انتهت اهم انتخابات رئاسية فى تاريخ مصر . فهى لم تحاكى مثيلها من انتخابات فى كثير من الدول الديموقراطية بل تجاوزتها فى ما يخص نسب الفوز . فلاول مرة تشاهد مصر رئيسآ قد فاز بنسبة تجاوزت نصف عدد الناخبين بقليل .بعد غياب نتائج الفوز بنسبة الخمس تسعات . فهذا يعنى ان الرئيس القادم لابد ان يعلم انة لم يحوز ولم يستحوذ على تأييد كل الشعب المصرى. فهو قد حصل على نصف عدد المصوتين تقريبا . بما يعنى حصولة على نصف عدد الذين لهم حق التصويت . الشى الذى يلخص نتيجة الفوز بنسبة 15% من عدد كل المصريين .
فالرئيس الذى يحصل على هذه النسبة لابد له ان يضع فى اعتبارة ان هناك 85% من الشعب لم يدخل ضمن شريحة مؤيديه .فهل سيعمل الرئيس من اجل من ايده فقط ام سيكون رئيسا لكل المصريين ؟ واذا كان حتى كتابة هذة الستور لم تعلن النتيجة الرسمية بعد وان كان هناك مؤشرات قد اعلنت من حملة مرسى بل منة شخصيا فجر الاثنين الماضى وقبل الانتهاء من فرز جميع الاصوات بانه هو الفائز.
الشىء الذى يجعل هناك تساؤلات بل مخاوف من هذا السلوك وذلك التصرف . فلماذا قام مرسى بهذا الاعلان الغير رسمى والغير قانونى والذى لا يتسق مع الجانب الموضوعى لانتخابات رئاسة مصر بقيمتها وقامتها ؟ هل كان هذا نوعا من انواع ممارسة الاستقواء والاستعلاء وفرض الفوز بطريقة الامر الواقع .
خاصة انه وحملته وطوال فترة الدعاية الانتخابية لم يقبلوا اى اجابة على سؤال أفتراضى بنجاح شفيق وكان الرفض على اجابة هذا السؤال هو سيد الموقف؟ فهل هذا الاعلان هو استباق فيما لو تم الاعلان عن فوز شفيق بان هناك تزوير قد تم خاصة ان حملة مرسى كانت طوال الوقت تعلن ان فوز شفيق معناه التزوير الذى سيقابل بالرفض الشعبى رابطين بين نجاح مرسى وبين نجاح الثورة واستمرارها ؟ وهل التزوير من عدمه مرتبط بمرشح بذاتة ؟ وهل لو اعلن رسميا نجاح مرسى ماذا سيكون رد فعل شفيق هل هو التظاهر ورفض النتيجة وفرض الامر الواقع ؟ واذا كان كل منهم ينظر الى الامور بهذا المنظار فكيف سيكون كل منهم رئيسا لمصر؟ ولما كان هناك رضى وقبول بنتائج اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فى الجولة الاولى التى فاز فيها مرسى وشفيق بالموقعين الاول والثانى فهل تغير هذا القبول وذاك الرفض الان؟ ولماذا كان فى الجولة الاولى قبولا وفى الجولة الثانية رفضآ ؟ وهل هذا السلوك يعطى مؤشرآ بان الرئيس القادم سيؤمن بالقانون وسيادتة وبالقضاء واستقلاليتة؟ واذا كان سلوك كل منهم لا يشى بذلك فكيف نقبل ايآ منهم ونطمئن معه على القانون والعدل والعدالة ؟ أهى المصلحة الخاصة والذاتية التى لا ترى غير ذاتها ولا تعمل سوى لمصلحتها ومصلحة حزبها دون النظر لمصلحة الثورة والوطن بالرغم من كل تلك الشعارات التى صدعت رؤسنا من كل منهم عن العمل من اجل الثورة والوطن ؟
كل هذا بلا شك هو نتيجة لما بين المجلس العسكرى( الذى تم الربط بينه وبين شفيق) وبين الاخوان المسلمين من توتر ظهر بعد انتهاء شهر العسل بينهما . و كانت البداية هي رفض مجلس الشعب الذي يسيطر عليه الاخوان لحكومة الجنزوري بعد قبول لهذه الحكومة في مواجهة كل القوى الثورية . فكان رد المجلس هو ذلك البيان الذي ذكر باحداث 1954 .
ثم كان فض مظاهرات العباسية في 5 دقائق هو الرسالة الثانية و القوية فتوالت الافعال و ردودها بين الطرفين حتى وصلنا لحل مجلس الشعب بحكم من الدستورية العليا و صدور بيان دستوري مكمل فكانت مظاهرات التحرير الثلاثاء الماضي .
و لا نعلم الا متى ستستمر هذه الافعال و ردودها و الى متي سنعيش في هذا التوتر المرفوض الذي لا يصنع ارضية لتحقيق أي توحد ؟ فهل سنظل اسرى لهذا الصراع الذي لا يضع مصلحة مصر في الحسبان ؟ و هل كتب علينا ان نكون بين فكي الوطني و الاخوان قبل ثورة يناير و بين الاخوان و الوطني العائد مرة اخرى بعد الثورة ؟ فلنعلم جميعا ان مصر فوق الجميع و اكبر من مرسي و شفبق و المجلس العسكري . لان مصر هي الشعب الذي ثار و سيثور من اجل كرامته و حريته حتى تظل مصر لكل المصريين .