السعيد: البلطجة عملية متشابكة لا يمكن أن نحدد المسئول عنها الاسلامبولي: ظاهرة البلطجة تظهر عندما يحس الناس أن القانون في أجازة عرفه: أطفال الشوارع احد أسباب انتشار البلطجة داخل المجتمع
محيط يوسف عفيفي
ظاهرة البلطجة من القضايا التي أصبحت تهدد كل بيت في المجتمع المصري ولا خلاف على أن حالة الانفلات الأمني هي المشكلة رقم واحد في مصر في الوقت الحالي وهى أيضاً الخطر الأول والأكبر الذي يهدد اكتمال نجاح ثورة 25 يناير، لذا فإن الحفاظ على مكتسبات الثورة يبقى مرهونا باستعادة الأمن وعودة أجهزة الشرطة بكامل طاقاتها وقدراتها إلى ممارسة مهمتها الوطنية في حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ومنع الجريمة وردع المجرمين وفرض هيبة الدولة وسلطتها وإعمال القانون.. ضماناً لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ... وصونا لأمن الوطن والمواطنين.
وسواء كان هذا الانفلات الأمني ووفقا لنظرية المؤامرة بفعل فاعل وفاعلين من بقايا النظام السابق وجهاز أمن الدولة المنحل، أو كان الانفلات بحكم غيبة الشرطة عن الشارع بكامل طاقتها، فإنه يُعد في الحالتين مظهرا من مظاهر فقدان الدولة لسلطتها وهيبتها.. وخطرا داهما محدقا بالثورة وبمصر كلها.
وعن تحليل ظاهرة البلطجة والانفلات الأمني الكبير في الشارع المصري يقول رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إن البلطجة المنتشرة في الشارع المصري عملية متشابكة لا يمكن أن نحدد من المسئول عنها لأنها منتشرة بشكل كبير في كل مكان من مصر نظرا لعدة أمور متدهورة منها :-
1- العشوائيات التي خارج السيطرة الأمنية وخراج الخطة الحكومية.
2- البطالة المتزايدة التي تركها لنا النظام السابق ولا زالت في تزايد مما أدي ويؤدي الي إخراج جيل بلا تعليم . بلا رعاية . بلا ثقافة تحدد له طريقه تساعده علي التقليل من هذه الظاهرة .
3 - الإفقار المتزايد، حيث يزداد الأغنياء غنا ويزداد الفقراء فقرا، بسبب عدم تطبيق العدالة الاجتماعية وعدم تنفيذ الحد الأدنى والأقصى للأجور .
4- التسيب الأمني الذي زاد بشكل كبير جدا بعد الثورة حيث فهم الناس الحرية والثورة خطأ .
5- اللهو الخفي الذي تحدثت عنه الحكومات المتعاقبة منذ اندلاع الثورة وحتى حكومة الدكتور هشام قنديل.
وأشار إلى أن الكلام عن اللهو الخفي يوضح انك تكتشف في النهاية انه لا يوجد لهو خفي، مشيرا إلى انه تم القبض مؤخرا علي بعض العناصر المشتركة في حادث السفارة الأمريكية وذكرت الحكومة أن المتهمين تلقوا تمويلات، وفي النهاية تكتشف انه لا شيء بل من الواجب أن نعرف من الذي أعطاهم الأموال وأين هم الآن في المجتمع ولماذا لا يتم القضاء عليهم .
وقال السعيد للأسف أن الحكومات المتعاقبة وأخرها حكومة الدكتور قنديل علقوا تقصيرهم علي شماعة اللهو الخفي دون معرفة من هم اللهو الخفي.
وأشار إلى رابطة الألتراس التي أصبحت تهدد أمن المجتمع نراها مرة في شارع محمد محمود وأحداث السفارة السعودية وكذلك السفارة ألأمريكية متسائلا من هم ومن يمولهم، مؤكدا ل"محيط" انه تلقي اتصالات من بعض الأشخاص أن هؤلاء يمولون من بعض الأفراد دون معرفة من هؤلاء .
ولحل هذه الظاهرة قال رئيس حزب التجمع أن الحل يتمثل في:-
1- الاهتمام بالعشوائيات، ومساعدة هؤلاء علي الحياة الكريمة وتوفير السكن الآدمي والخروج بهم من الفقر والجهل إلي العلم والنور والعمل وبناء حياة كرمية تضئ لهم الطريق .
2- القضاء علي البطالة من خلال توفير عمل لهؤلاء العاطلين عبر فتح مشاريع واستثمارات تشغل هؤلاء لكي يصبحوا أفرادا منتجين في الوطن .
3- تطبيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين وخاصة العاملين في الدولة في جميع القطاعات العامة والخاصة وتحديد حد أدني وأقصي للأجور.
4- القضاء علي الانفلات الأمني المتزايد في الشارع المصر ي من خلال تكثيف الحملات الأمنية للقضاء علي البؤر الإجرامية.
5- الكشف عن اللهو الخفي الذي صدعوا بها عقولنا منذ الثورة، وعدم تضليل الرأي العام بهم .
من جهته قال الخبير القانوني عصام الإسلامبولي أن ظاهرة البلطجة المنتشرة في الشارع المصري تظهر عندما يشعر الناس أن القانون في أجازة مشيرا إلى الفيلسوف الفرنسي جون لوك الذي قال "عندما ينتهي القانون تبدأ الفوضى" موضحا أن أساس الناس أنها عندما تحس أن ليس هناك قانون يحاكمهم أو يعاقبهم فكل إنسان يفعل ما يشاء وهذه الظاهرة معروفة ومرتبطة بانتهاء سيادة القانون، مؤكدا انه عندما يكون هناك حكم رادع وعقاب في الحال تستطيع أن تقضي علي الظاهرة .
وأضاف الإسلامبولي لشبكة الإعلام العربية "محيط" ان الخطوات لحل تلك المشكلة تكمن فيما يلي : -
1- إعلان شأن القانون وتطبيقه دون أي رد أو اعتبار لأي مساومات، مشيرا إلى الرجل المسلم الذي قطع أذن الرجل المسيحي من قبل مؤكدا انه لا يصح ذلك بل يجب أن يطبق القانون لردع ذلك في الحال حتى لا يحدث ذلك مرة أخري .
2- يجب أن يكون هناك قانون صارم يطبق علي كل من تسول له نفسه الاعتداء علي الموطنين بشكل عام .
3- قانون العقوبات يجب أن يطبق وعلي الحكومة أن تطبقه في الوقت الراهن من أجل القضاء علي هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد كل إنسان مصري .
ويوضح الدكتور عبد النعيم عرفه أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر أن انتشار هذه ظاهرة البلطجة في المجتمع المصري ترجع إلى :
1- انعدام القيم وتراجع التربية بشكل كبير.
2- انهيار مؤسسات التعليم والدعوة في المجتمع بشكل ملحوظ .
3- غياب الرقابة الأسرية، التي تسببت في انعدام التربية السليمة التي يجب ان تكون علي الأب والأم .
4- غياب دعاة المساجد وخاصة خطباء المنابر.
5 - تدني مستوي التعليم بشكل واضح نظرا لانعدام الدخل .
وأضاف عرفه ل"محيط" أن الدعوة في المساجد والندوات إذا كانت صحيحة من ناحية خطيب المسجد سيصح الإنسان رجل صالح، مؤكدا أن الإعلام له دور كبير في معالجة تلك الظاهرة، مشيرا إلى رابطة الألتراس التي تحولت من الرياضة إلى السياسية المتعصبة والتي بدورها تحولت أيضا إلى العنف والقوة وأصبحت تهدد هي الأخرى امن الشارع .
وفسر الدكتور عبد النعيم عرفه أن حاجة الأب والأم إلى عمل آخر بجانب العمل الأساسي أدي إلى عدم الرقابة تجاه الأولاد مما أثر بالسلب علي أخلاق أبنائهم.
وأكد أن أطفال الشوارع لهم تأثير كبير في ظاهرة انتشار البلطجة، معتبرا أنها قنابل موقوتة في المجتمع المصري وهي مؤثرة بشكل كبير في انتشار هذه الظاهرة .
وأشار إلى أن هناك منهم يعيش تحت الكباري ومراكز ومؤسسات الإيواء حيث أن هذه المؤسسات تأخذ هؤلاء الأطفال وترعاهم تحت سن 18 سنة ثم يتركوهم في الشارع دون توفير عمل لهم أو رقابة مما يؤدي إلى استخدام البعض لهم في أمور غير صحيحة واستئجارهم في أعمال البلطجة وخلافه مما يحدث مشكلة كبيرة وبالتالي تؤدي الي تفشي هذه الظاهرة .
وحمل أستاذ الصحة النفسية الحكومات السابقة مسئولية ذلك وكذلك أيضا الحكومات المتعاقبة منذ الثورة بسبب عدم رقابة مؤسسات الإيواء التي تترك الأطفال دون توفير عمل لهم.
كما حمل البيت أيضا مسئولية انتشار البلطجة بسبب انعدام الرقابة، موضحا ان الإنجاب المتزايد دون تنظيم أدي إلى ظهور هذه الظاهرة.
وكذلك تدني مستوي التعليم مما أدي إلى خلق تعليم خاص وزاد الأمر تعقيدا حيث جعل هناك فرق في التعليم بين الفقير والغني وجعل هناك طبقتين عليا وصغري .
وأكد عرفه أن الخطوات التي يجب أن تتبع لمعالجة تلك الظاهرة هي :-
1- تحسين مستوي التعليم تدريجيا ورفع مستوي التعليم وكذلك رفع مستوي الدخل للأسرة حتى يستطيع الأب والأم الجلوس مع أولادهم لمناقشتهم ومساعدتهم في الأمور التي تعترضهم . 2- رفع مستوي دخل الدعاة لمساعدتهم في حياة كريمة من اجل الإخلاص في العمل وتوجيه الشاب إلى الطريق الصحيح من خلال نشر قيم الدين الإسلامي . 3- مساعدة الحكومة في القضاء علي أطفال الشوارع التي هي المصدر الرئيسي للبلطجة .
4 - القضاء علي البؤر الإجرامية في كل مكان من مصر حيث أنها تمثل مصدر رعب بين المواطنين.
5- التوعية الإعلامية بشكل صحيح وتشجيع المواطنين بالإبلاغ عن المجرمين.
وعن دور الأطباء النفسيين قال عرفه أن دور الأطباء النفسيين لهم دور نفسي كبير في مساعدة ومعاجلة تلك الظاهرة منها :- 1- معالجة هؤلاء الأطفال والبحث عنهم في كل مكان مثل الأطفال الأحداث والعمل علي تأهيلهم إلى الطريق الصحيح .
2- معالجة المدمنين والقضاء علي رجال المخدرات. 3 – إطلاق البحث العملي في الجامعات ووضع آليات بشكل صحيح نستطيع من خلالها معاجلة ظاهرة البلطجة.