رفضت الأحزاب الإسلامية الجزائرية تصريحات وزير خارجية أسبانيا خوسييه جارسيا مارجايو التى أعرب فيها عن ارتياحه لعدم فوز الإسلاميين في الأنتحابات التشريعية التي جرت يوم الخميس الماضي بالجزائر. واعتبرت تلك الأحزاب تصريحات وزير خارجية أسبانيا التى قال فيها أنه "يحمد الله " على انهزام الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة تدخلا في الشؤون الداخلية للجزائر وطالبت من وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية التدخل والرد رسميا على تلك التصريحات.
وأكد عبد الرحمن سعيدى رئيس مجلس شورى حركة مجتمع السلم المحسوبة على حركة الخوان المسلمين فى تصريح له اليوم أنه يفترض من وزير خارجية أى دولة أجنبية التعليق على الانتخابات بالشكل المعروف أما إذا أصدر أحكاما مسبقة فهذا غير مقبول.
ومن جهته .. أكد أمحمد حديبي عن حركة النهضة الإسلامية أن هذه التصريحات تعد تدخلا في الشأن الداخلي للجزائر ..موضحا أن وزير خارجية اسبانيا "أعطى تبريرا للتزوير ضد التيار الإسلامي".
واستطرد قائلا "نخشى أن يكون مسار العملية الانتخابية نتيجة صفقة مع الدول الأوربية مقابل إنقاذها من الأزمة الأوروبية".
كما اعتبر حديبي أن هذه التصريحات هي أكبر اعتراف للتيار الإسلامي على انه ليس عميلا للخارج عكس ما كان يروج له من قبل.
ومن ناحيته .. قال القيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية الإسلامى لخضر بن خلاف أن التصريحات التي خرج بها وزير الخارجية الاسباني هي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وطالب من السلطات العليا في البلاد التدخل وتوقيف هذه المهازل لأن الشعب الجزائري كله مسلم.
وكلن وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل قد علق أمس على انهزام التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية التي أجريت الخميس الماضي في الجزائر قائلا: "الحمد لله".
وقد أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية الجزائرية التى جرت الخميس الماضى فوز خمسة أحزاب أسلامية ب 59 مقعدا من مجموع 462 مقعدا أى بنسبة 13 % فى أول برلمان بعد ثورات الربيع العربى التي اندلعت على جانبي الجزائر سواء شرقا أو غربا .
وكانت العديد من الأحزاب المعارضة والإسلامية الجزائرية قد أعربت أيضا عن أحتجاجها على ما قالت أنه تزوير مفضوح فى الانتخابات ، وحمل تكتل "الجزائر الخضراء " الذي يضم ثلاثة أحزاب أسلامية هى حركة مجتمع السلم المحسوبة على الأخوان المسلمين وحركتي النهضة والإصلاح والفائز ب 48 مقعدا من مجموع 462.
وذكر بيان صادر عن التكتل عقب اجتماع رؤسائه بالعاصمة الجزائرية أن الفشل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية ضربة قاصمة لوعود الرئيس الذي يتحمل مسؤولية الانحراف الذي حصل قبل الحملة وخلالها ثم تكرس عشية انتهاء الاقتراع وإعلان النتائج.
وكانت العديد من الأحزاب المعارضة والإسلامية الجزائرية قد أعربت أيضا عن احتجاجها على ما قالت أنه تزوير مفضوح فى الانتخابات.
وهدد الإسلامي المتشدد عبدالله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية بثورة في الجزائر على الطريقة التونسية لإحداث التغيير الذي فشل فيه الإسلاميون عن طريق الانتخابات.
وقال جاب الله فى تصريح له مؤخرا أن السلطة أغلقت باب الأمل في التغيير عن طريق الصندوق ولا يبقى للمؤمن بالتغيير إلا الخيار التونسي"، وأضاف "طال الزمن أو قصر فإن الخيار سيكون مثل الخيار التونسي".
وأكد انه كان ينتظر أن يفوز حزبه ب65 مقعدا، بالاعتماد على "عمليات سبر الآراء التي قامت بها السلطة" . ووصف الانتخابات بأنها "مسرحية رتبت نتائجها سلفاً".
وقال "نحن لا نعترف بهذه النتائج لأنها تشكل عدوانا على إرادة الأمة وتؤسس لحالة من اللا آمن واللا استقرار".
كما هدد جاب الله (56 سنة) الذي ترشح لمنصب رئيس الجمهورية مرتين (1999 و2004) "بانسحاب كل الأحزاب التي ترفض نتائج الانتخابات من البرلمان"، وقال "نحن بصدد مشاورات مع كل الأحزاب لاتخاذ موقف موحد بهذا الشأن، وانه في حال اتخذ هذا الموقف فإن جبهة العدالة والتنمية ستكون في طليعة المنسحبين".