بحصول مرشح الاخوان محمد مرسي واحمد شفيق علي المركزين الاول والثاني في الجولة الأولي للانتخابات ينحصر بينهما السباق في الجولة الثانية، مما تسبب في انتفاضة شعبية ضد احمد شفيق بوصفه رمزا من رموز النظام السابق وان نجاحه في الجولة الأولي إهانة بالغة للثورة والثوار. خصوصا لتصريحاته المضادة للثورة ولاشادته بالرئيس السابق كمثله الأعلي.. كما ان ذلك ادي الي رفض 57٪ من الناخبين الذين ذهبوا الي صناديق الانتخابات لمرشح الاخوان.. الي اتخاذ الكثيرين قرارا إما بمقاطعة الجولة الثانية أو ابطال اصواتهم علي اساس ان تقليص اعداد الناخبين سيؤدي الي اضعاف شرعية الانتخابات.. وبالتالي سهولة اسقاط من سيفوز منهما فيما بعد. واذا ما حدث ذلك فلن يكون هناك استقرار او امان ولن يتمكن الرئيس من مزاولة مهامه في مناخ من عدم القبول من اغلبية الشعب. ولن يتمكن من معالجة المشاكل الاقتصادية وتحقيق مطالب الشعب بتحسين الاجور وزيادة الانتاج وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية.. وإزاء الاضرابات والاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات التي ستتفاقم سيضطر الرئيس الي اللجوء الي الجيش لدعم سلطته والمحافظة علي المنشآت العامة واستتباب النظام في الشارع.. وقد ينجح الجيش في ذلك أو لا ينجح، وقد ينجح احيانا ولا ينجح احيانا اخري، ليستمر الصراع السياسي والمواجهات بين الحكومة واعداد غفيرة من الشعب. واذا ما نجح شفيق فلن يصمت الاخوان.. بغض النظر عن نزاهة الانتخابات او عدم نزاهتها وسيتهمون انصار شفيق بالتزوير، ولن يصمت الثوار ايضا، واذا ما قضت المحكمة الدستورية بحل البرلمان سيزداد احباط الاخوان وستزداد مقاومتهم بكل الطرق.. لاسقاط شفيق، وبغير تنسيق ستتوافق مطالب الثوار في هذا التصور مع مطالب الاخوان. وهنا سيضطر الجيش الي التدخل لحماية الوطن من الفوضي الشاملة والانهيار.. اما اذا نجح مرشح الاخوان فسيتم لهم السيطرة الكاملة علي جميع اجهزة الدولة والنقابات والمساجد والازهر وسيسعون لتحقيق اهدافهم ومصالحهم وسيكون هناك رفض شعبي عام لسياستهم ولاقصائهم للتيار المدني ولتدخلهم في الاعلام والثقافة وحجرهم علي حرية الابداع، وانتقامهم من خصومهم.، مما سيؤدي ايضا الي مظاهرات واعتصامات مما سيستدعي تدخل الجيش لحماية الوطن من الفتنة والتمزق والانهيار.. ولا نستبعد اذا ما تمت الانتخابات في الجولة الثانية بين شفيق ومرسي ان يفوز اي منهما بفارق طفيف »حوالي 2٪ وربما لا يتعدي 5٪ علي اقصي تقدير« وسيصب في صالح مرسي استحواذه علي كل الاصوات التي حصل عليها سابقا ونسبة من سيصوتون له من كتلة ابوالفتوح »في حدود حوالي 05٪« ومن المتوقع ايضا ان يؤدي عدم اقبال الغالبية من انصار حمدين صباحي علي الانتخاب او ابطال اصواتهم وانحياز من سيصوتون منهم لشفيق الي حصول شفيق علي اصوات حوالي 15٪ من اصوات من سيذهبون الي الصندوق، وستزداد هذه النسبة الي حوالي 45٪ اذا ما استطاع شفيق اجتذاب مليون صوت ممن لم يصوتوا في الجولة الاولي. وعلي العموم ستكون اعداد من سيذهبون الي الصناديق ما بين حوالي 51و81 مليونا، وبالتالي نسبة ما يمكن ان يحصل عليه اي مرشح من اجمالي الكتلة الانتخابية 51-02٪ مما يعني انه لن يكون ممثلا حقيقيا لارادة الشعب. ولذلك فإن سيناريو المقاطعة او ابطال الاصوات او نجاح احد هذين المرشحين لن يؤدي الي الاستقرار او تحقيق مطالب الثورة او حتي تحقيق اهداف الجماعة.. ولن يقلل هذا الوضع المؤسف قرار عزل شفيق اذا ما ادي الي الاستفتاء علي مرسي ولكن قد ينتج عن ذلك اعادة الانتخابات.. اذا قام ابوالفتوح والاحزاب الثورية بدعم حمدين صباحي الذي رفعه الخيار الشعبي في الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية كممثل- ان لم يكن كزعيم - للثورة وبالطبع ستترسخ زعامته علي اساس اقواله وسلوكه في هذه المرحلة الحرجة، وتفهمه لسرعة تحول الرأي العام علي اساس مستجدات تثير عواطفه ومشاعره. وعلي فرض إعادة الانتخابات بين مرسي وشفيق وحمدين صباحي سيكون الفوز في حظ حمدين اذا ما احتفظ حمدين باصوات كل من صوتوا له وبنسبة 07٪ ممن صوتوا لابوالفتوح و»الباقي لمرسي« و02٪ ممن صوتوا لعمرو موسي و»الباقي لشفيق« بفارق مئات الالاف من الاصوات وستزداد فرصته كلما زاد عدد من يقبلون علي الانتخابات من انصار أبوالفتوح وعمرو موسي.