دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال بابكر غاي جميع الأطراف السورية لإنهاء ما وصفه ب(حمام الدم) مؤكداً على أهمية التزامها بالحوار السياسي. وقال غاي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق انه عقد اجتماعاً مع ممثلين عن الحكومة السورية، "وقد وفر لي ذلك فرصة لبحث نشاطات وعمل بعثة الأممالمتحدة للمراقبين في سوريا على مدار الأيام ال 20 القادمة.. وشرحت للحكومة عن نشاطاتنا وعملنا وعن ان البعثة ستقوم بالتركيز على تنفيذ مهامه حسب الولاية كما ورد في قرار رقم 2059".
وأكد على ضرورة أن يلتزم جميع الأطراف "بإنهاء حمام الدم" وعلى أهمية ان يلتزمموا بالحوار السياسي.
وأضاف غاي "سنقوم برصد مستوى العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة في سوريا، كما سنقوم بالعمل على إجراءات بناء الثقة والحوار السياسي على المستوى المحلي إذا سمح الوضع وإذا وجدنا الاستعداد والإمكانية.. كل ذلك يعتمد بالطبع على حصول المراقبين الدوليين على الأمن والمجال للعمل وإمكانية الوصول والتنقل بحرية لضمان تنفيذ ولايتها".
وحول زيارته الى محافظة حمص أمس قال غاي "قمت بأول زيارة ميدانية كرئيس مؤقت لبعثة الأممالمتحدة للمراقبة في سوريا, توجهت الى حمص والرستن لتقييم مستوى العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة كما اجتمعت مع المحافظ وعدد من أعضاء الجيش السوري الحر من اجل الحصول على التزام واستعداد لإجراء حوار وتواصل محلي".
وتابع "إثناء زيارتي الى حمص شاهدت بنفسي القصف الثقيل من المدفعية بالإضافة الى القذائف، كان القصف متواصل في بعض احياء المدينة، أما في الرستن والتي تعرضت للضرر الشديد نتيجة حملة القصف والقتال الشديد، رأيت دبابات مدمرة على حافة الشوارع، كما شاهدت تدميراً للبنية التحتية العامة مثل الجسور".
وأعرب غاي عن قلقه الشديد من العنف المستمر في حلب، وقال إن "مراقبي البعثة في حلب قاموا بإبلاغنا عن ارتفاع في مستوى العنف واستخدام الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية, ومن هنا أطالب مرة أخرى كما جاء في البيان الذي أصدره المبعوث المشترك، كافة الأطراف بممارسة ضبط النفس وتجنب سفك المزيد من الدماء, يجب على الطرفين احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين".
وأضاف "اشعر ان هناك حاجة للتحول من عقلية المواجهة والقتال المسلح الى عقلية الحوار بدايةً على المستوى المحلي وقريباً على المستوى الوطني كما ورد في خطة النقاط الست".
وكان غاي قال في تصريح للتلفزيون السوري تم بثه الاثنين عقب زيارته الأولى الى مدينة حمص بعد توليه مهامه خلفا للجنرال روبرت مود، إن "لدينا مهاماً جديدة ونعمل لتطبيق قرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا وتطبيق خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان".
وأضاف "يوجد التزام من الحكومة السورية بخطة أنان ولا يمكن حل الأزمة في سوريا إلا باتفاق بين الشعب السوري وقيادته".
وقال التلفزيون ان محافظ حمص أحمد منير بحث مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الأوضاع في مدينة حمص "وسبل إيجاد الحلول لما تشهده المدينة جراء ما تقوم به المجموعات المسلحة والتي تضر بحياة المواطنين وممتلكاتهم".
وكانت بعثة المراقبين أقامت أول محطة لها في حمص بعد بدء عملها في سوريا في نيسان/ أبريل الماضي.