خبر وفاة اللواء عمر سليمان اصبح وجبة دسمه تتفنن فى تناقها وسائل الأعلام المصرية والعربية ، فكل يغنى على ليلاه .. قرأت باحدى الصحف المصريه ان اللواء عمر سليمان مات مقتولا ..ولكن اختلفت التحليلات والتوقعات ما بين سم عرفات وانفجارات سوريا ..!! ايا كانت وجهة نظرى فى عمر سليمان والتى لن تقدم او تأخر فى الأمر الا اننى اكرر ماقلته عام 1999 .. " ان مصر تفتقر الى جهاز مخابرات قوى يستطيع ان يعيد تشكيل المنطقة ... لأن عمل المخابرات بطريقة عمرسليمان يعتبر من قبيل التسلية التى تفتقر الى المهنية ، فقد حول الجهاز الى مجردعزبة خاصه .. لا تتمتع بأى مصداقية او مهنية امام نظر الأنسان المصرى .. فكرس كل جهده لحماية الرئيس وانجاله وزوجته .. كما مارس الجهاز اصعب المهام وهى ( صناعة مفكرين واعلاميين ) يفترض انهم كبار، للزج بهم لتولى مناصب قيادية فى الصحافة القومية والمستقلة واصبحنا نسمع كل يوم عن اسماء جديده تشق طريقها للنجومية بلا قاعدة او اساس ( مراسل لأحدى مجلات السعودية يخون ميثاق شرف المهنه ويسلم مذكرات فناة إئتمنته عليها لمراجهتها لغويا – يسلمها لأنس الفقى بالقاهرة ، وفى غضون اسابيع قليلة يقلد رئيسا لقطا الأخبار .. ويرصد له راتبا شهريا يعادل راتب الف موظف بالتلفزيون المصرى ليواصل خيانته للأمانة ويزيف الحقائق ايام الثورة ورغم ذلك مازال حر طليق بل ينتظر المزيد !!! ويأتى هذا .
فى الوقت الذى شوهوا فيه صورة الموهوبين من ابناء المهنة واطاحوا بهم بعيدا .. والأدلة الدامغة القاطعه التى لا يرقى اليها شك كثيره ، فى الوقت الذى ازدادت فيه حالات الأختفاء القسرى ،قتلت سعاد حسنى ، واختفى الزميل رضا هلال دون ان يدرى الجهاز اين هو ان كان حيا .. ولا اين جثته لو كان ميتا .. فسواء اتفقنا او اختلفنا مع رضا فى ارائه .. الا انه فى النهاية انسان مصرى كان ينبغى ان نعرف مصيره ..والأمر لم يقتصر على رضا فقط بل قتل عدد من زملائنا الصحفيين بدم بارد .. وقصفت اقلام عدد اخر وكنت احدهم ، بعد ان منعت من زيارة مصر لمدة تجاوزت العشر سنوات بسبب خلافات شخصية مع سمير رجب وحولها الى خلاف بينى وبين مؤسسة الرئاسة فى عام 1999 بسبب موقفى من دعم فكرة تأهيل واعداد جمال مبارك كقيادة واعده تحل محل الرئيس فى حال فراغ السلطه ... وما لبثت ان تمكنت من شرح وجهة نظرى ( عن طريق بعض الزملاء الذين تطوعوا لنقل وجهة نظرى المكتوبه وكان من بينهم الكاتب الكبيرابراهيم نافع والذى عاد لى بعد عامين برد مقتضب " قل حسبى الله ونعم الوكيل " .. والزميل العزيز الأستاذ مصطفى بكرى الذى حمل شكواى بيده الى رئيس مصر المخلوع وسلمها له فى برج العرب رغم شعورى بأن كل ماكتبته لم يقرأ .. والدليل هو اننى لم احصل على حقى حتى اليوم .. الا ان ( جهاز سليمان والذى ظهر بصورة مؤسفة خلال ذلك الصراع الدائر بينى وبين سمير رجب ) لم يرق له الأمر فاستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعه ، استخدموا الغانيات فى الحرب ضدى .. استخدموا الشواذ والمثليين .. استخدموا الغالى والرخيص وكلفوا مصر مبالغ طائلة فى هذه الحرب التافهه .. ومن اجل ماذا .. وانا الأكثروطنية منهم .. واكثرهم ولاءا لبلدى مصر .
سألت نفسى هل كانت هذه الأجهزة تعمل لحساب قوى اجنبية داخل مصر .. !! لقد جندوا عناصر من المراسلين الصحفيين المصريين والعرب المحيطين بى محاولين النيل منى بشتى الطرق والوسائل، دسوا احدى عميلاتهم لشن حرب ضدى داخل الأممالمتحده.. لأسباب غير مفهومة ايضا ..( فكل مؤهلاتها القدرة على ارضاء الدكتور فتحى سرور ) وهو الرجل الاهم داخل مصر فى السنوات السابقه فكان له علاقات وطيدة بكبار التجار بمصر .
- من نادى هليوبوليس الى نادى الشمس وراح ضحية هذه التجارة عشرات الشباب ، فقد كان لديه صبية بدرجة رؤساء مجالس ادارات مؤسسات صحفية...يساهمون فى ترويج وتعزيز هذا التجارة عن طريق حمل حقائب دبلوماسية على متن طائرة الرئاسة .. وحينما تحدث زميلنا ماهر حسين عن هذا الأمر مع صديق له ونقل نص الحوار الى سمير رجب وفتحى سرور .. كانت نهايته فى عام 1992 .. وسرعان ما ساروا فى جنازته متباكين !!!!!!!!!
دفعوا بمعدة تلفزيونية الى نيويورك فى محاولة للنيل منى وتلفيق التهم ..وبدأ السيناريو بان قامت بتوجيه سباب وشتائم على مسمع ومرئى الجميع امام مجلس الأمن وزودوا مراسل الجزيرة فى الأممالمتحده انذاك بكاميرا صغيرة ، كى يقوم بتصوير وتسجيل رد فعلى بعد سماع السباب التى وجهتها لى .. فقد كان السيناريو محكما ورغم اننى التزمت الحذر والحيطه لأننى كنت ارصد مراسل الجزيرة الذى استخدموه فى هذه المهمه مقابل عدم تعطيله بمطار القاهرة اثناء عودته الى مصر وتسهيل تجديد اجازته من الأهرام للعمل عام اخر مع الجزيرة بنيويورك الا انه خسر فرصة اثبات الوجود وبالرغم من ذلك قام بجمع عدد من المستفيدين وجميعهم يعملون لحساب قطر بنيو يورك وقعوا رسالة ركزوا فيها على اننى تجاوزت بحقها ( تلك المعدة المغمورة )بالرغم ان احدا منهم لم يكن موجودا بمكان الواقعة ... وسرعان ما دبروا الشهود وبنفس الطريقة التى لعبوا بها مسرحية الدكتورممدوح حمزه فى لندن حينما دفعوا بمسؤول كبير لأتهام الرجل بمحاولة التعدى عليه .. وهو نفس ماحدث معى حينما دفعوا بتلك المعدة التلفزيوينة والتى كانوا يستخدمونها لأغراض غير معروفة بالقاهرة وسرعان ما رقيت للعمل بجهة دبلوماسية مصرية بدرجة وزير مفوض _ كمكافأة لما قدمته للدكتور فتحى سرور ذلك العجوز القابع فى سجن طره .. وتعددت مهامها فى الخارج وكان من بينها ادارة جزء من ممتلكات جمال مبارك المالية فى نيويورك بالتعاون مع دبلوماسى مصرى سابق وساعدهما بعد الثورة بشهور عدة اجهزة مصرية للحصول على حصانة دولية مؤخرا قد يستغلاها لأرتكاب المزيد من الجرائم المالية .. فى الوقت الذى مازالت فيه وزارة الأعلام تنفذ تعليمات انس الفقى ضدى ارضاءا لها ..
وتجدد اجازتها لرعاية مصالح جمال مبارك والسيدة سوزان مبارك فى الخارج .. ولما لا ؟ ! فقد ترعرعت وتربت بمكتبها .. ارهبت زميلاتها بالتلفزيون المصرى .. وسعان ماتشاجرت مع دبلوماسيين كبار داخل الأممالمتحدة وتطاولت عليهم كما تطاولت على فهى مازالت تعيش خارج مصر ولا تدرى ان هناك ثورة غيرت مصر فما زالت تعتقد ان الدكتور سرور وسوزان مبارك مازالا يحكمان مصر .. وان وزارة الأعلام المصرية ..مازالت بيدها ...
ان الطريقة التى لعب بها سليمان كانت طريقة مهينة لجهاز امنى مصرى كبير يرى فيه المصريون صورة ابطال مسلسلات رجال الصمت والبطوله التى صاغها الراحل مرسى صالح بحرفية عالية ...
اعود الى الخبر المنشور والذى يرجح فرضية قتل عمر سليمان والتى اشك فيها .. فعمر سليمان كان يعانى من حالة اكتئاب حاد بعد رفضه من الشارع المصرى .. والقضاء المصرى ، وبما ان الرجل كان قد تعدى الخامسة والسبعين من العمر فكان من الطبيعى ان يتعرض لأزمات صحية .. كما ان المستشفى التى نقل اليها وهى مستشفى كليفلاند ، فهى صرح طبى كبير ذو تاريخ عريق ، لا يستطيع ان يخفى اى معلومة قد تنكشف فيما بعد ، فتؤثر على سمعة هذا الصرح الطبى العريق ، هذا من ناحية اما من الناحية الأخرى فاللواء عمر سليمان قد احس بخيبة امل لعدم قدرة الجهاز على مواجهة حركة الثوار او توقع ماسيحدث داخل مصر .. او حتى اعداد خطة طوارئ لمواجهة ما حدث !! كل هذه الامور مجتمعة اثرت بشكل كبير على العامل النفسى لدى الرجل وعجلت بوفاته بسبب حالة اليأس والأحباط التى انتابته كرجل مخابرات امضى مايقارب العقدين على رأس الجهاز .. فى الوقت الذى شعر فيه سليمان بأن كل الذين طالبوه بتحمل مسؤولياته كرئيس لجهازالمخابرات كانوا محقين ..
خاصه ان هذه الأصوات تتعالى منذ مطلع يوليه 1999 وتحديدا يوم 27 يونيه 1999 على خلفية ما حدث بقصر بلير هاوس فى واشنطن – حينما اقنع سمير رجب ومرسى عطالله وعادل حسنى الرئيس مبارك بضرورة " قلش علاء مبارك " وابعاده عن الساحة وتقديم جمال مبارك وتفضيله على شقيقه .. حينها تعالت اصوات تطالب بإرجاء فكرة تجهيز جمال.. هنا تعالت الأصوات وطالبت سليمان بان يفهم الرئيس بأن الزج بأسم جمال سيسهم فى تصاعد نبرة المعارضة للرئيس ، خاصة وان سليمان كانت تربطه صداقة وزمالة بالرئيس مبارك منذ فترة الدراسة فى روسيا ..
كان التلفزيون الأمريكى قد اجرى حوارا مع الرئيس مبارك وادار الحوار الأعلامى الأمريكى الكبير شارلى روز ، وسأل شارلى الرئيس مبارك سؤالا- ازعج الرئيس ، وهو " متى ستختار نائب .. ومن سيكون هذا النائب ومتى ستنهى مدة رئاستك لمصر " وبعدها غضب الرئيس مبارك من سؤال شارلى روز حيث اعتقد ان وزير الخارجية عمرو موسى كان يقف وراء هذا السؤال !! ومنذ ذلك الوقت بدأ الأعداد للأطاحة بموسى بحجة الحاجه اليه بالجامعة العربية ثم بدأت رحلة البحث عن البديل ..