البلطجة في الشارع المصري عامة والشارع السكندري خاصة هو الصوت الأعلي عقب اندلاع ثورة 25 يناير.. وجميعنا يشعر بأن الشارع المصري لم يعد كما كان بعد أن استغل البلطجية وأصحاب الصحائف الجنائية الظروف التي تمر بها مصر حالياً في المرحلة الانتقالية محاولين ان تكون لهم الكلمة العليا لفرض سيطرتهم علي الشارع وكسب كل ما هو مشروع وغير مشروع. "المساء" ترصد أسباب وأشكال عمليات البلطجة وطرحها علي المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات الأهلية بالإسكندرية التي من المفترض أن تقوم بدورها الرئيسي والأساسي في تنمية المجتمع المحلي والقضاء علي الظواهر السلبية به والتي من أخطرها حالياً عمليات البلطجة والفوضي. تقول "أمل محمد أحمد" رئيس مجلس إدارة جمعية مصابيح الهدي ان ظاهرة البلطجة التي انتشرت في الشارع المصري ليست نتاج لثورة يناير وإنما كانت منتشرة قبلها نتيجة انتشار العشوائيات والمخدرات والبطالة وعدم قدرة الشباب علي الزواج نتيجة سوء الظروف الاقتصادية. مشيرة إلي ان البلطجة تزداد في سن المراهقة وإنما هي ازدادت عقب الثورة بسبب هروب أعداد كبيرة من المساجين أثناء حدوث الفراغ الأمني اشارت إلي انه لا يوجد بلطجي بالصدفة والبيئة هي التي تخلقه و90% من البلطجية من العشوائيات والأماكن الفقيرة مضيفة أن البلطجي يمكن تغييره ولكن بصعوبة لأن مكسب البلطجة كبير وهو يفقد ضميره الحي فالغاية تبرر الوسيلة لديه. البلطجة زادت أشارت إلي ان البلطجة تحتاج لقوة لذا تكثر بين فئة الشباب وتقل مع تقدم العمر مشيرة إلي ان البلطجة والجريمة انتشرت في ظل النظام البائد ولكنها زادت مع الثورة وتراجعت بشكل كبير مع ظهور الأمن ووعي المواطنين بما يحدث من فتنة وبخاصة بين المسلمين والمسيحيين نتيجة البلطجة منوه إلي ان البلطجة تحتاج إلي قوة وحزم لتقليص هذه الفئة في الشارع المصري. أضافت انه بتحسين التعليم وقوانين السكن والندوات التثقيفية لزيادة معدلات الوعي لدي المواطنين ستقل هذه الظاهرة مشيرة إلي ان الثورة ازالت الفروق الطبقية وهذا ما جعل هذه الظاهرة تتراجع بعد كثرة حوادث الاعتداء التي كانت تحدث بالمدارس وتهديد وترويع المواطنين بالشوارع وغيرها. وأوضحت رئيس مجلس إدارة جمعية مصابيح بأن المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات الأهلية عليه دور كبيراً في القضاء علي البلطجية من خلال الندوات التثقيفية مشيرة إلي انها نظمت العديد من اللجان الشعبية للتصدي لعمليات السلب والنهب التي حدثت أثناء الفراغ الأمني الذي عقب اندلاع الثورة فضلا عن تنظيمها للكثير من الندوات والمناقشات بالاستعانة بأساتذة علوم الاجتماع لرفع معدلات الوعي لدي الأفراد. تلتقط الحديث "تريز إيليا" أمين عام الجمعية المصرية لتنمية ابداعات متحدي الإعاقة قائلة ان مشكلتنا حالياًلا تكمن في البلطجة وحدها ولكن المشكلة التي نعاني منها حالياً هي الفوضي وعدم احترام الغير والتشبز بالنعرات غير الحضارية وعدم احترامنا للقانون مشيرة إلي ان الجمعية قامت بتنظيم العديد من الندوات التثقيفية وحملات للتوعية للتصدي لكافة أشكال البلطجة والتعرف علي الأشكال الحضارية للتعامل مع الأفراد وبعضهم لمحو الجهل الثقافي لدي الأفراد. وأكدت أمين عام الجمعية المصرية لتنمية إبداعات متحدي الإعاقة ان الجمعيات الأهلية لديها امكانيات كبيرة لكي تتصدي لعمليات وأشكال البلطجة بالشارع المصري خاصة أن من أهم وظائفها بالمجتمع هي القضاء علي الأشكال السلبية داخل المجتمع المحلي وذلك لم يتم إلا بعد تفعيل مبدأ تشقيق الجمعيات الأهلية وهو مفهوم يوجد بين الجمعيات ولكنه غير مفعل وهو يقصد بأن تتكاتف جميع الجمعيات التي توجد داخل المجتمع الواحد وتتضافر أدوارهم لتحقيق نتيجة تجاه قضية معينة وذلك من خلال فتح قنوات اتصالية بين الجمعيات الأهلية وبعضها وتسخير جميع امكانيات كل جمعية تجاه موقف معين لترابط الجمعيات والوصول إلي خدمات متميزة للمجتمع. التفكك الأسري ويشير طارق فتحي حسين مؤسس جمعية نوب للتراث النوبي والتنمية إلي ان البلطجة ترجع لعدة عوامل منها البطالة والتفكك الأسري وغيرها من أشكال الانحراف الاجتماعي وبالنسبة للجانب التنموي الخاص بالجمعية والجمعيات المشابهة يشبه الآن حالة من الارتباك حيث كانت تقتصر أنشطة هذه الجمعيات التنموية حول أنشطة غير ملموسة في الشارع أو علي أرض الواقع وظلت تعمل بهذا الشكل لأكثر من 30 عاماً والمطلوب حالياً تفعيل تلك الأنشطة التنموية بشكل يشعر به رجل الشارع والمواطن حالياً تفعيل تلك الأنشطة التنموية بشكل يشعر به رجل الشارع والمواطن البسيط وليس أعضاء الجمعية فقط ولابد ألا يقتصر دورها علي الورش والندوات والعمل داخل القاعات المغلقة بل من المفترض أن تقوم بمواجهة أبرز مشكلات المجتمع حالياً وهي البلطجة التي تكون نتيجة لأشكال كثيرة من الانحراف الاجتماعي وبعلاج هذه الأشكال نقضي علي البلطجية ومن أبرز هذه الأشكال مشكلة البطالة التي تفرز بدورها عدة مشكلات تؤثر علي المجتمع وعلي اقتصاده مثل البلطجة والادمان وكافة أشكال الانحراف الاجتماعي مما يزيد من معدلات الطلاق والتفكك الأسري. أشار إلي ان البطالة لم يتم معالجتها عن طرق الحكومة فقط وانما علي المجتمع المدني بكافة أجهزته وأهمها الجمعيات الأهلية حيث يجب عليها ان تدير منظومة اقتصادية متكاملة يستطيع من خلالها استيعاب الشباب العاطلين للعمل وتوجيههم وفق قدراتهم العقلية ومواهبهم الفنية وخبرتهم الحياتية وبذلك يمكن القضاء علي الكثيرمن الأمراض التي تشوب مجتمعنا حالياً وأهمها البلطجة بالاضافة إلي الأنشطة التقليدية وحملات التوعية لزيادة معدلات الوعي لدي الأفراد وشعورهم بمخاطر البطالة وأثرها المدمر كانتشار المخدرات والادمان والبلطجة وغيرها من أشكال الانحراف الاجتماعي. واستعرض مؤسس جمعية نوب للتراث النوبي والتنمية أهم أشكال القضاء علي ظاهرة البطالة من خلال الجمعيات كإقامة المشروعات الصغيرة والتمويل الأهلي بمساعدات حكومية لتقليص معدلات البطالة بالمجتمع المحلي والقضاء علي ظاهرة البلطجة وما يستتبعها من انتشار المخدرات والفوضي وكافة أشكال الجريمة.