ظهرت فى نهايات الألفية السابقة و بدايات الألفية الجديدة شبح كبير من الاستثمار الاقتصادي وهو ما نسميه نحن بالمستشفيات الاستثمارية ( مستشفيات السبعة نجوم ) . تلك المستشفيات التي تعادل فى إمكانياتها الفنادق السبعة نجوم فى العالم وتعادل ميزانيتها السنوية أربعة أو خمسة مستشفيات حكومية وكل ذلك فى الوقت الذى يبحث فيه عوام الناس و فقرائهم فى القاهرة و محافظات مصر الفقيرة مكان يتعافون فيه من أمراضهم التى طالت عليهم .
مستشفى دار الفؤاد
مستشفى دار الفؤاد هو مستشفى مصري تخصصت في البداية في أمراض القلب وجراحاته ثم توسعت سنة 2000 ليضيف أقساماً أخرى منها الأورام وزراعة الأعضاء وجراحة العظام، ويضم المستشفى 141 سريراً.
بدأ بناء المستشفى سنة 1996، وفي سنة 1999 تم توقيع اتفاقية تعاون بين مستشفى دار الفؤاد وكليفلاند كلينيك في المجالات التقنية والطبية والإدارية.
مستشفى النيل بدراوي
هو مستشفى خاص مقره بالقاهرة. أنشئ سنة 1985 وسعته الحالية 138 سريراً و7 غرف عمليات.
يضم المستشفى أيضاً قسماً لعلاج الأورام جراحياً وكيماوياً وإشعاعياً، كما توجد وحدة للغسيل الكلوي ووحدة لزراعة الكلى ووحدة للأطفال المبتسرين ووحدة عناية مركزة وعناية قلب ووحدة لعلاج العقم تجرى بها عمليات الإخصاب الصناعي (أطفال الأنابيب) ووحدة علاج طبيعي.
و الكثير و الكثير من المستشفيات السبعة نجوم التي لا يدخلها غير أغنياء القوم و كانت ومازالت حكراً على الأسياد بما فيها من رعايات طبية فائقة و غرف عمليات عملاقة و وحدات طبية لا تعادل مثيلاتها فى مصر للفقراء .
ولم يكن كل ذلك إلا بمقابل باهظ جدا يعادل الفنادق السبعة نجوم و الجميع يرى إنهم معذورون فى ذلك لأنهم من غير تحصيل ذلك المقابل الباهظ لن يستطيعوا سداد النفقات السنوية لن يستطيعوا إقامة مؤتمراتهم العلمية و العالمية و التي يروجون فيها لأكبر شركات الأدوية و الرعاية الأوروبية و الأمريكية و أيضا من غير ذلك المقابل لن يكونوا قادرين على سداد الرواتب الخيالية لطاقم العمل الطبي بالمستشفى – الدكاترة – و لا أيضا ممرضات السبعة نجوم .
ونظرا للظروف الاقتصادية السيئة لعوام المصريين لم تكن أمامهم غير فرصة وحيدة للعلاج و هى العلاج فى المستشفيات الحكومية التابعة للدولة أو العلاج بمستشفيات تسمى بالتأمين الصحي التى تعانى من نقص الإمكانيات و عدم آدمية التعامل من جانب بعض القائمين على تلك المستشفيات الحكومية .
وإذا تحدثنا عن المستشفيات الحكومية فحدث و لا حرج من نقص غرف العمليات التي وان وجدت فهي مليئة بشكل زائد عن الطاقة الطبيعية للتعامل اليومي للغرفة و أيضا رف المرضى التى تستقل ضعف قدراتها مرة و أحيانا ثلاث مرات و الشبح الأسود التى يعانى منه مرضى الفقراء و خصوصا من وقعوا فى براثن الغيبوبة - شفى الله الجميع بأذنه – هو احتياجاتهم لغرف الرعاية المركزة التي تطل علينا كل يوم من مستشفياتنا الحكومية بوجهها التى يتنافى مع كلمتى الرعاية و المركزة .
فهى ليست بها أي رعاية و لا هي مركزة لعناية المريض و رعايته و ذلك إن وجد منها غرفة فارغة .
أما أطفالنا الذين نعدهم ليكونوا هم مستقبل مصر لم يسلموا من نقص إمكانيات مستشفياتنا الحكومية فظهرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة نقص الحضانات و الذي يعنى لهؤلاء الأطفال انه الموت المحقق.
إننا لا نلقى اللوم بأكمله على المستشفيات السبعة نجوم الاستثمارية بطاقاتها و أطقمها الطبية القادمة من أوروبا و أمريكا ولكن نلقى الضوء على مستشفيات الفقراء التى تعانى من نقص الإمكانيات المادية و الموارد الطبية و نقص العلاج و خصوصا مع ظهور أبشع ظاهرة مرت عليها تلك المستشفيات العام السابق و هي ظاهرة نقص الامن فطالما سمعنا عن هجوم البلطجة على تلك المستشفيات و معاناة الدكاترة فيها و حياة المرضى التي كانت تتعرض للخطر كل يوم فى العام السابق .
و هنا نلقى الضوء للرئيس محمد مرسى ورئيس وزرائه و وزير الصحة للعمل على رفع كفاءة مستشفياتنا الحكومية ودعمها بكل ما تحتاجه من إمكانيات مادية وموارد طبية .