* ملف شهود الزور سيكون أكبر فضيحة سياسية في المنطقة * جنبلاط يعول على المبادرة السعودية السورية ويتهم أطرافا داخلية بعرقلتها * كلينتون: على “حزب الله” معرفة أن اللجوء للعنف يتعارض مع مصالح لبنان هدد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بقطع اليد التي ستحاول اعتقال أي فرد من الحزب بتهمة الضلوع في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقال في كلمة ألقاها في بيروت مساء اليوم، بمناسبة يوم الشهيد، “يخطئ من يتصور أن المقاومة يمكن أن تقبل أو تسلم بأي اتهام لأي من مجاهديها، أيا تكن التهديدات. ويخطئ من يتصور أننا سنسمح بتوقيف أو اعتقال أحد من مجاهدينا وأن أي يد ستمتد عليهم ستقطع. ويخطئ من يتصور أن المقاومة أمام أي اتهام لن تدافع عن كرامتها وبالطريقة التي تراها مناسبة وبالتنسيق مع حلفائها في المعارضة.” وذكر أن “هناك فرصة لمحاكمة شهود الزور ومن صنعهم ومن فبركهم، ولكن عوضا عن ذلك عملتم على حمايتهم، ولماذا لم يتحرك القضاء العادي بعد حديث الرئيس الحريري عن شهود الزور؟. وأضاف: “الحقيقة الأقوى أن ملف شهود الزور سيصل إلى رؤوس كبيرة، وستكون أكبر فضيحة سياسية في تاريخ المنطقة”. وقال نصر الله: “هذا يوم العملية الاستشهادية الأقوى في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، والتي نفذها أمير الاستشهاديين أحمد قصير بتدميره مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، مؤسسا لمرحلة مختلفة وحاسمة في تاريخ المقاومة”. مؤكدا أن المقاومة دخلت “مرحلة حساسة في مصير الوطن والمقاومة والمنطقة، ونحن معنيون بوقفة تأمل لأننا عندما نواجه مراحل خطيرة وجديدة علينا استحضار المراحل السابقة لنعرف كيف نواجه ولتكون مواقفنا وخياراتنا صائبة. إن المقاومة امام فصل جديد من فصول الاستهداف بعد أن مررت بأربعة فصول سابقة”. وعن فصول استهداف المقاومة، قال: “بعد انتصارها الكبير في عام 2000 الذي دق المسمار الأخير في نعش إسرائيل الكبرى، وقفت أمريكا لتواجه هذا الانتصار فكان القرار 1559”. واستشهد ب”أقوال لمسئولين إسرائيليين قالوا إنهم يريدون وضع حزب الله في مواجهة المجتمع الدولي، فالتقى شيراك وبوش عند التحضير للقرار 1559، أي أنه كان صناعة بوشية – شيراكية. وكانت أولوية شيراك إخراج سوريا من لبنان، في حين كانت أولوية بوش مشروع الشرق الأوسط لحماية إسرائيل”. وقال إنهم (إسرائيل وأمريكا وفرنسا) أخطأوا في التقديرات من ناحية وضع حزب الله وسوريا في مواجهة المجتمع الدولي مما أدى إلى فشلهم، معتبرا أن الفصل الثاني من استهداف المقاومة كان “اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، وهو الفصل الموجه ضد المقاومة تحت عنوان الإغراء بالسلطة”. وأكد صحة حدوث مفاوضات بينه وبين السفير الفرنسي وأن شيراك عرض عليه وقتها شراكة ثلاثية في السلطة بين الشيعة والسنة والمسيحيين، قائلا: “عرضت علينا في حزب الله السلطة بأقصى ما يمكن، فإن موضوع المثالثة التي يتهم بها حزب الله وأمل على أساس سنة وشيعة ومسيحيين، لا أدري أين يصبح الدروز، كان أول من طرحه كانوا الفرنسيون في إدارة شيراك. نحن لم نفكر بها يوما، وأتحدى كل العالم أن يأتي بأي تصريح لمسئول شيعي حول هذه الفكرة”. وجدد تأكيده “أن الفرنسيين في طهران طرحوا على المسئولين الإيرانيين إعادة النظر في اتفاق الطائف في لبنان والمثالثة لأن الأوضاع في لبنان تغيرت.” مؤكدا أن الوثائق “موجودة في الخارجية الإيرانية”، وأن الثمن في المقابل كان “الخروج من الصراع العربي – الإسرائيلي، أي الخروج من المقاومة”. وخاطب “المراهنين على الأمريكيين” بالقول: “لو فتحنا الباب في حارة حريك للأمريكيين لكانوا امتنعوا عن الذهاب إلى غير مكان. وإضافة إلى التخلي عن المقاومة لكانوا يريدون الانفصال عن عن سوريا وإيران، مقابل أن يركب الأمريكي معنا مشاريع لأنه براجماتي ولا يريد سوى مصلحته. لقد فهمتموننا خطأ لاننا نحن لسنا طلاب سلطة ونحن لا نبيع مقاومتنا ليس بثلث السلطة ولا بكل السلطة. وإننا نأسف لمن يسخر من قولنا بالواجب الالهي”. وحول الفصل الثالث لاستهداف المقاومة قال نصر الله إنه كان “حرب تموز 2006، حيث كان المطلوب أن يولد الشرق الأوسط الجديد في عام 2006 وكان خيارهم الحرب، لأن المشكلة الحقيقية برأيهم هي المقاومة المسلحة في لبنان، هم يريدون مصلحة إسرائيل لا مصلحة فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران وباكستان”. ونقل عن صحيفة “النهار” في عام 1976 رسالة من وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر للنائب الراحل ريمون إده، الذي رد برسالة جريئة اتهم فيها كيسنجر بتدمير لبنان، “فما كان من رد كيسنجر عليه إلا تأكيدا على سياسة أمريكا بتدمير لبنان لخلق كيانات تخدم إسرائيل” ولفت إلى “ما ورد في كتاب بوش الأخير”، وقال: “الخطة كانت تدميرية، لكن بوش في كتابه يعرب عن أسفه لعدم تحقيق حلمه بتدمير المقاومة في 2006، وأولمرت كان يريد إيقاف الحرب بعد أسبوع على بدايتها، لكن بوش رفض وأعطاه فترة أطول”. وقال إن بوش لم يوقف الحرب من أجل لبنان وشعبه ولا من أجل المجازر التي حدثت وإنما من أجل إسرائيل وقال: “بوش كذاب، ابن كذاب، وهو لم يكن يريد إنقاذ حكومة السنيورة الديمقراطية، فقط تهمه إسرائيل”. ونقل عن “مسؤول فرنسي أن الحكومة اللبنانية يومها لم تكن لتقبل بتوقيف الحرب في حين أن الأمريكيين والفرنسيين كانوا موافقين على ذلك”، واعدا ب”فتح هذا الملف وكشف الحقائق المتعلقة به”، نافيا “أن يكون يريد وضع ملف مقابل آخر”. وقال: “يخطئ الآخرون في تقدير قوتنا وتوكلنا على الله وقدرتنا على الصمود وتحمل الآلام والخذلان والطعن في الظهور، ولم يبق سوى طعنكم بنصرنا الذي اعترف به العالم” واعتبر أن الفصل الرابع من استهداف المقاومة كان في “5 أيار من خلال إحداث فتنة مذهبية بين السنة والشيعة، وحصل ما حصل في 7 أيار وسقط مشروع الفتنة، فالآخرون يخطئون في فهمنا”. مشددا على أن الفصل الأخير هو “القرار الظني الذي يتحدثون عنه. لقد استنفد اتهام سوريا، وجاء الدور لاتهام شباب شيعة باغتيال الزعيم السني الأبرز. ليس مهما عند الأمريكي والإسرائيلي ورعاة المحكمة الدولية مصلحة لبنان ولا 14 آذار ولا 8 آذار ولا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإنما هدفهم عزل المقاومة وإخضاعها والمساس بمعنوياتها وإرادتها لتصبح جاهزة للضرب أو الاستسلام”، رافضا الحديث عن “شهود الزور والاتصالات”. وأشاد نصر الله ب”المبادرة الحريصة والطيبة للملك عبدالله بن عبد العزيز وزيارته دمشق، ثم زيارته مع الرئيس الأسد لبنان، حيث كانت القمة الثلاثية”. واعتبر أنه “طالما أن البلد مستهدف، فهناك من يريد أن يبقيه في حال توتر”، مذكرا أن المسعى السوري – السعودي جدي جدا، وهناك آمال معقودة على هذا المسعى، ومن المفترض أن تظهر آثاره في القريب”. ومن ناحيته، جدّد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط التأكيد على أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان “مسيّسة”، وقال: “لا بد من اتفاق نزيل من خلاله الآثار السلبية للمحكمة الدولية”. وفي حديث لقناة “المنار”، قال جنبلاط إن: “حسن نصرالله على معرفة دقيقة وعلى يقين بالتواصل السوري السعودي للوصول إلى رأب الصدع ومنع الفتنة، وعين الصواب ما قام به نصرالله بالتأكيد على هذا التواصل”. وأضاف أنه “منذ القمة السورية السعودية هناك في لبنان فريق معيّن إلى جانب الرسل الأمريكيين والغربيين يريدون تعطيل الاتفاق السوري السعودي ومنع التوافق الداخلي، وعلينا نحن أن نصبر وأن نتابع المسار السعودي السوري لأن من خلاله يمكن درء مفاعيل القرار الظني”. وعلى صعيد متصل، تطرقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى موضوع المحكمة الخاصة بلبنان مؤكدة أنها “هيئة قضائية مستقلة أنشئت بموجب اتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة وأصبحت سارية المفعول من خلال مجلس الأمن وبدعم دولي واسع”. وقالت كلينتون في مقابلة مع صحيفة “النهار” اللبنانية ستنشر غدا، “إن أحداً لا يعرف ما الذي ستفعله المحكمة الخاصة بلبنان أو لمن ستوجه الاتهامات أو في أي وقت ستختار فيه التحرك”. وأكدت أن “حزب الله” يجب أن يدرك أن اللجوء إلى العنف يتعارض كليا مع مصالح لبنان ومصالح الشعب اللبناني ومصالح المنطقة ومصالح الولاياتالمتحدة. معتبرة أيضا: “أن السلوك السوري لم يرق إلى مستوى الآمال والتوقعات خلال العشرين شهرا الماضية ولكن دمشق لا تزال قادرة على اختيار طريق آخر مواضيع ذات صلة 1. حمدي جمعة: الله الله “يا شاذلي” جاب اليسرى 2. البديل تنشر لائحة الأجور الجديدة التي أشعلت غضب عمال شركة صيانة المترو 3. الفلسطينيون يحيون ذكرى عرفات السادسة بالدعوة لإنهاء الانقسام وكشف أسرار وفاته 4. كتاب جديد يؤكد مسئولية إسرائيل عن قصف المفاعل النووي السوري 5. المحلة الكبرى قلعة الصناعة التي هزمتها الخصخصة و الغزو الصيني