عمان : نظمت رابطة الكتاب الأردنيين، مساء أمس الأول، أمسية شعرية وغنائية، للشاعر إبراهيم نصرالله، والفنان كمال خليل، ضمن الفعاليات الثقافية والفنية التي تحتفي بذكرى النكبة. وفقا لجريدة "الدستور" الأردنية تضمنت الأمسية فقرات أعلت من قيمة المقاومة، وحق الشعوب العربية في الحرية والكرامة. وأدار الشاعر أحمد أبو سليم فعاليات الأمسية وقال "لن ننسى فلسطين، أعني كلَّ فلسطين، من الماء إلى الماء، غير منقوصة شبرا واحدا، هكذا يريد شعب فلسطين، وما دامت هناك إرادة للتَّحرير فلا بدَّ أن يعود الحق إلى أصحابه مهما طال الزَّمن". واختتمت الأمسية، التي حضرها حشد من المثقفين والجمهور، بوصلة غنائية قدمها الفنان كمال خليل، وفيها قصائد لحنها مؤخرا للشاعر إبراهيم نصرالله، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الأخرى الملتزمة بقضية الأرض والإنسان وحق العودة. في رائعته "الناجون" يقول نصر الله : على بابنا ساهرونَ هنا منذُ عامٍ على بابنا ساهرونْ بكاملِ حنطتِهم والدماءِ يَدقّونَ أضلاعنا كي نَراهُمْ وفي آخر الليلِ يرتحلونْ يطوفونَ حولَ المدينةِ سَبْعاً كشمسِ المدى وامتدادِ الصدى وبناياتِهم يذبحونَ السُّكونْ يحفُّ بهم ضوؤهمْ وطيورٌ سنابلُ عاليةٌ وأيائلُ بيضاءُ في ظلِّها يسبَحونْ هو الليلُ ثانيةً والرياحُ تهزُّ الشوارعَ والظلماتِ وتنفُثُ في الشجرِ المُتدافعِ نحوَ الشبابيكِ والشرفاتِ رماحَ الجنون سمعنا حوافرَ أفراسِهم فاختبأنا هنا في الزوايا وتحتَ الأسرةِ .. بينَ الضلوعِ اختبأنا كعاصفةٍ في الغصونْ سيتعبُ زيتونُهم آخرَ الأمرِ .. قُلنا وقدْ ينزلُ الثلجُ .. أو يعبرُ الجندُ هذا المساءَ ثِقالاً وفي لحظةٍ يُقتَلونْ وقد يتعبونَ كأمنيةٍ أُطفئتْ شَمسُها .. ثم ينتحرونْ !! هو الليلُ ثانيةً .. والرياحُ حَبَسْنا الهواءَ انكفأنا وكممَ خوفٌ طليقٌ يدينا .. ونبضاتنا لنقمْ كلُّنا قالَ آخرُنا ثمَّ نسألُهم : أيها الساهرونَ على بابنا منذُ عامٍ وليلينِ .. ماذا تريدونَ ؟ كانتْ عواصفُ من جثث تتدافعُ بين الزوايا ورائحةُ الموتِ صاعدةً من سطوحِ المرايا ولونِ العيونْ : لنقمْ كلّنا . قالَ آخرُنا وإذ بلغَ البابَ صاحوا بنا : ... لا تفتحوا أيها الميتون !