لقد انتهينا من مرحلة هامة فى البناء الدستورى ذلك بعد الاعلان عن فوز مرسى رئيسا منتخبآ لمصر . مع الوضع فى الاعتبار ان هناك خطوات هامة ومهمة مازالت لم تكتمل بعد وعلى راسها الانتهاء من اعداد دستور توافقى يعبر عن كل المصريين . فقد جاء الرئيس الجديد وهناك شرخ فى جدار الوطن وتفرق لوحدتة وتشرذم لقوتة .
ولاننا قد قمنا بثورة يناير للتخلص من امراض كثيرة ومن مشاكل عدة كان على راسها ذلك الاستحواذ للحزب الوطنى المنحل والاقصاء لكل القوى السياسية بكل تياراتها . وكان هذا الاستحواذ وذلك الاقصاء سببآ مباشرا لكى ينخر سوس الفساد والافساد فى عضد الوطن .
ولذا فمن الطبيعى الا نعيد انتاج النظام السابق وذلك بالاسراع بخطوات متسارعة لبناء الوطن واقامة النظام الثورى الجديد بيد كل المصريين . فماذا يفعل الرئيس الجديد وقد جاء فى ظرف استثنائى احدث شرخا فى جدار الوطن ؟ فالان هناك استقطاب حاد يصل الى درجة من درجات الصراع الغير معلن بين من اختاروا مرسى وبين من انتخبوا شفيق .
هناك عدم توافق وخوف وتوجس واحتراز بين الاقباط الذين قام اغلبهم بانتخاب شفيق وبين ذلك التيار الاسلامى الذى تجمع حول مرسى. هناك تفتت وعدم توافق بين كل التيارات والاحزاب السياسية بينها وبين بعضها فى جانب وفى جانب اخر بينها وبين التيار الاسلامى وعلى راسه الاخوان حيث الاستقطاب والانحياز للدولة الدينية والدولة المدنية .
هناك صراع معلن وخلاف واضح بين الثوار وبين كل ما هو كان قبل الثورة الشىء الذى وضع اغلب الشعب المصرى الذى لا يمارس السياسة فى خانة مؤيدى النظام السابق وفلولة . نعم لقد قمنا بالثورة لهدم النظام القديم لا لهدم الدولة ذاتها . فالدولة غير النظام .
وهذا الاستقطاب والتشتت والتفرق والاقصاء والفرز لا يبنى نظامآ ثوريآ بديلآ بل يؤثر فى كيان الدولة ذاتها . فهل يمكن ان نبنى نظامآ جديدآ وان نعيد للدولة هيبتها وان يمارس الرئيس صلاحياتة فى ظل هذا الشرخ المتسع ؟ هل يمكن ان يعتمد الرئيس على مؤيدية فقط ؟ فالرئيس يستمد قوتة ويؤكد سلطتة من وقوف الجماهير كل الجماهير حولة ومعه .
ولذا فعلية سريعا ان يعلن عن مصالحة وطنية تعيد اللحمة الوطنية وتستعيد التوافق المصرى الذى اسقط مبارك . على الرئيس ان يؤكد بالفعل والعمل انه رئيس مصر ولكل المصريين وليس رئيسا لحزبه او لجماعته او لمن انتخبوه . مصر محتاجة الان الى سواعد كل ابناءها دون تفرقة وبلا تمييز . فلن يبنى الوطن فصيل سياسى واحد .
ولن يكون الاستحواذ والاقصاء بعد الثورة بديلا للمشاركة وللتوافق . فهل نضع الان بين ناظرينا تلك التجربة النموذج للزعيم نيلسون مانديلا فى جنوب افريقيا . ذلك الزعيم الذى خرج من السجن بعد اكثر من ربع قرن لا ليصفى حساباتة مع النظام العنصرى فى جنوب افريقيا بل سعى الى المصالحة الوطنية .
وهذا بالطبع غير محاسبة الفاسدين والسارقين بالقانون وليس بتصفية الحسابات . لابد من اعادة الثقة فى الشرطة لاهمية دورها . لابد من تاكيد الثقة واعلان الفخر بجيش مصر الوطنى. لابد من الحفاظ وتحقيق الاستقلال الفعلى لا الشكلى للقضاء .
كفى حديثآ بالخطاب السياسى الطائفى القديم الذى يتحدث عن الاقباط بمعزل عن المسلمين وكآن اولئك غير هؤلاء .
وكآن مشاكل المسلمين غير مشاكل الاقباط. كلنا مصريون مشاكلنا واحدة ومصيرنا واحد .واذا كان هناك مشاكل للاقباط فهى مشاكل لمصريين لن يحلها غير اجماع المصريين . فمرسى رئيس مصر لمن اختلف ومن اتفق .
ولكن الاهم الان هو بناء الوطن بالمصالحة فهى الحل حتى تظل مصر لكل المصريين