تخليدا لجنود جيش مصر العظيم، الذين استشهدوا في أحداث رفح الأخيرة، وراح ضحيتها 16 جنديا؛ رسم الفنان د. طه القرني جدارية عن شهداء رفح تحت عنوان "الإفطار الأخير". صور الفنان طه القرني 14 من الجنود الذين استشهدوا وهم يجلسون بزي الجيش الرسمي أمام مائدة طعام، لم يقتربوا منه، منتظرين انطلاق مدفع الإفطار كي يفطروا بشكل جماعي مع بعضهم البعض، ينظر أغلبهم إلى الأمام وكأنهم في وضع التقاط صورة.. صورة تشهد إفطارهم الأخير الذي لم يشاء قدرهم أن يتناولوه. اهتم الفنان بإظهار تعبير الوجوه دون الخوض في تفاصيل الوجه الدقيقة، فكل جندي ووجهه يحمل تعبيرا مختلفا عن زميله، وهذا على الرغم من أنهم يجمعهم مصيرا وقدرا واحدا، فبعض الوجوه نراها ترتسم إبتسامة هادئة كناية عن الرضا، فرحين بما آتاهم ربهم من الشهادة. كما نرى وجوه أخرى تفيض بالأسى والحزن عما طالها من رصاصات غدر الإرهاب الذي لا يرحم مؤمنا أم كافرا.. طيبا أم شريرا.. صالحا أم فاسدا. وجوه أخرى سارحة، وكأنهم يفكرون في مصير عائلاتهم، أبنائهم.. زوجاتهم.. أمهاتهم.. آباءهم.. أخوتهم وأصدقاءهم وكل ما يمتلكون من أقارب. غيرها يبدو عليها الصبر والإيمان، لكنهم جميها يتفقون في استقبالها الشهادة بروح رحبة.. سمحة.. مؤمنة.. لا تقنت من رحمة الله. يجلس الجنود كل منهم بجانب الآخر دون فواصل، فهم ملتحمين بعضهم ببعض، يبدو كحائط سد، يفتحون صدورهم للأستشهاد دفاعا عن الوطن وفي سبيل الله. وتنقسم الجدارية التي يبلغ حجمها تسعة أمتار ورسمها الفنان بالألوان الزيتية إلى جزئين؛ حيث تفاعل مع هذا الحادث الذي اهتزت مصر بأكملها من أجله، وعلى الفور اتجه لريشته وألوانه ليخلد ذكرى هؤلاء الجنود بعمل تشكيلي، مؤكدا على اهتمام الفنان وانغماسه في كل قضايا المجتمع، ولم ينتهي من اللوحة سوى اليوم، معبرا عن واحدة من أهم قضايا الوطن وهي الاهتمام بحدود مصر.