لا يزال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح محط أنظار الجميع وحديث الشارع اليمني ، فبعد أن ترك حكمه بحنكه سياسية ، أستمر في رئاسة "حزب المؤتمر الشعبي " مستخدماً دهاءه السياسي ، الذي وضع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في موقف محرج ومحير للغاية بخصوص مسألة ظهوره إلى جانب علي عبد الله صالح خلال أحتفال " المؤتمر الشعبي العام " بمرور 30 سنة على تأسيسة، حيث يشغل الأخير منصب رئيس الحزب في حين لا زال هادي يشغل منصب نائب رئيس الحزب والأمين العام ، وسط انباء عن رفضه حضور الاحتفالية. ويحتفل "المؤتمر الشعبي العام" اليوم الأثنين بمرور 30 عاما على تأسيس الحزب الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ إنشائه في 24 أغسطس 1982، وحشد المؤتمر أكثر من 6 آلاف قيادي ومندوب من مختلف المحافظات اليمنية للمشاركة في الاحتفال.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر طارق الشامي سيتم خلال الاحتفال تكريم أول قيادة منتخبة للمؤتمر سواء الذين انتخبوا في المؤتمر العام الأول أو المؤتمر العام الرابع التكميلي الذي عقد بعد قيام الوحدة المباركة بصنعاء وتم فيه انتخاب أعضاء اللجنة الدائمة واللجنة العامة كممثلين للمحافظات الجنوبية والشرقية.
واعتبر الشامي في تصريحات خاصة لصحيفة " 26 سبتمبر" أن هذه الاحتفالية تمثل نقطة انطلاقة جديدة نحو المستقبل لأنها تعد أكبر تجمع حزبي يعقد على الساحة الوطنية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة, وتتزامن مع الذكرى السنوية لاستشهاد فقيد الوطن الكبير عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى السابق وكذا مع احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الذهبي لثورة " 26سبتمبر" المجيدة.
ولفت الشامي إلى أن الاحتفاء بالذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام يعد رسالة بأن المؤتمر تنظيم رائد له سجل وطني حافل بالانجازات وحضور فاعل على الساحة الوطنية ورقم صعب لا يمكن تجاوزه.
وقال " وسيتم خلال الاحتفالية التأكيد على حرص المؤتمر على إنجاح التسوية السياسية والتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل للتوافق والخروج بمعالجات لمختلف القضايا الشائكة على الساحة الوطنية".
وأشار إلى أن الدعوة قد وجهت لكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية وهي أحزاب التحالف الوطني وأحزاب اللقاء المشترك وشركائها والأحزاب غير المنضوية في ذلكما التحالفين, إضافة إلى منظمات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام المحلية والخارجية لحضور الاحتفاء بذكرى التأسيس.
صالح يحرج هادي
وأهم ما شغل الأوساط السياسية اليمنية بشأن هذا المؤتمر ، هي مسألة ظهور الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي إلى جانب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث يشغل الأخير منصب رئيس الحزب في حين لا زال هادي يشغل منصب نائب رئيس الحزب والأمين العام.
ويرى مراقبون أن صالح بدعوته لإقامة هذا المؤتمر الاستثنائي قد وضع خليفته في رئاسة الجمهورية ونائبه في التنظيم الرئيس هادي في موقف محرج، خصوصا وأن حضوره سيغضب قوى المعارضة وشباب الساحات الذين أدت حركتهم الاحتجاجية العام المنصرم إلى الإطاحة بصالح من السلطة، كما أن عدم حضوره سيغضب قيادات وقواعد حزب المؤتمر الذي يعد هادي الرجل الثاني في الحزب.
ومنذ فعالية تنصيبه رسميا في فبراير/ شباط الماضي كرئيس انتقالي وفقا للمبادرة الخليجية ظل الرئيس هادي يتحاشى الظهور بجانب سلفه علي عبد الله صالح ويتخلف عن حضور عديد اجتماعات لحزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك تفاديا لردود أفعال شركاء العملية السياسية في أحزاب المشترك وشركائهم الذين يطالبون بخروج صالح نهائيا من الحياة السياسية بعد أن حصل على الحصانة من الملاحقة هو ومعاونوه عن فترة 33 عاما قضاها في السلطة.
وكانت مصادر مطلعة في صنعاء كشفت أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح رفض اقتراحا تقدم به قياديون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه، يقضي بأن يتولى صالح منصب "المرشد العام للحزب" مقابل التخلي عن منصب رئيس المؤتمر لصالح رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يشغل تنظيميا منصب نائب رئيس المؤتمر والأمين العام للحزب.
صالح مستمر بالرئاسة
وفي تصريح خاص ل"العربية.نت"، أكد الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي عبده الجندي أن صالح سيستمر في رئاسة الحزب ولا صحة لما يشاع عن إمكانية تنحيه عن قيادة الحزب الذي أسسه في 1982، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لن يخلف علي عبد الله صالح في رئاسة المؤتمر الشعبي كون هادي رئيسا توافقيا انتخبته جميع الأحزاب وفقا للمبادرة الخليجية.
وأضاف الجندي: لو أن عبد ربه منصور هادي جمع بين رئاسة الجمهورية ورئاسة المؤتمر سيكون متعصبا للمؤتمر وبالتالي سوف يختلف مع تكتل أحزاب المشترك "المعارضة السابقة" خلاف أساسي، فالمشترك هو صاحب فكرة أن رئيس الجمهورية لا يكون رئيسا لأي حزب.
وشدد عبده الجندي على أن الدعوات التي يطلقها البعض من أجل أن يتخلى صالح عن رئاسة الحزب لنائبه "رئيس الجمهورية" عبد ربه منصور هادي هي دعوات ترمي إلى إحداث انشقاق في حزب المؤتمر الذي يعد أكبر الأحزاب على الساحة اليمنية وقال: "عندما يقولوا اليوم هذا الكلام هم يريدوا أن يدمروا المؤتمر وان يكون هناك خلاف بين النائب الأول ورئيس الحزب وبالتالي يحصل انشقاق في الحزب".
"المؤتمرون" يحتفلون
ويتوافد منذ صباح اليوم وحتى اللحظة الآلاف من أعضاء المؤتمر الشعبي العام إلى العاصمة صنعاء قادمين من العديد من المحافظات والمدن اليمنية للمشاركة غدا الاثنين في الاحتفال بالذكرى ال30 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام المقرر إقامته في صالة 22 مايو الرياضية بالعاصمة صنعاء.
وصرح عدد من أعضاء المؤتمر المشاركين في الاحتفالية: أنهم شاهدوا ازدحاما كثيفا على طول طريق (تعز ، إب ، صنعاء) وعدد من الطرقات الأخرى نتيجة لكثافة توافد المشاركين المؤتمريين للعاصمة صنعاء للمشاركة في الاحتفالية الكبيرة ، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن تلك الأعداد الهائلة التي تتوافد إلى العاصمة على شعبية وعراقة حزب المؤتمر الشعبي العام.
وفي السياق نفسه أكملت اللجان المكلفة بمهام الإعداد والتحضير للاحتفاء بذكرى تأسيس المؤتمر معظم المهام الموكلة إليها من صور ولافتات وأعلام وشعارات وغيرها من الترتيبات، حيث شوهدت اليوم معظم شوارع العاصمة صنعاء وهي تتزين بالصور والشعارات واللافتات المتعلقة باحتفالية المؤتمر.
اغتيال صالح
لا يخلو أي حدث سياسي من انتشار الشائعات حوله ، خصوصا من الخصوم والمعارضين ، ولهذا لم يترك خصوم علي عبد الله صالح هذه المناسبة دون إطلاق شائعة تلقي بصداها على أحتفال المؤتمرين اليوم.
ونحو هذا قالت أنباء متواترة أن هناك "مسرحية" قد يتم إخراجها اليوم الاثنين في احتفالية حزب المؤتمر الشعبي العام بالذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب بمحاولة اغتيال علي عبد الله صالح ، على حد وصفهم .
وقال الأنباء التي لم يتم التحقق من صحتها، أن النظام السابق قد يحاول تنفيذ عمليه محاولة اغتيال فاشلة للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح لكسب تعاطف المؤتمرين ومختلف أطياف الشعب اليمني.
مواد متعلقة: 1. اليمنيون يتوافدون على صنعاء لتنظيم مليونية جمعة "الثورة روح تتجدد" 2. ضبط اثنين من عناصر تنظيم القاعدة باليمن 3. اليمن: اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن وبائعي القات بتعز