تقطن أكبر عائلة من المعمرين في العالم على جزيرة سردينيا الإيطالية، ويبلغ مجموع أعمار الإخوة والأخوات التسعة 819 عاماً ليدخلوا كتاب غينس للأرقام القياسية وتزيد صدارتهم العمرية مع كل عام فما سر طول طيلة العمر هذه؟ "أنباء موسكو" تحتفل كونسولاتي ميليس، ربة الأسرة الإيطالية المعمرة بعيد ميلادها ال105 اليوم، تلك المرأة التي أنجبت خلالها 14 طفلا بقي تسعة منهم على قيد الحياة حتى الآن كما لديها 24 حفيدا لهم 28 ابنا. وتقطن هذه السيدة البسيطة في قريتها طيلة عمرها وأنهت ثلاثة صفوف دراسية وتربي لديها ماعزين كما تزاول مهام ربات البيوت المعتادة من "طبخ ونفخ " بنفسها. وهي الكبرى بين أشقائها وشقيقاتها الذين تتراوح أعمارهم من 99 عاما وحتى أختها الصغرى مافالدا تبلغ من العمر 78 عاما.
وبالرغم من اعتياد سكان سردينيا على وجود المعمرين بينهم إلا أن اعتراف العالم بهذه الأسرة بالأكثر تعميرا في العالم ودخولها كتاب غينس للأرقام القياسية مؤخرا، لابد من أن يجعل من أفراد هذه العائلة وتفاصيل حياتهم اليومية مادة دسمة لعلماء التغذية والباحثين عن سر طول العمر والخلود.
وقد أسس مركز أبحاث في سردينيا لدراسة الحمض النووي ومورثات 370 معمرا من سكانها والذين يزيد عمرهم عن المئة عام وما هذه الإحصائيات إلا دليلا آخر على صحة الأكل المتوسطي المعتمد على زيت الزيتون البكر والمنتجات البحرية الغنية بالفسفور والخضار مع التركيز على البصل والثوم الطماطم المجففة والفواكه المحلية عدا عن الاعتماد على الألبان والأجبان والمكون الأساسي الباستا أو الخبز والقليل القليل من النبيذ الأحمر .
انتزعت هذه العائلة المتوسطية لقب الصدارة بطيلة العمر من اليابانيين الذين يقدر متوسط عمر الإنسان عندهم ب 77.9 عام للرجال و85.1 للنساء ويرجح السبب لإتباعهم نظاما صحيا طيلة حياتهم يتحول لأسلوب حياة يتضمن الاستمتاع بممارسة الرياضة والاعتماد على الغذاء الطازج الموسمي على أن يمضغ جيدا مما يساعد الإنسان على الاكتفاء بكميات قليلة تحميه من السمنة وتداعياتها، كما وأن العنصر الأهم في الغذاء الياباني هو الأرز الذي يحتوي على مادة "ليتسيتين " المنشطة للخلايا الدماغية، وبالطبع لولا فول الصويا لما وجد المطبخ الياباني وهو يحوي على مواد من شأنها الحماية من مرض ترقق العظام الذي يصيب أغلب السيدات المتوسطات العمر.
ويحوي المطبخ الياباني ما لا يعد ولا يحصى من العادات الصحية كإحتساء الشاي الأخضر أو شوربة الميسو، أو استخدام السمسم وسمك السردين المحلي، وسلطة الطحالب، ومن المثير أن هذه المكونات متوفرة لجميع اليابانيين فأسعارها مقبولة ولكن العنصر الأهم هو التفاؤل في الحياة، هو ما يبقي البريق في عيني من تجاوز عمره القرن من الزمن. مواد متعلقة: 1. الروبوت يحل مشكلة المعمرين في اليابان