مهما كانت نتيجة انتخابات الرئاسة سواء في جولتها الأولي أو جولة الاعادة المرتقبة فإن الفائز الحقيقي هو الشعب الذي خرج لأول مره في تاريخه لينتخب رئيسا ليس مفروضا عليه.. قال كلمته بحرية وأدار المجلس العسكري الانتخابات بشفافية فحافظ علي مصداقيته في حماية ثورة يناير حتي تسليم السلطة لرئيس منتخب. ورغم أن نتيجة الجولة الأولي قد جاءت صادمة لبعض التيارات السياسية خاصة شباب الثورة الذين فشل مرشحوهم في الوصول إلي جولة الاعادة فوجدوا أنفسهم بين مطرقة مرسي وسندان شفيق فإنها أكدت ما ذكرته يوم الثلاثاء الماضي من أن مصر في مفترق طرق ما بين الدولة المدنية والدولة الدينية لكنها كشفت بوضوح أنه لا أنصار الدولة المدنية ولا الدينية قادرون علي فرض كلمتهم لأن هناك كتلة ثالثة لا تقل حجما ولا أهمية تمثلها الأصوات التي ذهبت لحمدين صباحي بصفته مرشح الثورة ود. عبد المنعم أبو الفتوح الذي مثل الاسلام الوسطي. من صوتوا لحمدين وأبو الفتوح هم من بيدهم أوراق اللعبة في جولة الاعادة ولهذا سيكون الصراع مريراً بين مرسي وشفيق لتوجيه أكبر قدر من هذه الأصوات لصالحه. ربما تكون فرصة مرسي أفضل لأن من صوتوا لحمدين وأبوالفتوح أكثر ممن صوتوا لعمرو موسي الذي يعتمد عليهم شفيق في المقام الأول لكن هذا لا ينفي أن أمام شفيق فرصة تاريخية للوصول إلي قصر الرئاسة لو ركز في خطابه الانتخابي في الأيام القادمة علي أنه لن يكون مبارك جديدا ولن يعيد انتاج النظام السابق والتزم بالحريات خاصة بعدما كشفت نتيجة الجولة الأولي أنه أقوي بكثير مما تصور البعض وهذا في حد ذاته دليل علي أن كلمة فلول فقدت معناها لدي قطاعات عريضة من الشعب صوتوا لشفيق ثقة في قدرته علي القيادة والادارة لاستعادة الأمن والاستقرار ودفع عجلة الانتاج والتنمية بما اكتسبه من خبرة 05 عاما في القوات الجوية ثم كوزير مدني تشهد انجازاته في تطوير مطار القاهرة والمطارات الداخلية علي كفاءته القيادية والادارية.