رفض الرئيس اليمنى المنتخب عبدربه منصور هادى مجددا اشتراك أية قوات أجنبية بشكل مباشر فى الحرب المتصاعدة التى يخوضها الجيش اليمنى ضد مقاتلى تنظيم القاعدة فى عدة مدن جنوب وشرق اليمن، بحسب مصدر يمنى مسئول. وأشار المصدر فى تصريح له اليوم الجمعة، إلى أن الرئيس هادى لدى استقباله مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى روبرت مولر، شدد على أهمية انحصار الدعم الأمريكى لليمن فى مجال مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة على الدعم اللوجيستى والاستخباراتى، مبديا ترحيبه بمبادرة واشنطن تزويد قوات خفر السواحل اليمنية بأجهزة اتصال لاسلكى حديثة لتعزيز قدراتها على مراقبة المنافذ البحرية والتصدى لأية محاولات تسلل من قبل عناصر القاعدة الوافدين من الخارج. وأوضح المصدر أن هادى أكد أن القوات اليمنية قادرة على تطهير كافة المناطق التى يتمركز فيها مسلحو القاعدة، وأن احتياجها ينحصر فى الحصول على الدعم المالى واللوجيستى والفنى لتعزيز قدراتها الاستخباراتية على ملاحقة وتعقب واستهداف المطلوبين من قيادات وناشطى التنظيم، لافتا إلى أن فريقا فنيا تابعا لمكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى (إف بى آى) بدأ فى تنفيذ برنامجا تدريبيا مكثف لقوات خفر السواحل اليمنية على استخدام تقنية متطورة فى الاتصالات، بهدف تعزيز قدراتها على مراقبة السواحل اليمنية وبخاصة السواحل الجنوبية التى لاتزال تمثل أحد أبرز الثغرات الأمنية التى يتسلل منها ناشطو تنظيم القاعدة الوافدين من دول كأفغانستان وباكستان وإيران وإندونيسيا. وفى سياق متصل، تتجدد مخاوف واسعة من جانب الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولى والاتحاد الأوروبى من قدرة تنظيم القاعدة والأجنحة التابعة له، فيما بات يعرف باسم (جماعة أنصار الشريعة)، على امتصاص الصدمات وإدارة حروب كبيرة فى المستقبل القريب، قد تتجاوز فى تهديدها اليمن إلى المنطقة والعالم، وخصوصا بعدما صار لهذا التنظيم موطىء قدم على طول الشريط الساحلى الجنوبى لليمن ما يجعل خطوط الملاحة الدولية المارة فى هذه المنطقة فى مرمى القاعدة.
وقال جيرالد فايرستين السفير الأمريكى لدى اليمن - فى تصريح نقلته صحيفة (أخبار اليوم) اليمنية اليوم "إن سفارة بلاده باتت تملك معلومات مؤكدة تفيد بأن وحدات الجيش اليمنى تمكنت من دحر عناصر القاعدة إلى خارج زنجبار، وبسطت سيطرتها". وأشاد بالتعاون بين اللجان الشعبية بمدينة لودر وقوات الجيش فى مواجهة الجماعات المسلحة، مدعيا أن اللجان الشعبية تمكنت بالفعل من مواجهة عناصر القاعدة بشكل فاعل. كما أشاد بالتحركات الأخيرة للرئيس منصور هادى، لكنه قال إن القاعدة حاولت استغلال ما سماها "حالة التردد" التى قوبلت بها قرارات الرئيس. وقلل السفير الأمريكى من التهديدات التى تواجهها مدينة عدن من قبل القاعدة، مؤكدا أنه بإمكان عناصرها شن هجوم هنا وهناك لكن دون السيطرة على شىء. وحول الاتهامات المتبادلة بين نظام الرئيس اليمنى السابق علي عبدالله صالح والمعارضة بدعم الإرهاب، قال "إن جميع الأطراف تبادلت الاتهامات خلال الأشهر الماضية بدعم القاعدة لكن لاتوجد معلومات أكيدة حول هذه الاتهامات".
وأعرب عن تفاؤله بالخطوات التى تقوم بها الحكومة مؤخرا، منوها بأن المهم هو التأييد الشعبى الذى بات منصور يجده فى صفوف الشعب.
وحول الحراك الجنوبى، قال السفير الأمريكى "إن حكومته تبدى شيئا من القلق تجاه بعض أعمال العنف التى مارسها الحراك الجنوبى مؤخرا"، متهما إيران بأنها تعمل على دعم عناصر متشددة داخل الحراك الجنوبى بهدف زعزعة الاستقرار فى اليمن.