أكد ناشطون في المعارضة السورية ان المناطق المتوترة في البلاد شهدت هدوءا حذر، وذلك عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر اليوم الخميس، ولم ترد أي تقارير فورية عن قتال. وقد دخل وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، وذلك بموجب المهلة التي حددتها خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان .
وتعتبر هذه الهدنة أول توقف مؤقت للعمليات العسكرية النظامية عقب أسابيع من تكثيف العمليات على معاقل المعارضة السورية.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار رسميا في وقت مبكر من صباح الخميس وسط شكوك بشان التزام الاطراف المتقاتلة به، طبقا لخطة المبعوث الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان.
وقال رئيس المركز السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الهدوء ساد في محافظات حماة وحمص وسط البلاد ومحافظتي أدلب وحلب في الشمال ودمشق وضواحيها ومدينة درعا في الجنوب ودير الزور شرقي البلاد، مؤكدا انه "لا يحدث شىء في هذه النقاط المتوترة حتى الآن".
أسلحة غير عادية وذكرت قناة "الجزيرة" اليوم الخميس، انه عشية وقف إطلاق النار بث ناشطون سوريون صورا علي الانترنت تظهر عشرات القتلى والجرحى في مدينة الرستن بمحافظة حمص، موضحين ان إصابات الجرحى تبدوا نتيجة لاستخدام أسلحة غير عادية من جانب الجيش النظامي الذي كانت وحداته متمركزة في كلية الهندسة بالمدينة .
وقالت لجان التنسيق المحلية: "إن عدد القتلي ارتفع في الأراضي السورية الأربعاء، إلي 97 قتيلا"، مضيفة ان عثر علي 38 جثة في حي دير بعلبة بحمص أعدمت أصحابها القوات النظامية السورية .
وذكر المرصد السوري انه سمع انفجارات في بلدة الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان بعد وقت قصير من موعد سريان وقف اطلاق النار صباحا اليوم، لكنه قال: "إنه لم يتضح سبب الانفجارات". وأفاد مقيم في الزبداني بأن البلدة تعرضت لقصف مدفعي خلال ليل الاربعاء لكنه لم يسمع شيئا بعد الموعد المقرر لسريان وقف اطلاق النار، في وقت قال فيه نشطاء اخرون في مدن حماة وحمص ودمشق ان الوضع هاديء.
وقالت مصادر في الجيش السوري الحر المنشق: "إن الجيش سيلتزم بوقف إطلاق النار، إذا ما إلتزمت به القوات الحكومية، وقامت بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن والبلدات".
ولم يقل أحد من النشطاء انه شاهد أي علامات على انسحاب الدبابات من المدن والبلدات وهو أحد البنود التي وافقت عليها سوريا بمقتضى وقف اطلاق النار.
وفي المقابل، كانت قد وعدت وزارة الدفاع السورية في وقت سابق وكررت وعدها أمس الاربعاء بوقف العمليات صباح الخميس لكنها لم تشر الي سحب قوات الجيش من المدن، قائلة "انها ستتصدي لاي اعتداء من جانب الجماعات المسلحة. ويمتزج ترقب المجتمع الدولي بشكوك قوى دولية من التزام الحكومة السورية بالاتفاق الذي اقترحه المبعوث الدولي كوفي انان.
الولاياتالمتحدة تكذب وعلي الصعيد الدولي اعتبرت الولاياتالمتحدة أن تعهد سوريا بوقف كافة الأعمال القتالية بحلول فجر الخميس "ليست له مصداقية تُذكر" مضيفة أن التحذيرات التي وضعتها حكومة الاسد بشأن وقف اطلاق النار تثير القلق.
وأعلنت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة إن الالتزام الذي قدمته دمشق في رسالة إلى كوفي انان لا يمكن تفسيره على انه التزام بخطة انان للسلام المكونة من ست نقاط.
وقالت رايس: "يبقى العبء بالكامل على النظام السوري وليس المعارضة في المقام الاول للوفاء بالتزاماته بالكامل وبوضوح وفقا لخطة انان".
وأضافت ان التحذيرات "التي وردت في الرسالة تثير القلق وتلقي بشكوك مرة أخرى على مصداقية أي التزامات مماثلة لكن لا شيء يلقي بشكوك على مصداقية الالتزامات أكثر من حقيقة انه تم من قبل تقديم التزامات مرارا قبل الحنث بها المرة تلو الأخرى".
وبدروه، قال رئيس الوزراء البريطاني: "إن الحكومة السورية بدلا من الوفاء بالتزاماتها استغلت بشكل ساخر المفاوضات الدبلوماسية لاتخاذ اجراءات صارمة ضد الشعب السوري".
ويشار إلي أن أنان قال في وقت سابق إنه علم من الحكومة السورية أنها "ستوقف العمليات العسكرية في أرجاء الأراضي السورية اعتبارا من السادسة صباح الخميس بتوقيت دمشق".
واكد الناطق باسم انان، أحمد فوزي، أن الرسالة التي تلقاها انان من وزير خارجية سوريا، وليد المعلم، مفادها إن الحكومة تحتفظ "بحق الرد على الهجمات التي تنفذها المجموعات الإرهابية ضد المدنيين والقوات الحكومية والجمهور والممتلكات العامة والخاصة بشكل متناسب".
وقال الناطق: "إن انان سيواصل العمل مع الحكومة السورية بشأن تطبيق خطة النقاط الست لإنهاء النزاع الجاري في البلاد الذي استمر منذ أكثر من سنة وخلف أكثر من 9 آلاف قتيل"، حسب ما ذكرت الأممالمتحدة.