استدعى خطاب حسن نصرالله الأمين العام ل "حزب الله" مساء الجمعة، في احتفال إعادة إعمار الضاحية الجنوبية، ردودَ فعلٍ السبت، من "قوى 14 آذار"، كان أبرزها من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، اعتبر فيه أن صناديق الاقتراع هي الرد الوحيد. وقال الحريري في دردشة عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، رداً على سؤال عن رأيه في خطاب نصر الله: "الخطاب عينه ولكن في يوم مختلف".
ولما قال له احد المتتبعين: "إن احدهم (نصرالله) تناسى انك كنت أول من مد يده لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بعد الفوز بالانتخابات النيابية الماضية"، أجاب الحريري: "هذا يسمى بالذاكرة الانتقائية". وعما إذا كان يعتقد أن الانتخابات النيابية المقبلة ستكون نقطة تحول اساسية في مستقبل لبنان، أجاب "نعم، أعتقد ذلك".
وعما نتج عن لقاءاته مع المسئولين القطريين، وهل لمس تطوراً في الموقف العربي تجاه سورية، قال الحريري: "نعم، هناك تطورات".
ورداً على قول احد المتتبعين "انظر إلى تفجير دمشق وشكل الدمار سوف تعرف من اغتال والدك (الرئيس رفيق الحريري) رحمه الله"، قال الحريري: "اذا كان النظام السوري واثقاً من نفسه فليسمح بتحقيق دولي بهذه التفجيرات لمعرفة الحقيقة".
من جهة أخرى، وصف عضو كتلة "المستقبل" أحمد فتفت كلام نصر الله بأنه "تحوير للحقائق"، مضيفاً: "7 أيار هو عنوان الفتنة الأساسي، وهو استعمال السلاح في وجه اللبنانيين، فهم (حزب الله) عندما انحشروا أنزلوا "القمصان السود"، وغزوة بيروت في 7 أيار كانت فتنة كبيرة نحن من وقف في وجهها ومنعنا الناس من حمل السلاح".
وقال عضو كتلة "القوات اللبنانية" جوزف المعلوف: "ليس ضرورياً أن يُستخدم السلاح ميدانياً لكي يكون له تأثير على الداخل اللبناني، بل يمكن كما حصل فعلاً أن يُستغل في التأثيرعلى النفوس وقلب المعادلات، بدليل إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري تحت تأثير سلاح "حزب الله"، ومن ثم تشكيل الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي تحت ضغط هذا السلاح".
واعتبر الوزير السابق حسن منيمنة، أن كلام الحريري عن أنه لا يحمّل مسئولية 7 أيار إلى طائفة أو فئة أو جماعة، "تأكيد لإبعاد لبنان عن أي فتنة، وخاصة الفتنة السنية-الشيعية، فيما حزب السيد نصرالله هو الذي أشعل الفتنة في 7 أيار، وكل الناس تعرف أن من أوقف الفتنة هو الرئيس الحريري، الذي قال إننا لا نرد على السلاح بالسلاح، بل بالموقف السياسي وبالمعارضة السلمية".
وكان نصر الله أكد أن الهدف من حرب يوليو/ تموز 2006 كان سحق المقاومة وإلحاق لبنان والمنطقة بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي، مضيفاً: "لكننا بالإرادة استطعنا جميعاً بناء حكومة وإدارات وجيش، والثبات في ارضنا، وخلال السنوات الماضية ازدادت المقاومة قوة وعدة وعديداً، واليد موجودة على الزناد، وكل مبنى يُهدم في الضاحية سوف تهدم في مقابله مبانٍ في تل ابيب، واليوم نحن قادرون على ضرب أهداف محددة فيها وفي اي مكان من فلسطينالمحتلة، وقد ولّى الزمن الذي نخرج فيه من بيوتنا وهم يبقون، بل جاء الزمن الذي نقول فيه إننا باقون وهم إلى زوال".
ولفت نصر الله إلى أن تشكيل ما يسمى حكومة وحدة وطنية في إسرائيل مؤشر يجب التوقف عنده والتأمل به.
ودعا نصر الله إلى الدخول جدياً في إعادة إعمار مخيم نهر البارد، لأن المماطلة لا يمكن فهمها إلا بدائرة الشبهة السياسية، محذّراً من تحويل الفلسطينيين من لاجئين إلى جالية.
ووصف اتهام "حزب الله" بأنه يدفع باتجاه العنف في البحرين "بالكذب والتضليل"، وقال: "نحن لا نفعل ذلك ونؤيد الإصرار على الحل السلمي، لأن الذهاب إلى اتجاه آخر يضيع الأهداف".
وأكد نصر الله أن الأيدي التي عبثت بالعراق ودمرت وقتلت وفجرت، هذا العقل نفسه يريد أن يدمر سورية، إن أمريكا وإسرائيل وبعض الجهات الإقليمية تريد أن تتخلص من الداعم الأساسي للمقاومة في لبنان وفلسطين.
ورأى نصر الله أن الإصلاح في سورية فُتح، لكننا أمام منهجين: منهج جدّي إصلاحي وعقل تدميري، وهناك جهات تريد أن تقدم المال والسلاح والانتحاريين، والشعب السوري اليوم أمام خيارين: إما أن يذهب إلى الحوار والانتخابات، أو إلى النموذج الذي يقدَّم الآن.
وعن لبنان قال: "نحن مع إجراء الانتخابات في موعدها، ولا أحد يتحجج بأمر، وقبل زيارة "مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان" شهدنا حملة توقفت بعد الزيارة، كانت الحملة تقول إن لا انتخابات في ظل السلاح، فهذا يعني أنهم لا يريدون انتخابات لأن السلاح باقٍ. ثم إن السلاح الذي يؤثر على الانتخابات هو السلاح الفردي والمتوسط، وهو في يد كل اللبنانيين. وإذا أردنا ان نبني على موضوع السلاح فنقول إن انتخابات 2005 باطلة وحكوماتكم باطلة".
وأضاف نصر الله: "نحن في أي قانون انتخابي نحافظ على حصتنا، نحن نؤيد النظام النسبي في لبنان إذا كان دائرة واحدة أو عبر المحافظات الخمس، وسوف نساهم ونحاور حلفاءنا وشركاءنا في الوطن، لكن لن نغلق الباب على أي قانون".