أدانت قوى سياسية وهيئات فلسطينية بشديدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى اليوم ، واستنكرت المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهويد القدس العربية المحتلة. وقال الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف في تصريح لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله إن إسرائيل تمارس سياسة ممهنجة عبر استهداف المسجد الأقصى بشكل يومي في الاقتحامات المباشرة وإغلاقه ومنع الوصول إليه عبر الحواجز أو الأنفاق التي تنخر أسفل المسجد الأقصى وقبة الصخرة، محملا إسرائيل مسئولية أي ضرر يلحق بالأقصى، وإشعال حرب دينية "ربما تستطيع أن تبدأها، لكن نهاية هذه المعركة لا يمكن التنبؤ بها وكيف ستكون ومتى".
وأضاف عساف أن هذه الممارسات جزء من سياسة إسرائيلية تهدف للإيحاء بأن لها سيطرة على المسجد الأقصى وأنه تابع لها، وأن تلك الاقتحامات تأتي قبل يومين من المسيرات التي ستنطلق في ذكرى يوم الأرض الذي يوافق بعد غد الجمعة، مؤكدا أن يوم الأرض مناسبة يجدد فيها الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم وعدم خضوعهم لمحاولات إسرائيل اقتلاعهم من هذه الأرض لتزرع غرباء ومستوطنين قامت بجمعهم من كل مكان من العالم ليحتلوا مكان السكان الأصليين لفلسطين".
وأوضح الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف أن عنوان المسيرات في يوم الأرض للعام الجاري سيكون "نحو القدس"، لافتا إلى أن القدس مستهدفة من قبل إسرائيل بمقدساتها وأهلها وتحاول إسرائيل أن تعزلها عن محيطها العربي والإسلامي وأن تحاصرها، وهذه المناسبة تهدف إلى تأكيد أنه لا سلام ولا حل في المنطقة إلا بدولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وأشار إلى أن هناك ثلاث مسيرات مركزية في الضفة الغربيةوالقدس في يوم الأرض الاولى ستنطلق من أمام باب العمود بالبلدة القديمة في قلب القدس والثانية من رام الله باتجاه حاجز قلنديا الفاصل بين رام اللهوالقدس، والثالثة من بيت لحم باتجاه القدس.
وفي سياق متصل، حذر نواب حركة حماس في الضفة الغربية من استمرار الاقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى من قبل جماعات يهودية متطرفة تسعى للسيطرة على المسجد وساحاته أو أن يكون لها جزءا منه كما فعلت ذلك من قبل في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وذكر بيان أصدره النواب اليوم أن تلك الاقتحامات تهدف لجس نبض العرب والمسلمين واستكشاف ردود فعلهم على تلك الجريمة النكراء بحق المقدسات في مدينة القدس، بالإضافة إلى كونها خطوة تكتيكية لكي يصبح الأمر معتادا للمصلين في المسجد الأقصى والفلسطينيين حتى تنفذ فيما بعد مخططاتها التهويدية بحق المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وعبر النواب عن أسفهم واستنكارهم الشديدين للصمت العربي والإسلامي الرسمي على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة والتي تنفذ اعتداءاتها تحت حراسة جنود وشرطة الاحتلال.
وطالب النواب بتحرك واسع على المستوى السياسي في السلطة الفلسطينية لوقف الاقتحامات والاعتداءات التي تحدث بحق المواطنين المقدسيين والمقدسات في مدينة القدس، مشددين على ضرورة أن تلتف كل أطياف الشعب الفلسطيني حول القدس والمقدسات.
واعتبر بيان نواب "حماس" في الضفة الغربية أن الاقتحامات والاعتداءات التي تنفذ بحق المساجد والمقدسات والأماكن الدينية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينيةالمحتلة ما هي إلا حرب دينية تشنها جماعات صهيونية متطرفة للنيل من المعالم الإسلامية وتهويدها.
وأضاف البيان "الاحتلال الإسرائيلي يستغل الظروف المحيطة بالشعب الفلسطيني والتغيرات على الساحة العربية والدولية ويشن حملة مسعورة لهدم البيوت والاستيلاء على أراض في أحياء القدس المختلفة، بالإضافة إلى سحب الهويات بشكل متزايد وشبه يومي في خطوة تهويدية واضحة".
فيما حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من استمرار الاقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى، واستفزاز مشاعر المسلمين بأداء طقوس وشعائر يهودية تلمودية في ساحاته، مؤكدة حرمة المسجد المبارك بصفته مكان عبادة للمسلمين، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقال الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى إن هذه الممارسات والانتهاكات المتواصلة تشكل انتهاكا صارخا لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية أولا، كما أنها تتناقض مع المادة 53 من بروتوكول جنيف الأول لسنة 1977، والمادة 8 فقرة "ب" من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1988 ثانيا، وانتهاكا خطيرا للمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 والتي تنص على أنه "لكل شخص حق حرية الفكر والوجدان والدين"، كما تتعارض مع المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966.
وأضاف: أن استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى "استهتار مطلق" بمشاعر أكثر من مليار مسلم، خاصة مع تزامن هذه الأعمال والانتهاكات مع التحضير لمسيرات دولية عالمية لنصرة القدس والمسجد المبارك بعد غد الجمعة الذي يصادف يوم الأرض، وأن هذه الاقتحامات رسالة واضحة لمنظمي هذه المسيرات والمتظاهرين أن إسرائيل لا تأبه بأي دولة ولا تعير أهمية للرأي العالمي والمجتمع الدولي.
وأشار عيسى إلى أن الاقتحامات تعكس العنصرية والعنجهية الإسرائيلية المتفردة برأيها لتحقيق هدف واحد هو هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وتهويد مدينة القدس وصبغها بصبغة يهودية بحتة لتصبح لليهود فقط.
وحذر رئيس المحكمة العليا الشرعية رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بفلسطين الشيخ يوسف ادعيس من قيام الجماعات اليهودية المتطرفة بارتكاب مجزرة داخل المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام المقبلة، داعيا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتهما لنصرة المسجد الأقصى.
وأوضح ادعيس في بيان أصدره اليوم أن الجماعات اليهودية المتطرفة، التي تحظى بالدعم كامل من الحكومة الإسرائيلية، اتفقت مؤخرا على التنسيق والتعاون فيما بينها من أجل تكثيف جهودها الرامية لفرض سياسة الأمر الواقع وتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، ومن ثم إقامة الهيكل المزعوم مكانه، محذرا من إمكانية ارتكاب اليهود المتطرفين مجزرة داخل المسجد الأقصى لتسريع تحقيق هدفهم.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى التحرك بشكل جاد وعاجل من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المقدسات في فلسطين، مطالبا أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للدفاع عنه.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية يرافقها عدد من المستوطنين قد اقتحمت صباح اليوم الأربعاء المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن عددا من المصلين أغلبهم من النساء وكبار السن وطلاب "مشروع مساطب العلم في المسجد الأقصى" رابطوا في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى لحمايته من التدنيس والاقتحام، وسط حالة استنفار من قبل قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في مواقع متفرقة في المسجد الأقصى.