قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة إن "المجتمع الدولي يخطط الآن لمرحلة ما بعد الأسد , حيث لم تعد هناك دولة في العالم فاعلة أو غير فاعلة تؤمن بأن نظام الأسد يمكن أن يستمر في السلطة " . وأضاف أوغلو في حديث لمحطة تلفزيونية محلية أن "الحكومة التركية اختارت منذ البداية الوقوف إلى جانب الشعب السوري لأنها لو دعمت نظام الأسد لما تمكنت من الارتباط بعلاقات جيدة مع الإدارة المقبلة ولتطلب الأمر تقديم اعتذار للشعب السوري". وأشار أوغلو إلى أنه "ذهب إلى سوريا كثيرا ولديه أصدقاء هناك مبديا حزنه جراء الأحداث", مضيفا أن "الرئيس بشار الأسد لم يقم بالاصلاحات المطلوبة, ولم تسمح له زمرته وعائلته بذلك, وأوهمته التقارير الخاطئة التي تصله بأن الأزمة يمكن حلها بسهولة", مشيرا إلى أنه كان يسير إلى الهاوية بينما حاولت تركيا إيقافه بشتى الطرق. وأعرب أوغلو عن أمانيه بأن تنتهي المرحلة الانتقالية في سوريا, وأن ينتخب رئيس من مكونات الشعب السوري أيا كان دينه أو طائفته أو عرقه فالمهم هو تمتع الشعب السوري بالحرية والحقوق,وما تشتمل عليه من حرية ثقافية وحقوق الأقليات وحرية التفكير والتعبير الديمقراطي, مشيرا إلى أن تركيا استفادت من التجربة العراقية وأخطائها. وأوضح الوزير التركي أن "أكثر الشعوب تضررا من الأزمة هما الشعبان السوري والتركي مستنكرا المحاولات التي تظهر الموقف التركي تجاه الأزمة السورية كمواقف بقية المجتمع الدولي". واعتبر وزير الخارجية التركي أن "تركيا تقف في المكان الصحيح منذ بداية الأحداث لأسباب إنسانية ووجدانية,وأن موقفها ينبع من قراءة صحيحة للتاريخ إضافة إلى أنها في موقف يحفظ لها مصالحها الوطنية الاستراتيجية". ولفت , في حديثه الذي أوردته وكالة الأناضول للانباء, أيضا إلى أن " تركيا ستكون لاعبا أساسيا في وضع حجر الأساس لمستقبل سوريا رغم المحاولات الدولية الأخرى إلا أن تركيا وسوريا علاقتهما مثل البيت الخشبي الواحد الذي إن احترق من جهة ما فإن الطرف الآخر سيتأثر به أيضا".