ا.ف.ب: حمل الرئيس السابق بيل كلينتون إلى مؤتمر الديمقراطيين أمس، زخماً استثنائياً، في خطاب قد يحفظ للحزب والرئيس باراك أوباما الولاية الثانية. وتميّز الخطاب بنفحة «كلينتونية» جمعت المهارة السياسية في انتقاد الجمهوريين والحذاقة في بساطة الرسالة وإيصالها إلى الناخب الأميركي الذي يرى في عهد كلينتون رمزاً للرخاء الاقتصادي، ما يبرر الثقة ب«السلعة» الديمقراطية. المشهد في قاعة المؤتمر في شارلوت تميّز بالحماسة الشعبية والتناغم الذي استمر 50 دقيقة بين الرئيس السابق والجمهور الديمقراطي، وسط هتافات: «أربع سنوات أخرى» و «أنقذوا الطبقة المتوسطة».
وبرع كلينتون، «الحكواتي» وابن الريف الأميركي، في سرد قراءته للوضع الاقتصادي منذ مغادرته البيت الأبيض في العام 2000، مشيراً إلى تركته الاقتصادية، وهي عبارة عن فائض نصف تريليون دولار في الميزانية، قبل أن يتحول إلى عجز خلال إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش، ووصولا إلى أزمة ال2008 وعجز ب17 تريليون دولار مع نهاية الولاية الأولى لأوباما.
وأعطى كلينتون دفاعه الأقوى عن أوباما في خطاب اعتبره وولف بليتزر الوجه الإعلامي البارز في محطة «سي أن أن» الأفضل للرئيس السابق، فيما رأى المعلق جمهوري أليكس كاستيلينوس أن كلينتون قد يكون «حسم المنافسة لصالح أوباما» في مواجهة منافسه الجمهوري ميت رومني.
وقال كلينتون: «أريد رجلاً يؤمن من دون أدنى شك بأنه بإمكاننا إنهاض الحلم الاقتصادي الأميركي مجدداً»، مندداً ب«الفوضى التامة» التي تركها الجمهوريون لباراك اوباما قبل أربع سنوات، والتي «لم يكن أي شخص ليقدر على حلها». وأضاف: «لم يكن لأي رئيس، لا أنا ولا أي من إسلافي، أن يتمكن من إصلاح الإضرار الناجمة عن أربع سنوات فقط»، في أشارة إلى عهد بوش.
واوباما الذي وصل الأربعاء إلى شارلوت تمهيداً لإلقاء خطابه أمام المؤتمر الديمقراطي، اعتلى المنصة أمام حوالي ستة آلاف مندوب عن الحزب الديمقراطي. وأمام جمهور شديد الحماسة، استقبله كلينتون وانحنى أمامه قبل أن يتعانقا ويغادرا المنصة معاً.
ورد كلينتون على عبارة استعادها الجمهوريون منذ أيام وسبق أن استخدمها رونالد ريغان ضد الديمقراطي جيمي كارتر عام 1980، متوجهين إلى الأميركيين: «هل أنتم أفضل حالاً اليوم مما كنتم قبل أربع سنوات».
وقال الرئيس السابق: «هل وصلنا إلى المكان الذي نرغب به؟ كلا. هل الرئيس راض؟ كلا. لكن هل نحن في وضع أفضل مما كنا عليه قبل أن يتسلم مهامه حين كان الاقتصاد يتراجع ويفقد 750 ألف وظيفة شهرياً؟ الجواب هو نعم». وتابع أن اوباما «وضع أسس اقتصاد أكثر حداثة وأكثر اتزاناً ينتج ملايين الوظائف الجديدة وشركات جديدة ديناميكية والكثير من الثروات الجديدات للمبدعين».
وسيساعد الخطاب إلى حد كبير أوباما في الجنوب والوسط وبين المستقلين، إذ يعتبر الرئيس السابق الأكثر شعبية بين الرؤساء اليوم (69 في المئة) ويملك حضوراً قوياً في أوساط الطبقة المتوسطة.
وفي نهاية الأمسية، صوت الديموقراطيون ولاية بعد ولاية بحسب الترتيب الأبجدي لمصلحة اوباما، في إجراء طويل وله طابع رمزي فقط لأن الرئيس المنتهية ولايته هو المرشح الوحيد.
وسيحاول اوباما في 6 تشرين الثاني المقبل، الفوز بولاية ثانية في مواجهة منافسه رومني، بعد أربع سنوات على بدء أزمة اقتصادية حادة كلفت أكثر من ثمانية ملايين وظيفة.
وفي حملة حامية جداً تعكس ضعف الفارق بين المرشحين في استطلاعات الرأي، رأى فريق حملة رومني أن اوباما الذي سجل الدين العام في ظل رئاسته ارتفاعاً بأكثر من خمسة آلاف بليون دولار، لا يمكنه قطعاً الاستناد إلى أداء كلينتون الاقتصادي. مواد متعلقة: 1. بيل كلينتون لأوباما : لا تدعهم يهاجمون الحكومة ! 2. بيل كلينتون يلتقط صور مع ممثلات أفلام إباحية في حفل خيري 3. بيل كلينتون: الموقف في سوريا مشابه للبوسنة في التسعينيات