وكالات:- دعت كل من السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا، وذلك في تطور لافت لانعكاس الأوضاع السورية على لبنان. وأمر ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز بإرسال طائرات إلى لبنان لترحيل جميع الرعايا السعوديين هناك. تأتي تلك التطورات بعد إقدام مسلحين تابعين لعشيرة آل المقداد على خطف عدة سوريين وتركي ردا على احتجاز الجيش السوري الحر مواطنا لبنانيا من آل المقداد في دمشق. وقد هددت عشيرة آل المقداد بخطف رعايا من دول عربية وإسلامية إذا لم يفرج عنه. وكان محتجون قطعوا طريق مطار بيروت في الاتجاهين، وأعلن مصدر مسئول في مطار بيروت الدولي أن طائرة تابعة لشركة "إير فرانس" غيرت مسارها من بيروت إلى عمان وعلى متنها 174 راكبا، وذلك بسبب قطع طريق المطار. ونقلت وسائل إعلام محلية لبنانية عن عشيرة آل المقداد قولها إنها اختطفت عناصر قالت إنهم من الجيش السوري الحر في أكثر من منطقة بلبنان بينهم ضابطان برتبة نقيب وملازم، وذلك لمبادلتهم مع ابنها حسان المختطف في دمشق، وأوضحت أن الجناح العسكري التابع لها تمكن من خطف ضابط جديد جريح ينتمي للجيش الحر في منطقة شمال لبنان. من جهته، قال ماهر المقداد -وهو أحد أفراد العائلة- إن خطف هؤلاء العناصر جاء ردا على خطف قريبه الذي توجه إلى سوريا قبل اندلاع الثورة، وذلك لأسباب مالية لا علاقة لها بالصراع الداخلي. وهدد حاتم المقداد شقيق المختطف بخطف المزيد من السوريين ردا على اختطاف شقيقه، وقال إن كرة الثلج ستكبر، محذرا قطر والسعودية وتركيا ورعاياها في لبنان. وأضاف المقداد أن هناك مواطنا سعوديا بين المخطوفين، في حين أوضح دبلوماسي لبناني أن مجموعة الرهائن تضم أيضا مواطنا تركيا وصل لبنان للعمل في اليوم نفسه قبل أن يخطف بالقرب من المطار، وأشار إلى أنه لم يتحقق تقدم يذكر حتى الآن في المفاوضات لتأمين الإفراج عنه. وكانت العشيرة الشيعية قد نفت في وقت سابق اتهام الخاطفين بانتماء ابنها لحزب الله الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد، وأمهلت الجيش الحر 48 ساعة لإطلاقه قبل "خروج الأمور عن سيطرتهم"، وقالت إن التفاوض معها لا يتم إلا عبر الصليب الأحمر. وقد عرض الجيش الحر يوم الثلاثاء تسجيلا مصورا يظهر فيه حسان المقداد وهو يقول إنه ينتمي إلى حزب الله وإنه يحارب إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة، لكن الحزب اللبناني أصدر بيانا على الفور ينفي انتماء حسان إليه. في السياق حذر الرئيس اللبناني ميشيل سليمان من مغبة تهديد أمن اللبنانيين والمقيمين، وقال إن نشر الفوضى لا يساعد على استعادة أي مخطوف، وشدد الرئيس سليمان على منع قطع الطرق وعلى حماية البعثات الدبلوماسية.