في محاولة من قبل القيادة المصرية لاحتواء تداعيات الأزمة التي فجرتها كلمة السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي في قمة عدم الانحياز بطهران بين القاهرة ومحور سوريا وإيران وفصائل المقاومة في منطقتنا بشكل عام، جرت خلال الأيام القليلة الماضية اتصالات بين دول المنطقة العربية والإسلامية الرئيسية ومن بينها القاهرة، حيث أسفرت تلك الاتصالات عن تفعيل مبادرة كان طرحها السيد الدكتور الرئيس محمد مرسي عندما شارك في قمة المؤتمر الإسلامي بالعربية السعودية الشقيقة، وتلك المبادرة تتعلق بتشكيل لجنة من أربعة دول وهي مصر والسعودية وإيران وتركيا بهدف التباحث حول الأزمة السورية. وعلي الرغم من أننا اعتقدنا أن كلمة السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي في طهران قطعت الطريق أمام أي دور مصري في تلك اللجنة من أجل تسوية تلك الأزمة، إلا أننا نحمد الله أن اعتقادنا لم يكن سليم، حيث بدأت مساء أمس بمقر النادي الدبلوماسي بقلب العاصمة المصرية القاهرة أعمال الاجتماع الرباعي الذي يضم وفود وزارات خارجية كل من مصر وتركيا والسعودية وإيران؛ وذلك لبحث تفعيل مبادرة مصر الرباعية لحل الأزمة السورية.
وكما علمنا من مصدر في النادي فلقد ترأس الوفد المصري السفير شوقي إسماعيل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، فيما رأس وفد السعودية ناصر البريج وكيل وزارة الخارجية والوفد التركي عمر أوهون سفير تركيا السابق في دمشقوإيران السفير حسين أمير مساعد وزير الخارجية الإيراني والذي وصل للقاهرة مساء أمس الأول وجاء خصيصاً من طهران ليشارك في هذا اللقاء الحيوي والهام، والذي يجمع ما بين أربعة أقطار عربية وإسلامية رئيسية قليلاً جداً ما تجتمع علي هدف وعند اجتماعها أن خلصت النوايا فأن هذا الاجتماع من الممكن أن يغير وجه المنطقة.
ووفق بيان صدر عن وزارة «الخارجية المصرية» فأن هذا الاجتماع يأتي تفعيلاً للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية بشأن الأزمة السورية بمشاركة كل من جمهورية تركيا، وجمهورية إيران الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا، ووضع حدٍّ لمعاناة الشعب السوري، وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والانتقال لمجتمع ديمقراطي تعددي.
وقال نزيه النجاري نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية لنا بأنه تم خلال اجتماع الأمس تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع المأساوية في سوريا ،والسبل الكفيلة بوقف حمامات الدم ،وتحقيق تطلعات الشعب السوري، خاصةً أن التداعيات السلبية ستصيب الجميع إذا تعثر التوصل لحل للأزمة، وكانت مصر كما قال لنا نزيه النجاري ركزت خلال الاجتماع على الخروج بتوافق حول عددٍ من الثوابت، أهمها: الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، رفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا.
ووفق المتحدث ركزت القاهرة أيضا علي ضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديمقراطية والحرية والكرامة، وفي نظام سياسي ديمقراطي وتعددي، ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة المبعوث العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي.
ووفق ما قاله لنا المستشار النجاري فأن المجموعة الرباعية بدت منفتحة على أية مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلاً، وأنها تسعى للتنسيق ودعم كل الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ودعم المبادرة المصرية وتأكيد أهمية العمل على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع أطراف المبادرة بعد الترتيب الجيد له.الجدير بالذكر أن أهمية المبادرة المصرية تأتي من منطلق أن تعاون هذه الأطراف الإقليمية الأربع الفاعلة والمؤثرة، وتوصلها لرؤية متناسقة أو تفاهم حول المسألة السورية، من شأنه أن ينعكس بشكلٍ إيجابي على الأوضاع في سوريا، بما يعظم من فرصة تهدئة الأوضاع وحقن الدماء وصولاً للحل المطلوب الذي ينشده الشعب السوري.
وكان الدكتور محمد مرسي طرح مبادرته انطلاقا من قناعاته برفض التدخل الأجنبي في شئون المنطقة، وإيمانه بأن أي تدخل سوف تدفع ثمنه غالياً سوريا من استقلالها ووحدة ترابها الوطني ،ومستقبل العملية السياسية فيها، ومن جهتنا نتمنى أن تتفهم القيادة السورية مغزى مبادرة الرئيس مرسي، ولا تتوقف أمام خطاب مرسي في قمة طهران وتمضي في عنادها الذي ستدفع ثمنه سوريا من أمنها القومي ومن استقلالها ودماء أبناءها، ففي اعتقادنا أن تحركات المجموعة الرباعية هي الفرصة الأخيرة التي يتوجب علي القيادة السورية أن تستثمرها لأن البديل سيكون مرعب علي المنطقة وعلي الجميع .
وبالطبع تلك المبادرة تشكل موقف محترم للسيد الرئيس الدكتور محمد مرسي يتناسب مع دور مصر ومكانتها والواجبات المستحقة عليها تجاه شقيقاتها العربيات وخصوصا سوريا العزيزة وشعبها الشقيق الذي وقف مع مصر في كل ما أصابها من نوازل ووقف معها في السراء والضراء. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- ** شاهد.. فيديو العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يغني للوحدة بين «مصر» و«سوريا».. «غني يا قلبي» ** شاهد.. فيديو «زيارة جمال عبد الناصر للإقليم الشمالي في سوريا» -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- [email protected]