أ ش أ - اتهم الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية جهات داخلية وخارجية بالعمل على عرقلة إقامة المشروع النووي الأردني .
وقال طوقان في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية اليوم الاثنين، منذ بدأ البرنامج النووي وثمة معلومات مؤكدة عن وجود 15 جهة خارجية، إقليمية ودولية، إضافة إلى جهات داخلية، ستقوم بمحاربة هذا البرنامج.
وأضاف طوقان أنه بغض النظر عن الموضوع النووي، فإنني أرى أن هناك توجها لإضعاف الدولة في موضوع الطاقة، وخير دليل على ذلك ما نمر به من ضغوط اقتصادية.
وأكد طوقان أن هذه الجهات استخدمت، عن قصد أو غير قصد، بعض الجهات الداخلية لمحاربة المشروع النووي بعد أن فشلت في إيجاد أي حجة علمية، واصطياد أي شبهة مالية أو إدارية بشأن هذا المشروع.
وكشف طوقان عن تعرض هيئة الطاقة الذرية الأردنية قبل شهرين لهجوم إلكتروني خارجي، استهدف أجهزتها وبشكل متكرر، وقال: "إنه بالتوازي مع ذلك تعرض بريدي الخاص لاختراق إلكتروني، ولفترة معينة كنت أقوم بتغيير كلمة المرور الخاصة بي كل 3 ساعات".
وأشار طوقان إلى أن فحص الجهاز من قبل مدير تكنولوجيا المعلومات في الهيئة أظهر وجود فيروس يلتقط ويتجسس على كل ما يظهر على شاشة الجهاز، وأن هذه الشاشة مفتوحة على مصادر خارجية.
وتابع طوقان: "إن إحدى الفضائيات العربية صورت تقريرا قصيرا عن مختبر المسارع النووي "السنكروترون " مع ربطه بالبرنامج النووي، علما أنه ليس له أي علاقة بالبرنامج، بل هو مختبر مقام تحت مظلة اليونسكو.. وزعمت الفضائية في تقريرها أن البرنامج يهدف إلى وضع نفايات نووية إسرائيلية في الأردن"، مضيفا " إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ شهدت الفترة الماضية هجوما شخصياً على كوادر في هيئة الطاقة الذرية الأردنية".
وحول أسباب وقوف جهات خارجية ضد وجود برنامج نووي سلمي في الأردن، اعتبر طوقان أنه منذ الحرب العالمية الثانية تمت محاربة برامج الطاقة النووية في العالم العربي، وقال: "نحن لسنا أول دولة تدخل المجال النووي، إذ كان في مصر علماء نوويون منذ خمسينيات القرن الماضي، وقسم هندسة نووية في جامعة الإسكندرية، إلا أنه للآن تخلو الخريطة العربية من أي محطات نووية، إلى جانب دول عربية اخرى استهدفت بسبب برامجها النووية".
وأكد الدكتور طوقان أن التسجيلات التي تداولتها مواقع إلكترونية أردنية خلال الأيام الماضية "مفبركة وأن مروجوها قصدوا الإساءة الشخصية بهدف ضرب المشروع النووي الأردني".
وقال طوقان: "إن مروجي تلك التسجيلات المفبركة عمدوا قصداً إلى الإساءة إلي شخصيا لضرب مشروع الأردنيين وحلمهم في الاعتماد على الذات، وهو ما يؤكد أن لهم أجندات سياسية خفية، حيث لم يجدوا ما يسيء لي إلا هذه الوسيلة غير الأخلاقية، فلم يسجل عليّ أني تفوهت بأي إساءة بحق أحد، ولم يسجل عليّ أي شبهة فساد أو تصرف ناقص طوال خدمتي الطويلة في الدولة الأردنية".
وكانت مواقع الكترونية قد تداولت تسجيلا قالت: "إنه للدكتور خالد طوقان وصف فيه معارضي مشروع المفاعل النووي ب" الحمير والزبالين"، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة لدى أوساط الرأي العام الأردني.
وقال طوقان: "إنني ابن لهذا الشعب المعطاء، ولا يمكنني أن أتلفظ بأي كلمة تسيء له، وأن ما جرى تم إخراجه من السياق، وهو أمر عار عن الصحة، ومحاولة استغلال وتشويه وفبركة ما احتوته بعض هذه الأشرطة لتقويلي ما لم أقله، بهدف توجيه الأنظار بأن هنالك تطاولا يصدر من قبلي".
وأكد طوقان أن سلسلة الأحداث التي واجهتها هيئة الطاقة الذرية تهدف إلى زعزعة البرنامج النووي "لكننا في الهيئة نرى أن البرنامج نجح خلال الأعوام الأربعة الماضية في وضع أركان رئيسة للطاقة النووية في الأردن، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن المفاعل النووي الكبير، فقد نجحنا في بناء كوادر بشرية إذ لدينا الآن 60 مبعوثا في فرنسا وروسيا والصين وكوريا واليابان ضمن برامج الماجستير والدكتوراه في الهندسة النووية بمنح من تلك الدول.
وقال طوقان: "إن نسبة الإنجاز في المفاعل النووي البحثي بلغت 35%، كما تخرجت أول مجموعة من طلبة الهندسة النووية من جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث تم تعيين 8 طلبة في الهيئة، فيما يتدرب 9 آخرون على أنظمة المفاعلات النووية في كوريا، ليتم لاحقاً إرسال 10 آخرين".
وحول موقع المفاعل النووي الأردني، أكد طوقان أن الهيئة في مرحلة الدراسات النهائية لموقع المحطة النووية بعد أخذ كامل متطلبات الرأي العام ، إذ لم تعد هناك أي حجة لإثارة أهل المنطقة حول موضوع المحطة النووية.