منذ بدأ اشتعال الأحداث بميدان العباسية نشاهد ترقبا وحذرا شديدا من جميع أفراد الشعب المصري، لكن نري في ذات الوقت تجاهلا وتقاعسا وتواطئا من بعض المسئولين وخاصة مجلس الشعب والحكومة تجاه تلك الأحداث.... وعندما نسهب فى القول نري ان ما حدث الجمعة من زيارة الوفد المصري الي السعودية في وقت تتصاعد فيه حدة العنف والمواجهة بين الجيش و المتظاهرين في العباسية، جاء في وقت خاطئ، وفي ظل ظروف عصيبة تمر بها البلاد من تظاهرات واعتصامات وأحداث شغب وغيرها من الأمور الأخرى، مع العلم ان الجميع كان يعلم بمليونية الجمعة فلماذا لم يتم تأجيل تلك الزيارة وتواجد هذا الوفد في محيط وزارة الدفاع بالعباسية من اجل منع تلك الأحداث وتهدئة الأوضاع بين الجانبين المتظاهرين وقوات الجيش والتي أدت الي قتلي وإصابات.
ويري البعض ان قضية الجيزاوي التي أشعلت فتيل الأزمة بين البلدين أخذت أكبر من حجمها بكثير لأنها تعتبر من القضايا العادية التي تحدث بين أي بلدين في العالم وكان يجب الا تأخذ هذا الكم الكبير من عدد الوفد وكذلك الاهتمام الإعلامي الذي روج لها الكثير والكثير .
وكان الوفد الدبلوماسي المصري، يضم 124 شخصية مؤثرة من جميع الأطياف والأحزاب بمصر بقيادة رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتنى ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمى، متسائلا لماذا هذا الكم الكبير؟ هل هي رحلة ترفيهية ام سفر والسلام؟ لكن اقول حسبي الله ونعم الوكيل، لأن كل قتيل ومصاب دمه في رقبتكم انتم .
ونحن نري ان تأجيل تلك الزيارة كان يجب ان يحدث، مع العلم ان الجميع يلتمس لنا الأعذار في ظل الانفلات الأمني وتصاعد الأوضاع والخلافات الجارية بين الجميع وخاصة مجلس الشعب والحكومة علي خلفية مطالبة البرلمان الحكومة بتقديم استقالتها، لذا كان يجب ان يعطي الوضع الداخلي الأولوية، نظرا للظروف الجارية .
وأشير الي تصريح أدلي به النائب مصطفي بكري عضو مجلس الشعب عبر التليفزيون المصري امس السبت يصف هذا التوقيت بالاستراتيجي، أي توقيت استراتيجي هذا الذي تتحدث عنه يا بكري هل هذا الصلح في ذلك الوقت اهم من الصلح في الداخل بين الجيش والشعب والتي تأزمت العلاقات بينهما كثيرا ليصل الي حد الاعتداء علي رجال القوات المسلحة؟ أي توقيت هذا الذي تتحدث عنه أيها النائب في ظل قتل جنود أبناء الجيش؟ أي توقيت استراتيجي هذا مع محاولة القضاء علي هيبة الدولة واهانة رجالها وتلف منشآتها؟ أي توقيت هذا في ظل الانقسام الداخلي الكبير بين الجميع؟.
وأشير إلي ان الزيارة جاءت بعد تأزم العلاقات بين البلدين بعد سحب السعودية بمصر سفيرها للتشاور بعد تظاهرات أمام سفارتها وقنصليتيها بمصر على خلفية القبض على المحامي المصري أحمد الجيزاوي بالسعودية .
نداء إلي نواب البرلمان
ايها النواب اين أنتم مما حدث أين أنتم مما جري وما هو دوركم المنوط به أن تفعلوه، فما أشبه الليلة بالبارحة،.. المتظاهرون وجنود الجيش يشتبكون وأنتم علي طريق الحزب الوطني السابق تفعلون ما تريدون، لا ما يريده الشعب.. ايها الأعضاء لقد فوضناكم من أجل السير بنا الي الأمام وليس للخلف وعدم تحمل المسؤولية، تطالبون بإقالة الحكومة مع العلم أنكم انتم من فعلتم هذا بموافقتكم علي التعديلات الدستورية التي منعتكم من الحق في إقالة الحكومة، لكن نقول لكم أفيقوا مما أنتم فيه وانظروا إلي مصر وليس إلي المصلحة الشخصية .
نداء أخير
كلنا شاهدنا ما حدث الجمعة والذي حمل شعارات متعددة كان أبرزها"جمعة الزحف" وكذلك "النهاية" وغيرها من الشعارات الأخرى التي سمعناها ورأيناه في محيط وزارة الدفاع بالعباسية، لكن نقول أي نهاية التي يتحدثون عنها وأي زحف ومواجهة التي تنادون بها، انهم أبنائنا وإخواننا وأقاربنا وليسوا أعداء الوطن انهم من يحمون ظهورنا داخل بيوتنا وأعمالنا وفي كل مكان نسير ونعيش فيه أي زحف تتحدثون فيه الا ترون ما يحدث أمامكم ايها المتظاهرون انكم غافلون ولا تعون ما تفعلون، بل انكم منقادون ولستم قائدون لكن علي كل حال أمامنا الفرصة لكي نصطف ونقف صفا واحدا من أجل العودة الي التكاتف والمرور بهذ الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد .