كنا نظن أن عدد الأصوات التى يحصل عليها كل مرشح هو الذى سيحسم الأمر ويحدد من هو الرئيس القادم ولكن يبدوا أن هناك عملية تفاوضية هى التى ستحدد بشكل اساسى الفائز فى إنتخابات الرئاسة ...بدات تلك العملية مع غلق الصناديق وبداية عمليات الفرز والتى أظهرت مؤشراتها الأولى تقدم "مرسى" وفوجئنا جميعا بصدور الإعلان الدستورى المكمل فور ظهور المؤشرات فى خطوة استباقية فى حالة فوز "مرسى" ..تعلمون جميعًا أن هذا الإعلان يجعل صلاحيات الرئيس منقوصة ويجعل المجلس العسكرى دولة فوق الدولة والأخطر يعطى الحق للمجلس العسكرى فى التشريع وفى تشكيل الجمعية التأسيسية التى ستكتب دستور مصر ما يعنى بقاء السلطة شبه كاملة فى يد المجلس العسكرى .. مظاهر بدء عملية التفاوض : ظهور منسقى حملة "شفيق" فى مؤتمر ظهر الإثنين مدعين أن النتائج المعلنة غير صحيحة وأن مرشحهم هو الفائز . يحاولون بذلك تشويه النتيجة المعلنة من قبل حملة "مرسى" وتشتيت وإرباك المشهد خاصة بعد إحتفال أنصار "مرسى" بفوزه فى ميدان التحرير ..الفضائيات الخاصة والتى أغلبها لا يزال يلعب لصالح النظام القديم والموجود حتى الأن تناولت المؤتمر فى برامجها واستضافت منسقى حملة "شفيق" ليأكدوا أن النتائج المعلنة خاطئة وأن الفرز لا يزال مستمرا.. مؤتمر هنا ومؤتمر هناك ..لقاءات تليفزيونية مع الحملتين ..الشاشات إنقسمت إلى نصفين ..نصف حملة "شفبق" ونصف حملة "مرسى" وعلى قناة أخرى مؤتمر حملة "شفيق" على الشمال ومؤتمر حملة "مرسى" على اليمين ..وهكذا بهدف تشكيك الناس فى النتيجة المعلنة بفوز مرسى والتى أكدتها جهات كثيرة منها بوابة الأهرام وحركة قضاه من أجل مصر ... فى حين أن موقف حملة "شفيق" بدا ضعيفا ومترهلا وكلام مرسل بدون أى أدلة أو وثائق والإعتماد فقط على تشويه المنافس
وفى الميادين فى عدة محافظات أحتشد مئات الألاف من الإخوان والتيارات والقوى الثورية الأخرى فى مليونية الثلاثاء الناجحة وأمتنعت الأحزاب المستأنسة (وفيها أحزاب أنشأت بعد الثورة تم ترويضها) ..وكان الهدف هو رفض الإعلان الدستورى ورفض حل مجلس الشعب ورفض قرار الضبطية القضائية (الإعلام المضلل يقول أن الهدف هو الإحتفال بفوز "مرسى" )
إشتعال حرب الشائعات بهدف التخويف والتضليل والضغط .. فتارة تسمع عن إلقاء القبض على خيرت الشاطر ومحمد البلتاجى ...ودخول صواريخ وأسلحة مضادة للطائرات وإسرائيل التى ستحتل سيناء والدبابات التى انتشرت فى الشوراع وفرض حظر التجوال ومبارك الذى مات للمرة العاشرة ... وغيره
تسريب أخبار عن إجتماع حدث مرتين بين سعد الكتاتنى والمجلس العسكرى بدون أى نتائج ..ثم إنكار هذة الأخبار ...
ثم بالأمس الأربعاء فى برنامج الحقيقة مع وائل الإبراشى وفى مداخلة مع خيرت الشاطر يوجه الإبراشى سؤال لخيرت الشاطر : فى حالة فوز مرسى هل سيؤدى القسم فى ميدان التحرير بالمخالفة للقانون والإعلان الدستورى المكمل أم أمام المحكمة الدستوريةالعليا.. يجيب خيرت : هذا السؤال يوجه لمرسى ولكننى أعرف انه يلتزم بالقواعد الدستورية وإن كان رأيه مخالفاً لها ..
إذن وبوضوح "خيرت الشاطر " أراد تمرير هذة المعلومة من خلال برنامج الحقيقة وهى أنه فى حالة إعلان فوز مرسى رسميا فسوف يقسم اليمين أمام الدستورية العليا ..وكلنا نعلم ان ذلك يعد إعترافاً ضمنياً بالإعلان الدستورى المكمل ..ثم الإعلان عن ان الطعون ستأخذ وقتا ومن المرجح اعلان النتيجة يوم السبت أو الأحد فى إستخدام وضغط واضح لورقة الطعون ... فهل بدأت عملية التفاوض الفعلى ..
وهل سيتم تمرير الإعلان الدستورى المكمل مقابل الإعلان الرسمى بفوز "مرسى" وهل سيوافق المعترضون .. هذا السؤال موجه إليك ايضاً أيها القارىء العزيز.. فانظر ماذا ترى ؟؟؟