا الخبراء أيضاً إلى تأهيل المعلم تربوياً وتكنولوجياً ومعرفياً، واعتماد المعلمين المتخصصين في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإلى إحداث موقع (منصة) إلكتروني لتعليم العربية يشرف عليه متخصصون في اللغة العربية والمعلوميات، وأوصوا بتعزيز منظومة القيم الإسلامية في تعليم العربية بالمدرسة الإسلامية في الغرب.