إمتداد وتكملة للمقالة السابقة... وكذا يوم السبت 30 يونيو 2012 المشحون بالكثير من الأحداث الإنفعالية الواجب تأريخها... فهو يوم سيظل علامة سياسية وتاريخية قائمة بالشهادة على عضو جماعة الإخوان د.مرسي الذي أتت به أفعال شبه انتخابية كثيرة ومشوهة بالآثام إلى حيث إحتلال موقع الرئاسة... وهو الموقع والمسئولية اللذان أظنهما أكبر وأعظم بكثير من إمكانيات د.مرسي الشخصية والإخوانية معا... وقد أثبتت فاعليات يوم السبت ضحالة تلك الإمكانيات... حين حاول مرسي جاهدا القفز فوق الشرعية الدستورية لأداء قسم الولاء لمصر وشعبها وأمنها القومي... وقد ثبتت تلك المحاولات الهزلية فيما هو آت...!!! 1. إبتداءا حاول آلا يؤدي القسم بمقر المحكمة الدستورية وهو المكان الشرعي لأداء القسم...!!! 2.حاول آلا يقسم أمام هيئة الجمعية العامة للمحكمة فقط... وطالب بحضور آخرين من حزبه وجماعته... الخ...!!! 3.حاول عدم تسجيل أدائه للقسم إعلاميا...!!! 4.حاول عدم بث أداء القسم إعلاميا في حينه (مباشر) والإكتفاء بتسجيله وبثه في وقت لاحق...!!!
فلما أن بائت جميع محاولاته الهزلية سياسيا ودستوريا بالفشل أمام إصرار هيئة المحكمة التي هدد جلها بالإنسحاب إذا أجيبت أي من محاولاته... أضطر هنالك مرسي لأداء القسم كما يتحتم أن يكون... ويصبح السؤال هو... هل من أتى بتلك المحاولات... ومن قبلها هزلية ما حدث منه أمام حشد أنصاره في ميدان التحرير يوم الجمعة 29 يونيو... هو من سيكون أمينا على الشرعية وقضائها في مصر...؟!!!
سادسا... ويظل السبت 30 يونيو المشحون بأحداثه هو الشاهد والمؤرخ بقلمي بتلك المقالة... يظل محدثا بما يجري بزمن يومه ومختزنا أحداث أمسة الهستيرية في ذاكرته... بل ويظل في حيرة سؤالا يطارد شهادة قدره... سؤالا يقول ... هل هذه مصر القدر السماوي الكريم والقدر الحضاري التاريخي العظيم... أم أنه يشهد كابوسا تدور مسخ أحداثه في زمن الخيل والبغال والحمير وإغارة القبائل الأعرابية بعضها على بعض بمقتضى أمر من جلس يفرك أصابع قدمه حتى يستقر قراره...؟؟
إنتقل شيخ القبيلة الإخوانية المستعار من قهرية أداء اليمين... "القسم الدستوري" إلى حيث ما أقامته له قبيلته من احتفال بجامعة القاهرة بمناسبة تنصيبه الكبير... وهناك حدث الآتي بعد وهو مجرد أمثلة وليست حصرا للأحداث:- 1. وسط تهليل إخواني إستقبالا بممثلهم الذي صار الكبير عنوة وفي إحدى غفلات الزمن والشعب المصري... "غلب الطبع التطبع"... وأفلت سفه وسفالة شعار... يسقط حكم العسكر... من لوث أضغان أنفس القبيلة الإخوانية... وذاك في حضور المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيسه... الذين حملوا عبء الثورة بخيرها وشرها ووصل بها إلى حيث أقرب جزر الأمان النسبي... ومازال يتحمل مسئولية بلوغ مصر لشاطئ الأمان الكامل المتطهر من أي لوث بإذن الله...!!! 2. حين حدثت السفالة السابقة... قام اللواء أركان حرب حسن الرويني قائد المنطقة المركزية... "بردع محمد البلتاجي وزجره بكلمات حادة ومحذرة"... وحينذاك تدخل مرشد الإخوان د. محمد بديع معتذرا عما حدث بطريقة همجية غير مخططة... ومر الأمر بسلام...!!! 3. دخل القاعة فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف... فلم يجد من يستقبله... بل ولم يجد مقعدا قد تخصص له ولمقامه الرفيع الذي يعادل مقام رئيس الوزراء دستوريا في مقاعد الصف الأول بجوار المشير... بل وجد أكثر تلك المقاعد قد تم شغلها ببعض الرموز العامة... ثم وجد علماء الأزهر وقد تم حشرهم متناثرين بالمقاعد الخلفية... فما كان منه سوى الإنصراف ومغادرة ذاك الهرج... وقد تبعه مباشرة كل علماء الأزهر... والشيء الأكثر وأكبر سفالة هو... أنه لم يسع خلفه كبيرا إخوانيا ليعتذر له ويعيده مكرما إلى حيث ما يليق به وبالأزهر الشريف وعلو قدره...!!! 4. خطاب د. مرسي الذي صار الكبير... خطاب من رأيته كنفس تتصارع وتتسابق وتتجاذب بها شتى النزعات... فهي تريد التخلص مما قهرها بالمحكمة الدستورية... وتريد الشموخ ولو بمجرد الصوت العالي أمام قبيلتها الإخوانية... وتريد مغازلة فئات وطوائف وأحزاب وتيارات سياسية... وتريد أن تتوشح بوشاح الكبير وطنيا... وتريد المراوغة بين ما وعدت به إنتخابيا وواقع صار يفرض عليها حتمية عدم الوفاء بإستخفافات ومناورات إنتخابية مضت... ويريد إثبات إحتياجه وتحصنه بحصن القوات المسلحة حتى ولو من باب المناورة والدهاء... ويريد ويريد... وهو لا يعلم ماذا يريد فعلا وحقا... ولذا خرج الخطاب صراخا بالشكر والثناء والوعود المتناقضة... الخ...!!!
سابعا... آخر شهادة ليوم السبت 30 يونيو... إحتفالية محدودة محددة المعالم والعلامات... أقامتها المؤسسة العسكرية المصرية وبحضور قادتها في منطقة الهايكستب... بدأت بدخول سيارة منفردة خرج منها د. مرسي... إستقبله المشير بالتحية العسكرية التي يؤديها أي ضابط يرتدي الزي الرسمي وغطاء الرأس لأي ملك أو رئيس أو أمير دولة مصري كان أو اجنبي... "وهذا بروتوكول عسكري دولي لا معنى آخر له غير ذلك"... وفرحة مرسي الذاتية العارمة بذلك والتي إمتدت لقبيلته وتهليلها... هي نوع من الجهالة بما أشرنا إليه... وقد كانت جهالة أيضا من حزن جل الشعب المصري بذلك... وقد صارت أحداث الإحتفاليه كالآتي:- 1.عزف السلام الوطني الذي أدى القادة جميعا له التحية العسكرية. 2.كلمة مختصرة جدا من رئيس عمليات القوات المسلحة عن شيئ مما قامت به قوات مصر المسلحة من شريف أعمال أدت إلى سلامة مصر وبلوغ تسليم السلطة فيها للمؤسسات وسلطاتها الدستورية. 3. إستعراض رمزي لقوات مصر المسلحة... الحاضرة دائما لتأمين مصر وشعبها من أي خطر داخلي او خارجي. 4.كلمة مختصرة محكمة للمشير محمد حسين طنطاوي تؤكد المعنى السابق...!!! 5.كلمة للدكتور مرسي شهد فيها وبها لدور القوات المسلحة ومجلسها الأعلى في إحتضان وحماية الثورة ومصر وشعبها... وكيف تحملوا ما لا يستطيع حمله الجبال... وكيف أثبتوا أنهم مركز أرقى سياسة حكيمة... والحصن الوحيد لأمان مصر... وطلب منهم أن يظلوا حماة الداخل والخارج... وأنه سيكون عضدا لذلك... الخ... وعجبي مما قيل ومما كان يقال قبل ذلك بل وحتى ساعات قليلة مضت... وربنا يستر ويقي مصر من أي شر أو ضر...!!!؟
وإلى لقاء ان الله شاء
ملاحظات هامة • ليست قوات مصر المسلحة ذاك الضفدع الذي أبلغ العقرب مأمنه... فلدغه وهو يقرر أن ذلك طبعه... فليحذر العقرب من أن تقضي عليه فطرته... وكذا على الثعبان إدراك أنه أمام رفاعي...!!! • إن كان الشعب مصدر السلطات... فعليه بتلك الشرعية مواجهة الخارج عليه وعلى الشرعية الدستورية... والمثل يقول... "من حضر العفريت يصرفه"...!!! • لا خدمات لمجلس شعب منحل... ولا شرعية ولا نفاذ لأراء جمعيته الفئوية...!!!