صدرت فى المكتبات رواية الكاتب الصحفي "إبراهيم عيسي" الجديدة التى تحمل عنوان «مولانا» وتدور أحداثها عن شيخ داعية شهير من دعاة الفضائيات يستدعيه نجل الرئيس لمهمة خطيرة. ووفق جريدة "التحرير" التي يرأس تحريرها "عيسى"، تتقاطع دوائر الرواية بين الدين والسلطة وعالم التليفزيون والحياة الخلفية لرجال الدين، وتقع الرواية الصادرة عن دار بلومزبري فى خمسائة وخمسين صفحة.
في مجتزأ نشره الكاتب أحمد العايدي على مدونته الشخصية نقرأ من الرواية : "ثقيلة هي تلك الصخور التي راكمت كل هذه السنوات فوق قلبه، حمولة القلق التي لا تريد أن تخفف وزنها، نخر سوس التوتر هو الذي يشعره في عظام قفص صدره كلما ترك نفسه لنفسه قليلًا، أكثر ما كان يوجعه أنه لا يستطيع هكذا ببساطة أن يبوح، هذه الممرات البيضاء ذات الأسقف العالية التي شهدت ذيوع شهرته وبزوغ نجمه تحولت إلى جدران تحبس روحه في تلك الصورة التي صدَّرتها للناس شاشة التلفزيون، حين دخل هذه الاستوديوهات لأول مرة كانت الأنظار تتجاهله والعيون تلتفت عنه، إنه مجرد شيخ قادم لبرنامج يسترزق منه قرشين، حيالَّه إمام مسجد يتقاضى راتبًا لا يكفيه قوته، يكتب في جريدة مسائية بابًا لتفسير الأحلام يتقاسم مكافأته مع الشيخ الذي ينشره باسمه، عجوز وخرف، فيما عدا طلب المال اللحوح لم يعد يربطه بهذا العالم سوى شهرة بابه العتيق السخيف في تفسير الأحلام، فلما صلى عنده في يوم جمعة عرض عليه أن يساعده في هذا الباب الذي أعياه تكراره، ثم اكتشف أنه مطالب بأن يكتبه يوميًّا نظير نصف المكافأة، وهو الأمر الذي اعتبره الشيخ المسن سخاء منه، واعتقده هو منحة من السماء تستر ما انكشف من ضمور الرزق وانتفاخ الاحتياج. الشيخ المسن نفسه هو الذي تعرف عنده على ذلك المحرر المبتدئ، الذي كان يعمل في فريق إعداد برنامج فتاوَى تبثه قناة دينية عربية من القاهرة، دعاه ذات مرة للمشاركة ولكن الهواء بعد ساعتين يا مولانا، لم يستوعب مصطلح الهواء سريعًا، لكنه أدرك القصة تامة، لقد اعتذر الشيخ المستضاف وبات مطلوبًا إنقاذ الحلقة بشيخ آخر فورًا، وربما تعثر المحرر في أرقام تليفوناته ثم أحس أن هذا الشيخ الشاب الواقع لن يشعر بإهانة طلبه قبيل موعد البث بساعتين فجأة ولإنقاذ موقف، وافق فعلًا وكانت مرته الأولى التي يركب فيها سيارة قادمة من الاستوديو لتوصيله، عندما يتذكر تلك الليلة لا يكاد تبرح تفاصيلها روحه كأنها نوره وظلامه، كأنها ليلة أسره ومسراه، وجه السائق الذي أدرك أن الشيخ وجه جديد ولا يملك مفردات الشغلانة، جلسته بجوار السائق التي بدت ارتباكًا تواضعًا، أسئلته المستفهمة عن مقدم البرنامج والمحطة دي تتشاف فين؟ "