واشنطن: أكدت دراسة حديثة أن ضمور المخ المرتبط بتقدم العمر يقتصر على البشر، مشيراً إلى أن البشر أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة من الشمبانزي، وذلك ربما لأننا نعيش فترات أطول. ويقول فريق من الباحثين في دراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم إن العمر الطويل للبشر ربما كان نتيجة كبر حجم المخ. وأكدت نتائج الدراسة أن تقدم العمر تطور لتلبية احتياجات رعاية الذرية الأكثر ذكاء، ومع تقدم العمر يزداد المخ خفة، وعند سن الثمانين يكون المخ البشري فقد 15% من وزنه الأصلي. ويعاني الأشخاص الذين يصابون بأمراض الشيخوخة، مثل الزهايمر من ضمور أكبر في المخ، وتعود خفة وزن المخ إلى ضمور التكوينات التي تشبه الأصبع في الخلايا العصبية وفي الوصلات ما بينها، طبقاً لما ورد بموقع ال"بي بي سي". وبالإضافة إلى ضمور التكوينات، تبدو قدرة المخ على القيام بعميات التفكير والذاكرة ونقلها لبقية الجسم آخذة في التراجع. ويدرك الباحثون أن بعض الأجزاء في المخ تتضرر أكثر، خاصةً القشرة الدماغية التي تقوم بعمليات التفكير المعقدة فتصاب بالضمور أكثر من المخيخ المسئول عن التحكم في الحركة، إلا أنه رغم شيوع ظاهرة الشيخوخة لا يمكن للعلماء فهم أسباب تعرض المخ البشري لفقدان مادته النسيجية بمرور العمر. والغريب أن مخ القردة مثلاً لا يمر بعملية خفة الوزن تلك، مما يطرح مسألة أن تلك خاصية بشرية فقط، وقام مجموعة من علماء الأعصاب والأجناس بتوحيد الخبرة والمعلومات في محاولة لاستجلاء تلك المسألة. وقارن العلماء صور أشعة الرنين المغناطيسي لأكثر من 80 شخصاً ما بين 22 و88 عاماً من العمر مع عدد مماثل من الشمبانزي ليكتشفوا أن مخ الشمبانزي لا يضمر بتقدم العمر. ويرى العلماء أن ما بين 5 إلى 8 ملايين سنة من التطور ما بين الشمبانزي والإنسان شهدت ذلك التحول في كيفية حدوث الشيخوخة وأعراضها وأمراضها. يذكر أن حجم المخ البشري هو ثلاثة أضعاف مخ الشمبانزي، كما أن البشر يعيشون متوسط عمر أطول من متوسط عمر القردة العليا.