تحتفل مصر غدا الأربعاء 25 أبريل بالذكرى الثلاثين لتحرير سيناء وهى الذكرى التي جاءت نتيجة تضحيات وبطولات رجال حرب أكتوبر المجيدة التي فتحت طريق استعادة الأرض والعزة والكرامة ، وأرض البطولة والفداء التي سالت عليها الدماء الذكية من رجال وشهداء القوات المسلحة . وهذا يدعونا للتساؤل عن مصير تنمية سيناء بعد مرور ثلاثين عاما على استرجاع الأرض ، وما هو مصير مشروعات التنمية المعلقة لأسباب مجهولة على مدار ثلاثين عاما هي مدة نظام حكم مبارك الذي عطل الأرض والتنمية لأسباب قد تبدو غير معروفة ظاهريا ولكن باطنيا كان العمل على إهمال سيناء جزء من مشروع كبير لجعل سيناء واحة قاحلة غير عامرة بالسكان من أجل ضمان التبعية التامة للولايات المتحدة وحليفتها الأبدية إسرائيل من تجنب "رعب" التنمية البشرية في تلك القطعة الغالية من أرض مصر .
وإهمال تنمية سيناء كان ضمن تفاصيل مؤامرة لاستمرار وجعل سيناء خالية من كل شيء باستثناء عدد من السواحل التي أقيمت عليها مشروعات سياحية لأصدقاء النظام البائد فقط ، أما تنمية سيناء الأرض والشعب والأمن فقد بقيت كما هي لم يتغير فيها شيء منذ تحررت في مطلع ثمانينات القرن الماضي.
وبالنظر إلى إحصائيات التركيبة السكانية في سيناء نجد أنها لا تتجاوز 400 ألف نسمة ينتشرون على مساحة 66 ألف كيلومتر مربع فقط ، وبالطبع أدى إهمال تنمية سيناء إلى نتائج خطيرة من حيث زيادة الهوة بين أبناء سيناء وباقي أبناء الوطن ، وشوه إعلام النظام السابق صورتهم حيث كان يطلق عليهم "البدو" رغم أنهم مواطنون مصريون لهم كامل حقوق المواطنة. ولتصحيح مسار التنمية في سيناء لابد من تعميق مفهوم التنمية البشرية في هذه الأرض وبنائها على أساس تنموي أمنى يحفظ الأرض وينميها ، ولابد من إطلاق الدعوات لتنمية سيناء من خلال استغلال خبرات رجالات القوات المسلحة والشرطة السابقين في التنمية والبناء ، وتوصيل رسالة إلى الكيان الصهيوني المحاذي لسيناء أن أبناء مصر على اختلاف أطيافهم هم حماة سيناء وحماة الأرض وبناة نهضتها الحديثة.
وشبكة الإعلام العربية "محيط" إذ تتقدم بالتهنئة إلى كل مصري وإلى رجالات القوات المسلحة الباسلة في تلك الذكرى المجيدة ، تذكر بكل الاحترام والتقدير الدماء الذكية التي سالت من أجل استرجاع سيناء كاملة ومن أجل استرداد الهيبة والكرامة ، وننبه على أن تعمير سيناء لابد من أن يكون مشروع قومي تتضافر فيه كافة الجهود والأجهزة الوطنية من أجل العمل على بناء حائط صد بشري زراعي وصناعي قائم على مفهوم التعمير والتنمية.