"معاريف" : مائير رفضت يد السادات الممدودة للسلام 1971 محيط - رانيا فوزي رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة جولدا مائير القدسالمحتلة: أكدت صحيفة "معاريف" العبرية الاثنين أن إسرائيل تعاملت ب"غباء" مع مبادرة السلام التي عرضها الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1971 ، و رفضتها رئيس الوزراء السابقة جولدا مائير. ونقلت الصحيفة عن مستشار الشئون الاستخباراتية الإسرائيلية عاموس جلبوع قوله "إن إسرائيل تعاملت بغباء مع السادات الذي عرض على إسرائيل توقيع اتفاقية سلام مع مصر والدول العربية قبل حرب أكتوبر بعامين". وأضاف جلبوع "لقد دفعنا ثمن إضاعة السلام مع السادات غاليا ، لأنه اضطر للقيام بحرب أكتوبر لاسترداد أرضه ، والتي سقط خلالها أكثر من 2.600 جندي إسرائيلي" . وتابع "الرئيس السادات عرض في خطابه أمام البرلمان عام 1971 مبادرة مصرية للسلام كان أساسها الانسحاب الإسرائيلي من قناة السويس ، وفتح القناة للملاحة الدولية ونقل القوات المصرية للضفة الشرقية للقناة". وأوضح الخبير الإسرائيلي أن إسرائيل رفضت المرحلة الأولى من اقتراح السادات لسبب بسيط "لأنه أوضح (السادات)أن الهدف ليس تسوية جزئية ومنفصلة مع مصر بل إنها خطوة أولى للانسحاب الإسرائيلي خلال ستة أشهر من كل سيناء ، وهضبة الجولان ، والضفة الغربيةوالقدسالشرقية ، وحل مشكلة اللاجئين وفقا لقرار الأممالمتحدة وفي المقابل ستنعم إسرائيل بحالة من عدم القتال والسلام". خطاب السادات وكان السادات قال في خطاب له أمام الكنيست عام 1977 عقب الانتصار في حرب أكتوبر "لقد تحملت و اتحمل متطلبات المسئولية التاريخية , من أجل ذلك أعلنت من قبل ومنذ أعوام وبالتحديد فى 4 فبراير/ شباط 1971 , اننى مستعد لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل , وكان هذا هو أول إعلان يصدر من مسئول عربى منذ ان بداء الصراع العربى الاسرائيلى وبكل هذه الدوافع التى تفرضها مسئولية القيادة أعلنت فى السادس عشر من اكتوبر 1973 وامام مجلس الشعب المصرى , الدعوه الى مؤتمر دولى يتقرر فيه السلام الدائم العادل". وأضاف" لم أكن فى ذلك الوقت فى وضع من يستجدى السلام , أو يطلب وقف اطلاق النار . وبهذه الدوافع كلها , التى يلزم بها الواجب التاريخى والقيادى , وقعتا اتفاق فك الاشتباك الاول , ثم اتفاق وقف الاشتباك الثانى فى سيناء . ثم سعينا نطرق الأبواب المفتوحة والمغلقة لإيجاد طريق معين نحو سلام دائم عادل وفتحنا قلوبنا لشعوب العالم كله لكى تتفهم دوافعنا , واهدافنا , ولكى تقتنع فعلا أننا دعاة عدل , وصناع سلام". وبهذه الدوافع كلها قررت أن أحضر إليكم , بعقل مفتوح وقلب مفتوح وإرادة واعيه , لكى تقيم السلام الدائم القائم على العدل". واستبق هذه العبارات بتأكيد قوة الموقف المصري بعد الانتصار في الحرب بالقول " لقد جئت اليكم اليوم على قدمين ثابتتين , لكى نبنى حياه جديدة لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض , ارض الله : كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود .. نعبد الله ولا نشرك به احدا .. وتعاليم الله .. ووصاياه .. هى حب وصدق وطهاره وسلام". وأضاف "إننى التمس العذر لكل من أذهله القرار . أوتشكك فى سلامة النوايا وراء إعلان القرار فلم يكن أحد يتصور أن رئيس أكبر دولة عربية , تتحمل العبء الأكبر و المسئولية الأولى فى قضية الحرب و السلام , فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يعرض قرارة بالاستعداد إلى الذهاب الى أرض الخصم . ونحن لا نزال فى حاله حرب , بل نحن جميعا لا نزال نعانى من أثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثين عاما , بل أن أسر ضحايا حرب اكتوبر 73 لا تزال تعيش مآسى الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الأباء و الأخوات" . وتابع "إن فى حياة الأمم والشعوب لحظات يتعين فيها على هؤلاء الذين يتصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة أن ينظروا الى ما وراء الماضى بتعقيداته ورواسبه من اجل انطلاقة جسورة نحو آفاق جديدة" . ومضى بالقول "هؤلاء الذين يتحملون مثلنا تلك المسئولية الملقاة على عاتقنا هم اول من يجب ان تتوفر لديهم الشجاعه لاتخاذ القرارات المصيرية التى تتناسب مع جلال الموقف , ويجب أن نرتفع جميعا فوق جميع صور التعصب وفوق خداع النفس وفوق نظريات التفوق البالية فمن المهم ألا ننسى ابدا أن العصمة لله وحده" . وتابع "وإذا قلت إننى أريد أن أجنب كل الشعب العربى ويلات حروب جديدة مفجعة , فإننى أعلن أمامكم بكل الصدق , أننى أحمل نفس المشاعر وأحمل نفس المسئولية لكل إنسان فى العالم وبالتأكيد نحو الشعب الإسرائيليى ". وبالفعل تم توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين الرئيس المصري أنور السادات والاسرائيلي مناحيم بيجين برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في 26 مارس/آذار 1979.