أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بسقوط 29 قتيلا بنيران قوات النظام السوري أمس الأحد . وفي السياق ذاته، أظهرت مقاطع، بثها ناشطون على شبكة الإنترنت، سحب الدخان في سماء المدينة وأصوات إطلاق نيران ثقيلة، وأصوات تكبير من المساجد. واقتحم الجيش السوري بلدة دوما شرق العاصمة دمشق وقتلت القوات الأمنية ستة اشخاص على الاقل امس الأحد بينما ذكرت وكالة "سانا" الحكومية أن بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة زارت مدينة حماه وسط البلاد.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" عن مصادر المعارضة التى اكدت أن الجنود كانوا مدعومين بالدبابات عند دخولهم بلدة دوما. وأظهرت مقاطع فيديو بثت على شبكة الانترنت قالت المعارضة إنها التقطت في دوما سحبا من الدخان ترتفع من مباني البلدة. كما سمع في خلفية شريط الفيديو اصوات إطلاق النار الكثيف.
وأظهر أحد مقاطع الفيديو جنودا يلبسون خوذات ويرتدون سترات مضادة للرصاص وهم يقفون جوار دبابة.
ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن أحد نشطاء دوما قوله "هؤلاء المراقبين التابعين للأمم المتحدة هم نكتة كبرى".
وأضاف الناشط الذي عرف نفسه باسم محمد "يتوقف القصف وتختفي الدبابات عندما يزورون مكانا ما وعندما يغادرون يتواصل القصف".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا لها، إن أربعة جنود على الأقل قتلوا لدى سقوط قنبلة على مركبتهم خارج بلدة دوما.
تأتي هذه التطورات بينما تواصل بعثة المراقبين الدوليين التابعة للأمم المتحدة عملها داخل الأراضي السورية وبعد يوم من تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يقضي بإرسال 300 مراقب إضافي إلى البلاد.
وذكرت "سانا" أن بعثة المراقبين زارت حماه وسط البلاد، حيث التقت بمحافظ المدينة. كذلك زارت البعثة بعض البلدات في محافظة حمص، حيث يبدو أن وجودهم على الأرض قد ساهم في تخفيف حدة أحداث العنف.
ولم تتعرض مدينة حمص لقصف الدبابات والمدفعية ليومين متواليين.
يذكر أن اثنين من مراقبي البعثة متواجدان في المدينة بشكل دائم، كما وصل بعضهم الى بلدة الرستن في محافظة حمص والتي تقع تحت سيطرة "الجيش السوري الحر" حيث رافقهم أفراد غير مسلحين من الجيش، وقالوا للمراقبين إن دبابات الجيش الحكومي لا تزال تشاهد في الضواحي.
وقد رحب المبعوث الدولي كوفي عنان بقرار مجلس الأمن إرسال 300 مراقب دولي إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار فيها ووصف الأمر بأنه " لحظة حاسمة من أجل الاستقرار في البلاد". وطالب عنان في بيان صدر الأحد في جنيف القوات الحكومية والمعارضة بإلقاء السلاح والتعاون مع المراقبين الدوليين لدعم اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ من عشرة أيام.
وقال عنان إنه يجب " على الحكومة الكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة وان تسحب كما تعهدت مثل هذه الاسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية وان تنفذ بالكامل التزاماتها بموجب الخطة المؤلفة من ست نقاط" في إشارة إلى خطة السلام التي قبلها الجانبان لانهاء العنف المستمر منذ 13 شهرا.
وأضاف عنان أن عمل " بعثة المراقبين يجب أن يساعد على خلق الظروف المؤاتية لإطلاق عملية سياسية ملحة" داعيا في الوقت نفسه "الحكومة والمعارضة والشعب السوري بأكمله إلى الاستعداد للمشاركة في هذه العملية باعتبارها قضية ذات أولوية قصوى".