اعتبر الفنان الدكتور صلاح عناني وقفة المثقفين أمس في ميدان "طلعت حرب" نوع من إنعاش الذاكرة. ودعا النزول إلى ميدان التحرير وعدم التفرق في أماكن أخرى كالمنصة وغيرها؛ للقيام بعمل حركة مقاومة باعتبار أن "الإخوان" عملاء مباشرين للاستعمار الأمريكي الجديد. وحلل عناني ل"محيط" أبعاد مخطط الربيع العربي قائلا أن هذا الربيع جاء وفق خطة أمريكا الأخيرة بعمل إمبراطورية رومانية أمريكية حديثة؛ حيث أن انهيار أمريكا بما حدث في أفغانستان والعراق وما تكبدته من خسارة هزتها اقتصاديا جعلتها تضعف على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهذا اضعف "الناتو" الذي يفكر في أن يفك نفسه من التشكيل القديم بما يسمى "الأفريكوم"، والإخفاق الذي حدث في مسار بوش الأب فقام بعمل بديل لانكماش "الناتو" في شكل "الأفريكوم" عن طريق اصطناع عملاء جدد في النظام المباركي والقذافي والتونسي ومؤخرا السوري، لكن التناقض والصراع ما بين ظهور لاعبين سياسيين كبار في الاقتصاد السياسي هم الصين وروسيا وهم الأقوى من أمريكا بإمكانه إفشال المخطط الأمريكي؛ حيث تقوم روسيا الآن باستخدام سوريا في الإيقاع بأمريكا، كما استخدمت أمريكا أفغانستان في الإيقاع بالروس عام 1992، وهذا هو الصراع الحقيقي؛ ولذلك فإذا لم تنجح أمريكا في سوريا فالرئيس د. محمد مرسي يتحرك الآن بالجيش حيث يفككه على الحدود بموافقة إسرائيلية بحجة واهية وهي المتطرفين، بينما جماعة الإخوان جماعة متطرفة في الأساس، وهدفها التحضير لعمل عسكري ميداني تقوم به مصر وتأخذ شرعيته من جامعة الدول العربية، وبالتالي هذه البوادر تتضح في مؤتمر "مكة" الذي تم فيه كمرحلة انتقالية تعليق عضوية سوريا في "جامعة الدول العربية"؛ كمبرر يعززوا به التدخل المباشر لشرعية الدفاع المشترك الذي حض به مؤتمر "مكة"؛ ليعطي مصر حق التدخل في مواجهة رفض "الفيتو" الروسي الصيني الذي يمنع الخطة الأمريكية. واصل د. عناني: عندما يقوم أوباما منذ يومين بالتمويه بأن استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية فهذا يعد نفس "التلكك" الذي قام به الأب بوش واستخدم مبارك كي يدخل في حرب مع العراق، لكن رشوة مرسي بسيطة وتافهة وهي موافقة صندوق النقد الدولي بدعمنا بما يقدر بخمسة مليار دولار، وسفر الرئيس د. مرسي الأخير إلى أمريكا هو لمسات أخيرة لهذا المخطط. لكن أمريكا أخطأت في حساباتها لأنه عندما استمرت الثورة المصرية امتدت للدول المحيطة وعلى رأسها سوريا، فالمؤامرة أكبر ومن الممكن أن يكون مستقبل سوريا مثل مستقبل العراق، وبالتالي أراد أوباما تنفيذ خطته قبل الانتخابات في 6 نوفمبر المقبل على الأقل بشهر". وأضاف د. عناني أن التسرع الأمريكي الذي أحدثته هيلاري كلينتون وزير خارجية أمريكا في آخر زيارة لها، ورفض الأردن مائة مليار دولار أمريكي؛ دفع أمريكا إلى اللجوء لمصر، وسوف يقوم د. مرسي بدور أمير المؤمنين الذي يحرر البلاد العربية وتكون العاصمة العربية هي "القدس"، هذا هو الخطاب المنتظر، وسوف يحلوا له أن يكون أمير المؤمنين أو خليفة الإسلام وهذا في النهاية مخطط أمريكي واضح تماما!!!. وفي هذا الإطار رأى د. عناني ضرورة تحرك القوى السياسية المصرية على أساس أن هذا جزء من الاستعمار الجديد للمنطقة، الذي استهدف تحطيم الجيوش العربية كما حدث في العراقي، والدور حاليا يأتي على الجيش السوري، وإضعاف الجيش المصري الذي لو تبقى منه شيء سيلحق بالناتو. وقال أنه ليس غريب أن بلد كقطر لا يزيد عدد سكانها عن ربع مليون أن تقوم بدور السمسار وتطلب من مصر أن ترسل شباب بالآلاف لتجنيدهم كمرتزقة عسكريين مما يشكل خطورة على الأمن القومي، كما أنها اشترت ب2 مليار يورو دبابات من ألمانيا، وهناك ما يقال عن اتفاق ما بين جماعة "الإخوان" وقطر من باب التوظيف وأننا سنرسل لها حوالي ربع مليون شخص مرتزق يعملوا مع الناتو؛ ولذلك فمشروع الإخوان الحالي هو استعمار واحتلال أمريكي مباشر يشكل خطورة على الجيش المصري ومستقبل الحياة في المنطقة ككل، والاستعباد المباشر؛ فأمريكا تريد تشكيل محور مكون من مصر والسعودية مع قطر وما تبقى من سوريا بقيادة تركيا، لكن هذا الربيع سيتحول إلى خريف عربي أسود عن قريب لفشل هذه الخطة الهائجة صاحبة الأفق الضيق. ورأى د. عناني أن الإعلام الإخواني يظهر حاليا وجهه القبيح الذي يمثل النظام العدواني العنيف الرجعي العميل لأمريكا؛ ولذلك فهو يدعو المصريين بكشف هذا الوجه كي ينتهوا سريعا كما ظهروا في شهر وقفزوا على السلطة. ورفض د. عناني مصطلح "فلول"، مؤكدا أن المصريين جميعا "فلول" لأنهم كانوا يعملوا في نظام مبارك. وقال أن على مصر الثورة أن تقبل الاستشهاد لو تطلب الأمر هذا. مشيرا إلى أن هناك سيولة سياسية تسمح بتغيير المشهد السياسي. ووصف الإخوان بأنهم صهاينة جدد يشكلوا خطورة على وطنية الجيش المصري. وأكد د. عناني أن مصر تسير إلى خراب حيث أنها مهددة بإسقاط كل هويتها؛ لأننا في حكم هامان وفرعون مع بعضهم البعض، وهذا يمثل خطر شديد على مصر، ولو استمر الإخوان في الحكم شهور سنصل لهذا الخراب. وأضاف أن توريط الجيش المصري في حرب يعد سرطان في الأمن القومي، وعور في المؤسسات القانونية.