واشنطن: دعا علماء إلى الحذر حيال إطلاق افتراضات قد تكون متسرعة عن وجود حياة على قمر "تيتان" الذي يدور حول زحل، مشيرين إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين الأدلة العلمية التي ظهرت لتشير إلى أن القمر قادر على توفير ظروف وجود حياة وبين القفز إلى افتراض أن هناك فصائل حية موجودة عليه بالفعل. وأشار العلماء إلى أن التنبه لهذا الأمر يوّفر الإحراج الذي قد تتعرض له وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، إلى أن اتضح عدم صحة افتراض وجود الحياة على الكوكب خاصة وأنها تعرضت لضربة معنوية مماثلة عام 1996 عندما جزمت بالعثور على آثار حياة بكتيرية على المريخ قبل أن يتضح وجود خطأ علمي في الأمر، طبقاً لما ورد ب"وكالة الأنباء القطرية". وأوضح كريس ماكي أخصائي علوم أحياء الفلك أن كوكب "تيتان" كان يجذب علماء الفضاء منذ سنوات باعتبار أن حجمه الضخم يوفر فرصة لظهور غلاف جوي يمكن له احتضان الحياة وكان هذا الأمر هو السبب الأساسي لإرسال مركبة الفضاء "كاسيني" التي تطوف حول الكوكب. واعتبر ماكي أن العلماء كانوا يطرحون مجموعة فرضيات يمكن لها أن تتسبب بظهور الحياة على هذا الكوكب وأولها أن تكون الكائنات المفترضة قد طورت في ظل غياب المياه سبل للحياة بوجود الميثان السائل مكان المياه في خلاياها. وأضاف أن هذه الفرضية تتطلب بالضرورة رصد تراجع لمستويات "الإيثين" و"الأكتلين" في المجال الجوي باعتبار أن الكائنات الحية ذات الميثان السائل ستمتصها للحياة إلى جانب رصد مستويات مرتفعة من الهيدورجين على سطح الكوكب مقابل مستويات منخفضة منه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. وأوضح ماكي أن هذه الأمور جرى التثبت منها عبر مركبة كاسيني وما جمعته من معلومات عن سطح تيتان ولكن هذا لا يعني بالضرورة وجود أشكال من الحياة بل يدل على أن الظروف متوفرة لظهورها وهما "أمران منفصلان تماماً" كما يشدد العالم الأمريكي. ويحذر ماكي من التسرع في افتراض وجود حياة على القمر تيتان باعتبار أن هذه الظواهر رغم التأكد من وجودها قد لا تكون ناتجة عن وجود كائنات حية بل عن تفاعلات كيميائية عادية على سطح الكوكب.