"براءة المسلمين".."الاسلام.. قصة لم ترو"..مسلسل "المواطن خان" .."اليوم العالمي لمحاكمة محمد" ...وكل هذا في أقل من شهرونصف ؟! الدين الحق هو الذي يرسخ أمام العواصف ويواجه المكر بالحسنى ، وليس خفي عنا أن الإسلام لن يهتز له جبين حتى وإن أنكر الخلق جميعهم وجوده، ولكن ما يندي له الجبين أن نجد الهجمات علي الإسلام من قبل الديانات الأخرى متكررة ومتوالية كالمطر ،لا تنفصل عن التتابع، بل تتزايد عما قبل، وكل هذه المحاولات تهدف فقط إلي إيقاف التوسع الإسلامي الذي يشهده العالم رغم أنف الكارهين، ولكن هيهات فالجبل لايسقطه حجر والبحر لا ينضب بابتعاد نقطة ماء عنه. فمع بداية شهر أغسطس الماضي، شهد الإسلام هجوما عنيفا ومكثفا ، بداية من إقدام هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلي بث مسلسلا بعنوان "المواطن خان" والذي استهدف تشويه صورة الإسلام وتغيير تعاليمه وحقائقه. وركز المسلسل المكون من سبع حلقات ، على مشاهد للابنة الكبرى وهي تحاول فعل المحرمات والتحجج أنها تتعبد، ومن ذلك أنها تختبئ من والدها لوضع مساحيق التجميل وتدعي بأنها تقوم بالقراءة في المصحف أو أنها ترتدي الحجاب. وبعده بأسبوع فقط، بثت نفس القناة الفيلم التسجيلي "الإسلام..قصة لم ترو" الذي يعكس مناخا من العداء لدى الغرب، ويصور الإسلام بدين السيف والعنف الذي يتربص للأديان الأخرى لينهش حرماتها ويبيد أصولها نصرة لرسالته. وبالطبع لثقة المسلمين بدينهم وتأكدهم من أنه حق وراسخ أبد الدهر ، لم يصمتوا أو يقفوا مكتوفي الأيدي غير مبالين بما يستهدف عقيدتهم- كما نري في بعض الديانات الأخرى التي لا تجد حرجا في الاستهزاء بديانتها- ، فقد احتجوا ورفضوا بث هذا الفيلم ،مما أجبر التلفزيون البريطاني علي احترام رغبة المسلمين وعدم إعادة بث فلمها التسجيلي مرة أخرى، بعد تهديدات وصلت لمخرج الفيلم البريطاني توم هولاند، وتلقيه 2200 شكوى رسمية ضده وضد فيلمه المسيء. ومع قرب انتصاف شهر سبتمبر، خرج علينا أقباط المهجر بسفاهة تحسب عليهم وتدينهم، في تحد منهم لقانون الإنسانية منذ خلق آدم وحتى الآن باحترام ديانات الغير وعدم العبث بها حفاظا علي كرامة ديانتهم ، واحتراما لأنفسهم قبل احترام الآخر ، يبثون تفهاتهم عبر أقذر فيلم يمكن أن يعبر عن عقليتهم السطحية، وأكثر ما يمكن أن يدل علي حقدهم وخوفهم الشديد من التوسع الإسلامي ، عبر هذا الفيلم بعنوان "براءة محمد".. ولنتعامل بموضوعية نجد أن هذا الفيلم مقصود منه تشويه صورة وسيرة النبي صلي الله عليه وسلم ، والنيل من عظمة هذا الدين، وموجه لهؤلاء الذين يعادونه بغير علم به، وكل هذا في صورة حقيرة بالطبع تعبر عنهم. والأمر أشد غرابة ، أن تلك السفاهات التي احتوت الفيلم ، توازت وتزامنت مع ادعاء الغرب بإقامة اليوم العالمي لمحاكمة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، في ذكرى 11 سبتمبر النكسة الكبرى لأمريكا والتي اتهم فيها تنظيم القاعدة، فلم يستطيعوا الانتقام من التنظيم ولم يكتفوا بمقتل زعيمه، بل طمحوا إلي اعتبار أنفسهم أصحاب القرار الوحيد والحق المطلق لينتقموا من الدين المنتسب إليه تنظيم القاعدة، بتفكيرهم الضعيف وعقولهم الخاوية، وانتكسوا أكثر الآن وهم يرون انتفاضة العالم الإسلامي لنصرة نبيهم. وتفاوتت ردود الأفعال هذه المرة ، لم يعد قانون ازدراء الأديان رادعا ، طرد السفراء ليس حلا، الاحتجاجات طريقا معتادا ،والكل يري بعين مختلفة عن الآخر، والحل الأمثل ليس موحدا لدي الجميع، فمن البلاد من ارتأى الحل احتجاجا ، والبعض نظر إلي الأمر بعنف ورأي ضرورة طرد بل وقتل السفير ومهاجمة كل سفارات تتعلق بالدولة الراعية. أما البعض حاول استخدام هذا الفيلم لخدمة الدين والدعوة إليه ، وهذا ما فعله مسلمو أوروبا الذين نظموا قوافل دعوية للتعريف بالإسلام، وتوزيع الكتيبات والمصاحف المترجمة لاطلاع الغير علي الدين الذي يسيئون إليه مرارا. ومن جهة الأقباط ، جاء نفيهم واستنكارهم هذه المرة بالتبرؤ التام من منتجي الفيلم ، بل قرر رجل الأعمال المسيحي إبراهيم زكى لوقا المقيم في البرازيل ويمتلك مصانع لحوم ومزارع عجول إنتاج فيلم (عبقرية محمد) لعباس محمود العقاد، تعبيرا منه عن استيائه من الاهانة التي تسبب فيها أقباط المهجر. والآن ونحن علي مشارف استعادة الوحدة الوطنية بين المصريين نؤكد أن الإسلام ما دام مزدهرا ومنتعشا وفي انتصار دائم، سيخرج علينا من يحاول تشتيت عقول المسلمين وإبعاد غيرهم عن حقيقته كي لا يعتنقوه، والله تعالي يرد عليهم جميعا وكفي به حسيبا، {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (سورة التوبة: 32).{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (سورة يوسف: 21). مواد متعلقة: 1. بالفيديو..الأقصي ينتفض لنصرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم 2. صحف غربية: الاحتجاجات ضد الفيلم المسئ للاسلام تؤثر على الانتخابات الأمريكية 3. شيخ الأزهر يطالب الأممالمتحدة بإصدار قانون يجرم المساس برموز الإسلام