قامت الجمعية العمومية للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل بعقد اجتماعها العادي يوم السبت الماضي، في مقر المجلس بمسجد البرازيل أقدم المساجد في أمريكا اللاتينية، للبحث في تعديل القانون الأساسي وانتخاب هيئة إدارية جديدة وتسمية اللجان المختلفة لإدارة شؤون الدعوة الإسلامية في دولة البرازيل. وقد شارك جميع دعاة ومشايخ البرازيل بكافة جهات ابتعاثهم، كوزارة الأوقاف المصرية، ورابطة العالم الإسلامي، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، ووزارة الأوقاف الكويتية، ودار الفتوى اللبنانية، والأزهر الشريف إضافة إلى الدعاة المتعاقدون محليا مع مؤسسات أومراكز إسلامية مختلفة في البرازيل.
وقد خصصت الجلسة الصباحية لتلاوة البيان المالي والإداري للهيئة التنفيذيةالسابقة وتمت مناقشته من قبل الأعضاء، ثم تمت مناقشة ودراسة دستور المجلس وإضافة التعديلات التي أقرها الدعاة، والتي تمخضت عن أن تكون فترة الرئاسة للمجلس لمدة أربعة أعوام غير قابلة للتجديد، وزيادة أعضاء الهيئة التنفيذية ليصبحوا أحد عشر عضوا، وتم التوافق من جميع جهات الابتعاث أن يكون المجلس هو الممثل الوحيد لأهل السنة والجماعة في دولة البرازيل وخارجها فيما يخص أمور الشريعة والدعوة الإسلامية.
وانعقدت في الجلسة المسائية الانتخابات وتسمية اللجان المختلفة، وقد تنافس الأعضاء من خلال ترشحهم بلائحتين لقيادة المجلس الأعلى خلال الفترة القادمة، وفي جو من التفاهم والتوافق والسلوك الحضاري تم الاقتراع حسب القواعد والأصول المتفق عليها وكانت النتيجة فوز القائمة الأولى والتي قدمت برئاسة الشيخ خالد رزق تقي الدين ليصبح أمينا عاما للسنوات الأربع القادمة.
وقد ضمت الإدارة التنفيذية الجديدة دعاة ومشايخ لهم باع في العلم الدعوة إلى الله، فمنهم 5 من حملة درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية المختلفة، وتم تسمية اللجان والتي شملت " الفتوى – الترجمة – الزكاة – العلاقات العامة والإعلام –التربية والتعليم – الدعوة والإرشاد".
وقد أقامت الجمعية الخيرية الإسلامية في ساو باولو والتي تعد أقدم جمعية " أسست 1929م " حفلا كبيرا حضره جمع غفير من أبناء الجالية المسلمة تكريما لمشايخ وعلماء البرازيل وللتعريف بدور المجلس الأعلى.
وقد ألقى الأمين العام الشيخ خالد تقي الدين بيانا شكر فيه كل جهات الابتعاث على دورهم لرفع كلمة التوحيد في دولة البرازيل وخص بالشكر وزارة الأوقاف المصرية كونها أول من ابتعثت داعية للبرازيل عام 1958م وهو الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل رحمه الله، كما شكر إدارة جمعية ساو باولو وجميع من حضر من الدعاة.
وبين الشيخ تقي الدين أن الثقة التي منحها الدعاة له ليكون أمينا عاما لهم هي تكليف وليست تشريف، وأن العمل خلال المرحلة القادمة سيتركز حول النهوض بوضع الدعاة والسعي لحل مشاكلهم المختلفة، والارتقاء بشؤون الدعوة في البرازيل من خلال العناية بالشباب والبرامج الموجهة لهم، وأكد خلال كلمته إلى ضرورة إنشاء صندوق الزكاة والأوقاف الإسلامية في دولة البرازيل كهدف أساسي من أهداف المجلس الأعلى.
لقد كان هذا اليوم يوما تاريخيا في مسيرة الدعوة الإسلامية في دولة البرازيل ستذكره الأجيال كنموذج للتوافق والتكامل والترابط بين علماء المسلمين والدعاة على اختلاف جنسياتهم وجهات ابتعاثهم، لأن هدفا واحدا جمعهم هو أن تكون كلمة الله هي العليا وأن ترفرف راية التوحيد في ربوع البرازيل.