قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم الجمعة إن "المجتمع الدولي يخطط الآن لمرحلة ما بعد الأسد، حيث لم تعد هناك دولة في العالم فاعلة أو غير فاعلة تؤمن بأن نظام الأسد يمكن أن يستمر في السلطة". وأضاف أوغلو في حديث لمحطة تلفزيونية محلية أن "الحكومة التركية اختارت منذ البداية الوقوف إلى جانب الشعب السوري لأنها لو دعمت نظام الأسد لما تمكنت من الارتباط بعلاقات جيدة مع الإدارة المقبلة ولتطلب الأمر تقديم اعتذار للشعب السوري".
وأوضح أن "شعوب المنطقة كتونس ومصر وليبيا اختارت تغيير أنظمتها وهذا هو حال الشعب السوري الآن، لافتا إلى أن السيناريوهات الكارثية التي تم تناقلها في تركيا عن الوضع السوري لن تجد طريقها لأن إرادة الشعب السوري هي وحدها ستكون الحكم".
واعتبر وزير الخارجية التركي أن "تركيا تقف في المكان الصحيح منذ بداية الأحداث لأسباب إنسانية ووجدانية، وأن موقفها ينبع من قراءة صحيحة للتاريخ إضافة إلى أنها في موقف يحفظ لها مصالحها الوطنية الإستراتيجية".
ولفت ، في حديثه الذي أوردته وكالة الأناضول للإنباء، أيضا إلى أن "تركيا ستكون لاعبا أساسيا في وضع حجر الأساس لمستقبل سوريا رغم المحاولات الدولية الأخرى إلا أن تركيا وسوريا علاقتهما مثل البيت الخشبي الواحد الذي إن احترق من جهة ما فإن الطرف الآخر سيتأثر به أيضا".
وأعرب أوغلو عن أمانيه بأن تنتهي المرحلة الانتقالية في سوريا، وأن ينتخب رئيس من مكونات الشعب السوري أيا كان دينه أو طائفته أو عرقه فالمهم هو تمتع الشعب السوري بالحرية والحقوق،وما تشتمل عليه من حرية ثقافية وحقوق الأقليات وحرية التفكير والتعبير الديمقراطي، مشيرا إلى أن تركيا استفادت من التجربة العراقية وأخطائها.
وتابع الوزير التركي قائلا إن "الحكومة متيقنة منذ البداية بأن هذه المرحلة لن تمر بسهولة، ولا يعتقد أحد أنها ستتغير بسهولة ".
وأشار أوغلو إلى أنه "ذهب إلى سوريا كثيرا ولديه أصدقاء هناك مبديا حزنه جراء الأحداث"، مضيفا أن "الرئيس بشار الأسد لم يقم بالإصلاحات المطلوبة، ولم تسمح له زمرته وعائلته بذلك، وأوهمته التقارير الخاطئة التي تصله بأن الأزمة يمكن حلها بسهولة"، مشيرا إلى أنه كان يسير إلى الهاوية بينما حاولت تركيا إيقافه بشتى الطرق.
وأوضح الوزير التركي أن "أكثر الشعوب تضررا من الأزمة هما الشعبان السوري والتركي مستنكرا المحاولات التي تظهر الموقف التركي تجاه الأزمة السورية كمواقف بقية المجتمع الدولي".