دخلت السعودية وقطر وتركيا على خط المواجهة بين عشيرة "أل مقداد" اللبنانية والجيش السوري الحر ، وذلك بعد أن أعلنت اكبر العشائر الشيعية في لبنان انها خطفت 20 سوريا على الاقل في بيروت ، ردا على اختطاف احد ابنائها على يد مجموعة سورية معارضة في وقت سابق من هذا الاسبوع، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل هددت باختطاف الرعايا السعوديين والقطريين والأتراك في لبنان ردا على مساندتهم للجيش الحر . وقال احد وجهاء العائلة ويدعي ابو علي المقداد "جرى اختطاف هؤلاء ردا على اختطاف عضو من عائلتنا في سوريا"، مشيرا الى ان احد السوريين المخطوفين اصيب بجروح، وبحسب تقارير اعلامية، تبنت مجموعة مسلحة قالت انها تنتمي للجيش السوري الحر الاثنين خطف المواطن اللبناني حسان المقداد الذي ظهر في تسجيل فيديو مصابا بكدمات في الوجه.
وقالت المجموعة انه احد 1500 عنصر ارسلهم حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري الى سوريا للقتال ضد السوريين.
وقال حسان المقداد الذي ظهر في التسجيل محاطا بمسلحين انه تلقى تدريبات على القنص في بعلبك شرق لبنان.
واكد ابو علي المقداد ان حسان "ليس قناصا وليس كذلك عنصرا في حزب الله كل هذه التهم مجرد كذب وافتراء"، مضيفا "مطالبنا ليست سياسية وهذه قضية انسانية.
وفي وقت لاحق، قال عضو بعشيرة المقداد ان ضمن مجموعة الرجال المخطوفين مواطنا سعوديا.
وحذر اعضاء في عشيرة المقداد في وقت سابق من ان مواطني تركيا وقطر والسعودية قد يكونون في خطر، والقت الدول الثلاث بثقلها وراء الانتفاضة في سوريا التي مضى عليها 17 شهرا.
مغادرة لبنان
وعلى الاثر، قال السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري إنه طلب من جميع السعوديين مغادرة لبنان بعد ان أصبحت التهديدات علنية.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن العسيري قوله إنه "طلب من جميع الرعايا السعوديين مغادرة لبنان فورا بعدماأصبحت التهديدات معلنة".
وأضافت الوكالة أن السفير السعودي في لبنان طلب أيضاً"من جميع السعوديين عدم زيارة لبنان نهائيا في ظل الظروف الراهنة".
وانضمت دول الإمارات والكويت وقطر إلى السعودية في دعواها لمواطنيها بمغادرة البلاد، بيد أن قطر لوحت أيضا إلى احتمالية طرد اللبنانيين الموجودين بأراضيها.
وأعلن وزير الخارجية الإماراتي أنه على الحكومة اللبنانية حماية الخليجيين.
أنباء متضاربة
ومن جهتة أكد الناطق الرسمي بإسم آل المقداد ماهر المقداد أنه سيتم الإعلان عن مفاجآة في الساعات المقبلة خلال مؤتمر صحافي سيعقد.
ومن جهة ثانية، أشار المقداد ، إلى أن الجناح العسكري في العائلة قرر إنتقاء الأهداف والعمل بهدوء بعد أن كانت هذه الأهداف تختار عشوائياً في اليوم الأول.
ولفت المقداد إلى أن هناك صديق مشترك بين العائلة ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل تدخل من أجل أن يقوم الوزير شربل بزيارة إلى العائلة اليوم، مؤكداً الترحيب فيه.
وموضحاً ان العائلة لم ترفض إستقباله بالامس بل كان لديها نوع من العتب على طريقة تعامل الدولة اللبنانية مع ملف أبنها.
وفي سياق منفضل، شدد المقداد على أن أي تصريحات لا تصدر عن لسانه باسم العائلة لا تكون رسمية، مستنكرا التهديدات التي أطلقت ضد الرعايا السعوديين والقطريين في لبنان.
وأوضح المقداد ان مشكلة العائلة هي مع "الجيش السوري الحر" والأتراك فقط، مؤكداً عدم التعرض للرعايا القطريين والسعوديين.
وعلى جانب أخر ، صرّح أحد أشقاء الخاطفين من آل المقداد موجّها كلامه إلى السعوديين "أنصحكم كما نصحتكم سفارتكم، غادروا لكن ممنوع عليكم المغادرة عبر المطار".
نفق المجهول
وبدا لبنان كأنه دخل في نفق المجهول حيث ظهر أمس مسلّحون بعتادٍ عسكريٍّ كامل يظهرون أمام كاميرات التلفزة يُهددون ويتوعدون ، رهائن سوريون في قبضة عشيرة آل المقداد يستغيثون،وهناك رهينتان، سعودية، وتركية أيضاً.
وقطع طريق المطار أمام الوافدين والمسافرين ليلاً، و أُشعلت الإطارات المطاطية واشتبك المتظاهرون الملثّمون مع جنود الجيش اللبناني.
ولم تقتصر الفوضى على شوارع لبنان، فقد احتجز السجناء اللبنانيون في سجن رومية عدداً من المساجين السوريين مطالبين بإطلاق سراح اللبنانيين المخطوفين في سوريا.