"نزهة الشعر والموسيقى" في ساقية الصاوي محيط - خاص فؤاد بركات وروايح سمير تحت عنوان "نزهة مع الشعر والموسيقى"، أحيا الشاعر والموسيقي السوري "فؤاد بركات" أمسية شعرية على مسرح قاعة النهر بساقية عبد المنعم الصاوي، حضرها حشد كبير من عشاق الشعر والموسيقى. قدم خلالها بركات عدداً من المقطوعات الموسيقية العالمية والعربية، وألقى عددا من النصوص الشعرية غلب عليها الجانب العاطفي، وشاركته في أداء بعض قصائده الإذاعية روايح سمير. وقال الشاعر والموسيقي بركات:" أسعدني جداً تفاعل الجمهور وإعجابه بالأمسية سواء في الشعر أو الموسيقى وهذا يؤكد عافية أذن المستمع ورقيها... وأجد نفسي في الشعر والموسيقى ولا أميل لأي منهما على حساب الآخر فالشعر لا يستغني عن الموسيقى كلاهما يكمل الآخر". وشارك في الأمسية عدد من رجال السياسة والفن على رأسهم سفير اليمن في مصر الدكتور عبد الولي الشميري الذي قدمه فؤاد بحكاية يرويها عن ملازمة الدكتور وملاحقته له بالهاتف كل دقيقة أو اثنتين أثناء عملية جراحية مر بها فؤاد. وألقت الإذاعية روايح سمير قصائد شعرية للفنان الشاعر فؤاد بركات بعنوان "كم عمرها .. كم عمره .. وستارة الختام"، وختمت اللقاء برائعة الدكتور عبدالولي الشميري " ومتى أراك". يجري الزمانُ .. وتُسرعُ الأيامُ وكومضةٍ .. تتراكم الأعوامُ الناس همُّهُمُ النجاحُ .. لأجله لا تهدأ الأرواحُ والأجسام المالُ والأبناءُ حلمٌ رائعٌ درجتْ على تقديسه الأقوام أما أنا فأموت من دون الهوى وتنفّسي حتى أعيشَ، غرام *** وكأن بي من آل عذرة جِنّةٌ يحلو بها للعاشقين سَقام قَفرٌ هي الدنيا بدون عواطفٍ هو جاءَ والقلب الخليّ حطام للعمر معنى حين يجرحك الهوى والليل أروع إن جفاك منام ويلذ في الحب السعير كأن نا ر العشق بردٌ آمنٌ وسلام ** مرّت بي السنواتُ لم ألحظ بها كِبَري فما تركتني الأحلام تحت الغصون أحسّ بعدُ طفولتي ما زال رغم الشيب، فيّ غلام وبأضلعي بركان أشواقٍ، خبا في السطح والأعماق منه ضرام لا يستريح بدون حبٍ صادقٍ تُرعى عهودٌ عنده وذمام ** كم من سرابٍ خلت فيه سعادتي لمّا دنوتُ إذا به أوهام حتى بدت في العمر سوسنةٌ بها صفت السماءُ وطابت الأنسام من سحرها نثر الربيع مواسماً بجوانحي، وتفتّحت أكمام كم عمرها كم عمره سألوا فحتى في الهوى تتحدث الأرقام
وفي قصيدته "ستارة الختام" يقول : الآن تقترب النهاية .. يقبل الموت (1) العتيدُ و ستارة الفصل الأخير..علا ليسدلها النشيدُ و حدي أراجع ذكريات العمر .. بددها الشرودُ حتى غدت غيمات صيف حين تنفخها تبيدُ هي ذكرياتي .. عشتها بطريقتي .. و كما أريدُ سافرت لم أخش الدروب .. و لم تقيدني حدودُ و صنعت أنوائي .. فلي برق ٌ و تسبقني رعودُ أعلو برأسي . . لم يرد العز عن راسي حديدُ بل لم يطأطئه لغير الله . . خالقنا . . سجودُ بطريقتي ..غيرت إيقاع الحياة .. كما أريدُ كم من خدود أحبة قبّلت فانتشت الخدود و تحكَّمتْ فيَّ الخصور وشكّلت قدي قدود وبرغم ما ظلم الأحبة .. رغم ما جرح الصدود من كنت إن ذكروا سرى في السمع ترنيم غريد رحلوا .. صبرت .. كأنما تمشي الحياة كما أريد جيل يزول .. مضى ليحمل همه جيل جديدُ و الأرض تضحك من مواسم ودعت و غداً تعودُ بيدي حملت رفاق عمر كي تواريهم لحود و رأيت أطفالاً تبشر في وجوههمُ الوعودُ ومع الهموم فإنني عشت الحياة .. كما أريدُ و لكم رميت بثغر واد قعره صلدٌ بعيدُ حتى إذا اقترب ارتطامي خاف من موتي الشهودُ أحسست أجنحةً بظهري ظلها رحبٌ مديدُ نبتت لتحملني .. و من بعد السقوط أتى الصعودُ ما زلت أذكرها .. فقد جبت الفضاء .. كما أريدُ إن غاب وردٌ عن خدودي ... فالضلوع بها ورودُ و برغم كل هزائمي .. فأنا بتاريخي سعيدُ ما كنت ظلاً للملوك .. و ليس يعجبني العبيدُ الظلم كنت غريمه وأنا إذا عندوا عنيد و كذاك يفعل كل من يحيا الحياة .. كما يريدُ الله خالق هذه الدنيا ..له دان الوجود رب الكرامة .. مجدنا من فيض ما وهب المجيد والعز في حرية الإنسان .. فلتبل القيود حريتي .. خلقت معي .. ومعاً سنبقى أو نبيد الله توجني بها .. ولذاك عشت كما أريد
وللشاعر بركات أكثر من 20 مؤلفاً في الشعر وفي علوم اللغة العربية. وهو يدرِّس علم العروض في بيت أمير الشعراء أحمد شوقي في القاهرة منذ ما يزيد على 10 سنوات، وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية على الصعيد الموسيقي. وكذلك سجل مجموعة واسعة من المعزوفات العالمية الشهيرة، وعزف على عدد من مسارح العالم في أوروبا وأميركا وسواهما.