نيويورك: أدرجت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميًا ولأول مرة القدرات النووية الإسرائيلية على جدول أعمال اجتماع مجلس محافظيها مطلع شهر يونيو/حزيران القادم بناءً على طلب تقدمت به الدول العربية. وذكر راديو " سوا" الأمريكي إن الوكالة الذرية وزعت على دولها الأعضاء بالفعل جدول أعمال اجتماع مجلس محافظيها المقرر في السابع من يونيو/ حزيران المقبل حيث وضعت بنداً ثامناً في هذا الجدول بشأن القدرات النووية الإسرائيلية، وبذلك تكون الوكالة قد تقدمت خطوة إلى الأمام على طريق إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وذكرت مصادر رسمية في مقر الوكالة بفيينا طلبت عدم ذكر اسمها أن هذا الأمر يعكس مسئولية الوكالة في تحقيق عالمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وليس ضغطاً من قبل الوكالة على إسرائيل خاصة وأن المؤتمر السنوي العام للوكالة اتخذ قرارا بأغلبية الأصوات العام الماضي يحث الدولة العبرية على الانضمام للمعاهدة وإخضاع منشآتها النووية تحت رقابة مفتشي الوكالة أسوة بدول المنطقة. ويأتي إدراج بند القدرات النووية الإسرائيلية على جدول أعمال مجلس محافظي الوكالة في ظل تقارير تحدثت عن احتمال استجابة الدول النووية الكبرى وأبرزها الولاياتالمتحدة لطلب مصر بضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار لضمان أن يكون الشرق الأوسط خالياً من هذه الأسلحة الفتاكة وحتى تكون هناك حجة قوية تجعل إيران هي الأخرى تتخلى عن أنشطتها النووية الحساسة. والمعروف أن إسرائيل تمسكت بمبدأ الغموض النووي فيما يتعلق بترسانتها النووية، ورفضت الانضمام إلى المعاهدة وفتح مرافقها النووية أمام الوكالة قبل تحقيق سلام شامل في المنطقة. وكان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك قد اعلن في وقت سابق أن إسرائيل ستستمر في سياسة " الغموض" التي تعتمدها بشأن برنامجها النووي بدعم من الولاياتالمتحدة. وقال باراك: " إن سياسة الغموض جيدة ولا داعي لتغييرها، ثمة توافق تام مع الولاياتالمتحدة بهذا الشأن". وتعتبر إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، ويقدر خبراء أجانب ترسانتها بما بين 100 و300 رأس نووي. وتلتزم إسرائيل هذه السياسة رسميًا منذ 1965 تاريخ تدشين مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب جنوبي الدولة العبرية. وكانت الولاياتالمتحدة والاعضاء الاخرون الدائمون بمجلس الأمن الدولي، وعلى امل كسب التأييد العربي لفرض عقوبات على إيران، دعوا الى البحث عن سبل لتنفيذ مبادرة صدرت في 1995 تضمن جعل المنطقة خالية من الاسلحة النووية. وجاء الاعلان بعد حملة من مصر لتركيز الانتباه، خلال مؤتمر معاهدة منع الانتشار النووي، على إسرائيل غير الموقعة على المعاهدة والتي جعلت التوصل الى سلام مع كل جيرانها شرطا مسبقا للانضمام إلى المعاهدة. ووزعت مصر، التي ترأس مجموعة دول عدم الانحياز القوية المؤلفة من 118 دولة، اقتراحا على الدول الموقعة على المعاهدة التي يبلغ عددها 189 دولة بعقد مؤتمر بحلول العام المقبل بخصوص اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية تشارك فيه كل دول المنطقة. ويقول دبلوماسيون غربيون ان الولاياتالمتحدة وروسيا، تساندهما بريطانيا وفرنسا والصين، يتفاوضان مع مصر من اجل التوصل الى اقتراح حل وسط مقبول. وتسهل معاهدة منع الانتشار النووي الموقعة في 1970 حصول الدول الاعضاء على الطاقة النووية في مقابل التعهد بعدم امتلاك اسلحة نووية.