أكد الرئيس محمد مرسي دعم مصر الكامل لكفاح الشعب السوري، داعيا مؤتمر المعارضة السورية إلى التوحد وبلورة برؤية موحدة لسوريا الجديدة الديمقراطية التي تطمئن كل أطياف الشعب السوري. جاء ذلك في رسالة وجهها الدكتور إلى المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية الذي تنظمه الجامعة العربية تلاها وزير الخارجية محمد كامل عمرو .
وفي بداية الرسالة وجه مرسي التحية للشعب السوري المجاهد ، مؤكدا أنه يربطنا به تاريخ طويل، ونضال ومصير مشترك.
وأشار إلى أن محصلة لقاء الشعبين كانت دائما إنتصارات للأمة العربية ، وأردف " هكذا حررنا بيت المقدس ، وتصدينا الغزو المغولي ،وخضنا حرب أكتوبر .
وقال إن سوريا لمصر هي امتداد للأمن القومي المصري والعكس ، فاستقرار سوريا وحرية شعبها في قلب اهتمامات مصر، مشيرا إلى أن مصر وسوريا كانتا معا دولة واحدة وشعبا واحدا.
وأضاف مرسي أن الشعب السوري يناضل ببسالة مبهرة ويدفع الثمن في مواجهة آلة قمع لاتستثني طفلا ولا أمرأة وذلك للمطالبة بالحرية والديمقراطية ، ومن يفهم هذه المطالب مثل الشعب المصري ، الذي خرج بها في 25 يناير في ثورة سلمية .
وأكد أن وقفة الشعب المصري إلى جانب الشعب السوري هي واجب وليس فقط مسألة أمن قومي، مشددا على الرفض القاطع للقمع الوحشي إيمانا بثورة 25 يناير فقط ، وتأييدا لحقوق الشعب السوري ، منوها بالشراكة بين البلدين ، وأنه بهذه الشراكة تجدد نهضة الأمة.
وقال الرئيس محمد مرسي إن بابا مصر مفتوح أمام الأشقاء السوريين بكل حرية ، والمصريون يعبرون من قلب ميدان التحرير عن نفس المطالب التي يعبر عنها المواطنين السوريين في ميادين التحرير المختلفة في كل المدن السورية.
وأكد مرسى إن التزامنا الأخلاقي ، وواجبا القومي ، يحتم علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري، مشيرا إلى أن هناك جرائم ترتكب ضد مدنيين عزل ، لابد من محاكمة المسئولين عن هذه الجرائم ، ويجب أن نترجم عواطفنا إلى سياسات واضحة.
وعرض عدد من المبادئ التي تحدد موقف مصر من الأزمة السورية وأولها الحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية للدول السورية وتجنب سقوطها في هوية التقسيم أو صدام طائفي ، إذ أن قوة الأمة في وحدة سوريا ،فوحدة سوريا خط أحمر لايقبل المساومة.
وأضاف أن الأولوية لوقف القتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على الشعب السوري بكل أطيافه .
وتابع قائلا :إن مصر لاتقبل إستمرار حمام الدم في سوريا ،وإستمرار القمع والوحشي للمدنيين بما فيها النساء ، ولاتقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوى دولية تسجل نقاط في مواجهة قوى أخرى.
وقال إن المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري ، ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي ، ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقة ، معربا عن الأمل في أن تسهم نتائج اجتماع جنيف في توفير حل للأزمة السورية.
واضاف فى رسالته أن الطريق لحل الأزمة السورية يمر عبر محطات أساسية ، أولها توفير الدعم الكامل غير المنقوص لمبادرة المبعوث الاممى العربي المشترك كوفي أنان ، بغية وقف العنف وتمكين الشعب السوري ، وتأمين كل سوري في التعبير عن حريته بمأمن عن آلة القمع الوحشية .
وأضاف إن المحطة الاخرى هي بناء موقف دولي جامع وحاسم يرفض العدوان والقمع ، ويتخذ كل ما يلزم من إجراءات لوقف نزيف الدم في سوريا الشقيقة .. مشيرا إلى المسئوليات الأخلاقية لمجلس الأمن والأمم المتحدة.
وطالب الدكتور محمد مرسي بوضع تصور واضح لحل سوري وطني يتوافق عليه السوريون ، تحت مظلة الجامعة العربية ويكون بدعم دولي.
ودعا مرسي المشاركين في المؤتمر إلى بلورة رؤية للمبادئ التي تقوم عليها سوريا الجديدة ، تحافظ على أطياف شعبها وتعمل على عودتها لأمتها.
ولفت إلى أن بعض مكونات الشعب السوري لديها مخاوف حول مستقبلها ، قائلا: إن اتفاقكم على رؤية واضحة من شأنه ان يشعر كل الشعب السوري بالإطمئنان في التحول للديمقراطية وأنه حق محفوظ في الدولة السورية.
وأعرب عن أمله أن يخرج المؤتمر بخطة عملية وإجراءات قابلة للتنفيذ تنهي الأزمة الدموية التي عاشتها سوريا في المرحلة الماضية .
وطالب أن ينبثق عن المؤتمر آلية واضحة للمتابعة تجمع الشعب السوري ، وتحول المبادئ والاستراتجيات إلى واقع عملي .قائلا :إن أنظار الشعب السوري الشقيق تتجه إلى المؤتمر منتظرة ما يخرج عنه من قرارات لدعم نضاله في سبيل الحرية .
وأعرب عن ثقته فى أن اجتماع اليوم سيفي بالعهد ويقدم رؤية واضحة للمستقبل المشرق للشعب السوري، واختتم الرئيس رسالته بالقول : "وعد من أشقائكم في الكفاح في مصر، دعم كفاحكم ، حفظ الله سوريا الشقيقة وحما شعبها العظيم".