غزة: قال الأمين العالم لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن العرب أخطأوا في الدخول في عملية سلام لا نهاية لها، معلنا ان اجتماع عربي سيعقد في الاول من اكتوبر/تشرين الاول القادم لتحديد الموقف من المفاوضات غير المباشرة و مدى جدية هذه المفاوضات و النتائج المترتبه عليها . وأضاف موسى في ختام جولته في قطاع غزة مساء الأحد: "انه اذا لم يحصل تقدم حقيقي فان العرب يجب ان يراجعوا كل الطرق التي اتبعوها في الاعوام السابقة". وتابع "لايوجد سلام بدون القدس و انه لادولة فلسطينية بدون القدس لان القدس مسألة اساسية في كل عمليات التفاوض و ان لدى الجامعة العربية مبالغ مالية لدعم القدس وصمود المقدسين". وأكد موسى أن القدس خطٌ أحمر لكافة الدول العربية، مشددٌ أنه لن تقوم دولة فلسطينية دون "القدسالشرقية"، كما أنها لن تُترك لعمليات التغيير والتشويه التي تقودها إسرائيل". كما قال موسى " إذا وقف العرب جميعاً بخط واحد سنغير حينذاك عملية السلام في الشرق الأوسط, وسيكون بإستطاعتنا مواجهة التعنت الإسرائيلي المتواصل ". وفيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قال موسى "لا حرج في المفاوضات غير المباشرة ولكن أي عملية سلام تحتاج إلى إطار زمني لتحقيقها, وإذا فشلت فإننا سنتواجه إلى الأممالمتحدة ووقتها لن يكون هناك فيتو". وإعتبر موسى سياسة إسرائيل في إزالة النقاط الاستيطانية ورفع الحواجز في الضفة الغربية بالخطوة غير الكافية, إضافة إلى أنها لا تعتبر بادرة حسن نية من قبل إسرائيل. وأشار إلى أن خوض المفاوضات مباشرة مع إسرائيل عقب انتهاء المدة الزمنية للمفاوضات غير المباشرة لن يتم إلا بعد اجتماع جامعة الدول العربية لبحث كافة الأمور المتعلقة بالمفاوضات بصورة صريحة. وشدد موسى على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي حاسم في مسألة المفاوضات لإعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط إذا ما فشلت عملية السلام برعاية أمريكية. ولفت إلى أن الجامعة العربية ستتعامل مع المفاوضات بايجابية في حال خرجت بنتائج مرضية لكافة الأطراف، وإلا فستتجه إلى مجلس الأمن. وأكد موسى أن التوجه لمجلس الأمن سيكون بشكل أقوى من الماضي في ظل عدم التحرك الجدي من قبل الطرف الإسرائيلي وعدم إحراز انجازات من خلال المفاوضات وهو "ما يجعل من الصعب استخدام الفيتو الأمريكي وهو ما يصب في صالح القضية الفلسطينية". وعن المصالحة الفلسطينية ، قال موسى "يجب انجاز المصالحة فورا وعدم التوقف عند كلمة هنا او هناك لان انهاء الانقسام الفلسطيني مطلوب عربيا و اسلاميا و دوليا" . وكان عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية قد أكد ان أموال اعادة اعمار قطاع غزة لن تسلم قبل ان يتم تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية وإنهاء حالة الانقسام السياسي وتوحيد الضفة وغزة مبيناً انها جاهزة وما زالت موجودة. وقال في مؤتمر صحفي عقده في فندق الكميدور غرب مدينة غزة عقب اجتماعه مع قادة الفصائل والشخصيات المستقلة والوجهاء "رأيت محاولات ذاتيه لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب الإسرائيلي من قبل مواطنين فلسطينيين ". ولفت إلى أن زيارته إلى غزة جاءت في إطار تطبيق قرارات الجامعة العربية التي تسعى حالياً لكسر الحصار الإسرائيلي. وأكد موسى أن قرارات الجامعة انتقلت إلى مرحلة التنفيذ فور صدورها"إن روح الجامعة القديمة انتهت ، فحصار غزة وضع على مائدة النقاش العالمي وبدعمٍ من العالم كله". و كان موسي التقى باسماعيل هنية رئيس الحكومة بغزة ووصف هنية زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى قطاع غزة بالتاريخية، مؤكداً أن الأخير أبلغه بالموقف العربي الداعي لكسر الحصار عن قطاع غزة. وقال هنية الذي تحدث للصحفيين عقب اللقاء الذي جمعه بالامين العام لجامعة الدول العربية في منزله بمخيم الشاطئ "ان زيارة الامين العام تاريخية وهامة للشعب الفلسطيني وخطوة على طريق كسر الحصار"مشيرا الى أن الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعتين، تناول فضلا عن قضية الحصار، موضوع المصالحة الفلسطينية. وقال "تم تبادل الافكار حول المصالحة الفلسطينية وضرورة استغلال المناخ الاقليمي والدولي لكسر الحصار". وأجري موسى خلال زيارته لقاءا مع مفوض عام "الاونروا" فليبو جراندي والتقى بقادة الفصائل الفلسطينية في احد فنادق غزة على شاطئ البحر وسيعقد لقاء مفتوحا مع مؤسسات المجتمع المدني ويختتم زيارته للقطاع بمؤتمر صحفي. وتطرق موسى إلى موضوع معبر رفح البري قائلاً " فتح معبر رفح سيكون لأجل طويل غير محدد, حيث سهلت مصر حركة تنقل المواطنين وهذا ما شجعته جامعة الدول العربية ".