القدس المحتلة: تنطلق مساء الأحد احتفالات الاحتلال الإسرائيلي بالذكرى 62 لإنشاء دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1948 "النكبة". وأعلن الجيش فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية بدأ من منتصف ليل السبت/ الأحد وحتى منتصف الثلاثاء أي لمدة 72 ساعة. ويحيي الإسرائيليون في هذا اليوم ذكرى جنودهم الذين قتلوا في المعارك وكذلك مواطنيهم الذين قضوا في هجمات، وتليه مساء الاثنين ونهار الثلاثاء احتفالات الذكرى ال62 لقيام دولة إسرائيل في 14 ايار/ مايو 1948، بحسب الروزنامة العبرية. ومنذ انطلاق الانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000 يغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربيةالمحتلة ولا يسمح سوى لبضع عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالتوجه يوميا إلى إسرائيل. أما خلال الأعياد والمناسبات الإسرائيلية فيفرض جيش الاحتلال إغلاقا شاملا على الضفة الغربية خشية وقوع هجمات. وفي ما خص قطاع غزة فإن إسرائيل تفرض عليه حصارا محكما منذ سيطرت عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس في حزيران/ يونيو 2007. وترجع هذه الذكرى إلى الأيام التي هُجر فيها الفلسطينيون من أراضيهم بعد سلسلة مجازر دموية ارتكبتها العصابات الصهيونية، المدعومة من قبل قوات الانتداب البريطاني، حيث عاش بعدها الشعب الفلسطيني وما يزال في المنافي والشتات في ظل أوضاع معيشية بالغة القسوة والصعوبة. ويناهز عدد المتحدرين من هؤلاء اللاجئين 4.5 مليون شخص، ويشكل مصيرهم القضية الأكبر في النزاع العربي الإسرائيلي، وخصوصا أن إسرائيل ترفض عودة هؤلاء إلى أراضيهم. ففي الخامس عشر من مايو/ أيار عام 1948 ، استطاعت الحركة الصهيونية - بدعم من بريطانيا- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان ما يسمى بدولة إسرائيل، حيث تعرضت أكثر من 531 مدينة وقرية فلسطينية للتطهير العرقي، سرقت أملاكها ومزارعها وغدت جزءا من دولة الكيان الغاصب. وفي هذا العام تم تشريد حوالي840 ألف نسمة فلسطيني، وأصبح قرابة 75 % من مجمل الفلسطينيين لاجئين ومطهرين عرقيا، كما أصبح قرابة 50% من مجمل الفلسطينيين يقيمون قسرا خارج حدود فلسطين التاريخية. وقامت دولة الكيان الصهيوني على أنقاض الشعب الفلسطيني حيث سيطرت على نحو 78% من مساحة فلسطين التاريخية، فيما ضمت الضفة الغربية لاحقا إلى المملكة الأردنية الهاشمية ووقع قطاع غزة تحت السيطرة المصرية. وكان المؤرخ اللبناني "قسطنين زريق" أول من استعمل مصطلح النكبة لوصف أحداث 1948، وذلك في كتابه "معنى النكبة"، الصادر في اغسطس 1948. وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم أضيف اسم النكبة لاحقا إلى العديد من القواميس الأجنبية للإشارة إلى هذا الحادث. وخلال تلك الأحداث التي رافقها تدخل عسكري عربي لصالح الفلسطينيين وهدنتان, استشهد 15 ألف فلسطيني على الأقل في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا, كما أصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح.