واشنطن: غادر المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الاربعاء الاراضي الفلسطينية واسرائيل بعدما انهى زيارته إلى المنطقة دون أن يتمكن من الاعلان عن اتفاق على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر صحفية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو رفض خلال لقاءه بميتشل طلبا فلسطينيا جديدا مفاده ان المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تتجدد على أساس بيان الرباعية الدولية ويؤكد أن الدولة الفلسطينية ستكون على أساس حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967. ونقلت صحيفة "هارتس" عن نتنياهو قوله انه يجب إسقاط كافة الشروط المسبقة، والبدء مباشرة بالمفاوضات. واضافت الصحيفة ان ميتشل عرض على نتنياهو صيغة فلسطينية جديدة تنص على بدء المفاوضات المباشرة على اساس البيان الذي اصدرته الرباعية الدولية في ال-19 من شهر مارس/ اذار الماضي . ويشار الى ان هذا البيان ينص على وجوب اقامة دولة فلسطينية في اعقاب مفاوضات تستمر 24 شهرا وان اقامة الدولة الفلسطينية ستنهي الاحتلال الاسرائيلي من عام 67 . كما تؤكد الرباعية الدولية في هذا البيان انه يتوجب على اسرائيل تجميد البناء في المستوطنات بشكل تام وتجنب هدم منازل فلسطينية في شرقي القدس . من جهته اعرب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز عن ثقته في امكان استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في أسرع وقت ممكن. وقال من العاصمة البلغارية صوفيا : "علينا الانتقال من مفاوضات الممكن إلى المفاوضات المباشرة. آمل أن يتحقق ذلك في أقرب وقت وبالسرعة التي أرجوها". وأكد بيريز الاربعاء أن اسرائيل "تركت غزة بمحض ارادتها ولا ترغب في العودة اليها اذا ما أعلن شعب غزة وقادتها انهم ضد الارهاب". وفي المقابل ، قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي ان الجانبين حققا تقدما باتجاه استئناف هذه المفاوضات بعد لقاء ميتشل بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما نقلت صحيفة "القدس العربي" عن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قولها ان ميتشل عقد لقاءا جيدا ومثمرا مع نتنياهو في القدس الأربعاء، غداة لقاء جدي وايجابي مع عباس في رام الله. كما التقى ميتشل مع وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك. وبعد لقاء ميتشل وعباس في رام الله الثلاثاء أعلن مسئولون فلسطينيون ان تقدما احرز باتجاه اطلاق المفاوضات المباشرة. ووافق الفلسطينيون في ايار/ مايو الماضي، بعد تردد، على اجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بعد أشهر من الضغوط مارستها اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. ولكنهم رفضوا طلب اللجنة الرباعية بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة قبل وقف الاستيطان والحصول على ضمانات بشأن الحدود. وهذه المفاوضات متوقفة منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية 2008.