أرجأت محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي محاكمة الجنرال الأسبق لقوات صرب البوسنة راتكو ملاديتش إلى أجل غير مسمى بسبب مخالفات في تسليم أدلة الإدعاء إلى هيئة الدفاع. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" اليوم الجمعة، أنه بعد قراءة المدعي العام للمحكمة بيتر ماك كلوسكي لائحة الاتهام أمام الحضور، وصف ميلاديتش تلك التهم بأنها "وحشية" وقال "لقد دافعت عن شعبي وعن بلدي وها أنا أقف للدفاع عن نفسي."
وقال المدعي العام "إن مذبحة سريبرينيتشا التي تورط فيها ميلاديتش لم تكن يوما مثار جدل وبناء على ذلك ستركز المحكمة على توجيه التهم شخصيا إلى الأشخاص المعنيين."
وأشار إلى أن جيش صرب البوسنة أثناء تلك الحرب " لم يكن جيشا خارج إطار السيطرة والتنظيم ، بل إن ميلاديتش كان يقوده في الميدان ويصدر له الأوامر".
وأضافت هيئة المحكمة أن بحوزتها أدلة تثبت تورط المتهم ، منها تسجيلات للاتصالات التي أجراها جنود من صرب البوسنة يتحدثون فيها عن تفاصيل كيفية تنفيذ تلك الجرائم، وشريط فيديو يصور اثنين من الإعدامات الميدانية التي نفذت في حق الضحايا.
وتعتقد المحكمة أن قوات ميلاديتش كانت تتصرف وفق خطة "للتصفية العرقية لمسلمي البوسنة والهرسك".
ويضاف إلى ذلك توجيه الإتهام لميلاديتش بالمسؤولية في جرائم الاغتصاب، حيث اعتبرتها لائحة الاتهام جزءا من خطة التصفية العرقية المذكورة، وحصار مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك لمدة 44 شهرا، وقصفها مما أدى الى مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص .
وأظهرت الخرائط التي عرضت أثناء جلسة المحكمة كيف أن مسلمي البوسنة تمت ملاحقتهم واستدراجهم إلى سربرينيتشا .
يذكر أن راتكو ميلاديتش البالغ من العمر سبعين عاما ظل هاربا من العدالة الدولية لمدة 15 عاما قبل أن تلقي عليه الأجهزة الامنية في صربيا القبض وتسلمه إلى المحكمة الدولية في لاهاي مايو الماضي.