سيد القماش يروي ل"محيط" تفاصيل أزمة أتيليه القاهرة محيط – رهام محمود أتيليه القاهرة بعد سلسلة من تبادل الاتهامات بفساد الذمة والتسلط .. قرر محافظ القاهرة د. عبد العظيم وزير حل مجلس إدارة أتيليه القاهرة برئاسة د. سيد القماش ، بعد أن استقال خمسة من أعضائه وهو ما جعله دون النصاب القانوني للإنعقاد. الأتيليه جمعية مستقلة لا تتبع الهيئات الرسمية في مصر ، ويفترض فيها رعاية الثقافة والإبداع في شتى المجالات .ارتبط منذ نشأته بالكثير من الجدل وضم حركات ثقافية معارضة. ولكن منذ منتصف التسعينيات سادت حالة من الاحتقان الداخلي بين أعضائه لتولي زمام الإدارة ، حتى أن المجلس الذي تم حله مؤخرا هو هو الثالث الذي يشكل خلال عام واحد ؛ فقد ترأس المجلس خلال العام كل من د. صلاح عناني ، والفنان وجيه وهبة . أما الأعضاء الذين قدموا استقالتهم فهم د. سيد القماش رئيسا، د. صلاح الراوي الأمين العام، محمد الجبيلي أمين الصندوق ، والفنان عاطف أحمد بالإضافة إلى إبراهيم عبد الفتاح . وفي السطور التالية يروي د .سيد القماش ل"محيط" أسباب الأزمة التي تعصف بالأتيليه ، وكيف كان دوره في الماضي ، وتصوره لإمكانية عودة هذا الدور مجددا .. يقول القماش: أعتبر أن أتيليه القاهرة أحد أهم المراكز الثقافية في الوطن العربي، فحينما كنت أسافر إلى أي بلد عربي كنت أجد السعادة برؤية أحد أعضائه ، وظللت عضوا فيه منذ 28 عاما. وقد تعلمت من تجربة عرض لوحاتي هناك ، وخاصة أن مجلس إدارته وقتها كان مكونا من لجنة تضم عمالقة الفن التشكيلي في مصر. سيد القماش في فترة التسعينات وتحديدا في عام 1996 أصبحت عضوا بمجلس إدارة الأتيليه وكان يمر بمشاكل كثيرة منها الديون المتراكمة ، واستطعنا إخراجه من أزمته تلك . أما عن التجربة الأخيرة "المرة والحزينة" ، والتي اعتبرها أسوأ تجربة في حياتي ولن أكررها ثانية، كما لن أدخله مرة أخرى ، فبدأت حينما عزل مجلس الإدارة القديم الذي كان يرأسه الفنان وجيه وهبه. وقد عينت الكاتبة سلوى بكر من جهة وزارة التضامن الاجتماعي كمفوضة عن الأتيليه حتى قيام انتخابات بجمعيته العمومية . بالفعل حدثت انتخابات وفاز الفنان د. صلاح عناني برئاسة الأتيليه ، ولم أعترض على ذلك رغم عدم رغبتي سابقا في الاستمرار به إذا لم أتولى رئاسة المجلس ، وفكرت في أن تركي للأتيليه سيعني انهياره وبالتالي قررت الاستمرار وطرح اقتراحات لتنفيذها . بعد شهرين حدثت مشادات بين د. صلاح الراوي ود. صلاح عناني باعتبار أن الأخير كان يأخذ قرارات دون الرجوع لمجلس الإدارة ، ومع تكرار المشكلات فقد تحماس وأحلامي للأتيليه ، رغم أنني أرى في شخصية د. عناني أنها تمتلك المقدرة على تطوير المكان وكان بإمكاننا التعاون لفعل ذلك . فوجئت ذات يوم بعدها أن تحدث إلي بعض أعضاء المجلس هاتفيا الساعة 3 صباحا ، وطلبوا زيارتي بإلحاح في اليوم الذي يليه، وزاروني في المنيا ومعهم قرار عزل د. صلاح عناني ود. محمد الصبان، والفنان ناثان دوس ولم ينتظروا عودتي للقاهرة بعدها بيوم واحد. وكان معهم قرار آخر بأن أكون رئيسا لمجلس إدارة الأتيليه ، فوافقت ووقعت بذلك بعد ضغط شديد حفاظا على المكان الذي أكد الأعضاء لي أنه معرض للإنهيار . بعد ذلك شعرت بصراعات غريبة بين الأعضاء أدت لمظاهر منها الإستعانة بحراس "بودي جارد" لبعضهم ، ثم انقسم مجلس الإدارة إلى شقين؛ أحدهما مع د. عناني، والآخر مع باقي أعضاء المجلس، وكلها صراعات بعيدة تماما عن الفن والثقافة والإبداع. ثم وقعت بالفعل بعدها على قرار عزل الفنانين عن الأتيليه بعد ان أطلعني بعض أعضاء المجلس على صورة الشيك الذي صرفه د. محمد الصبان، وورقة أخرى تفيد صرف د. عناني مبالغ مباشرة من الأتيليه . وأؤكد أن نيتهم حينما فعلوا ذلك ليست بالضرورة سيئة وإنما كانوا يتصورون أنهم يخدموه الأتيليه بعيدا عن تعقيدات الحكومة ، مع اعتراضي على تصرفهم بالطبع. ومع تكرار الانقسامات داخل الأتيليه ، ظهر من يبحثون عن دور ، لأنهم ليسوا فاعلين في ثقافة أو إبداع في الخارج ، فوجدت أن مجموعات منهم تجمع أوراق وتقدمها لوزارة التضامن الاجتماعي ، كل منهم يريد أن يكون رئيسا للأتيليه، وكان هدفهم جمع 120 صوتا لعقد جمعية عمومية جديدة وإقامة انتخابات جديدة وعزل المجلس الذي لم يبدأ العمل. ومن يتولى هذه المسألة شخص يدعي أنه نحات مع أنه لم يقدم أي تمثال في أي معرض، والآخر لم يرسم أي لوحة، والثالث ليس له علاقة مطلقا بالأدب. بل إن أحدهم يبيع أمعاء الجاموس والآخر يعمل في إطارات السيارات ، وللأسف الشديد أنهم أصبحوا أعضاء في أتيليه القاهرة ؛ فبعض مجالس الإدارة القديمة كانت تعطي لهم العضوية لتحصل على أصواتهم في الانتخابات. وجدت أن الإهانات تتوالى على مجلس الإدارة الذي أرأسه ، وأن هناك محاولات للبحث لنا عن أخطاء فقدمت استقالتي الفردية ، بعد خطاب وصلني من التضامن الاجتماعي بوجود أخطاء إدارية بالمجلس. بعدها بيوم قرر خمس أعضاء من المجلس الاستقالة ، وأتذكر حين كان الأتيليه يتولاه قامات فنية مثل راتب صديق، فؤاد كامل، إنجي أفلاطون، ملك عبد العزيز، عبد الهادي الوشاحي، كمال الجويلي، حسن الأعصر، وحسن غنيم ، وحاليا أنا أثق بأن الأتيليه سيسقط لأنه متجه إلى نفق مظلم.